سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تطورات الواقع الزراعي في دير الزور

قامشلو/ رؤى النايف ـ

دير الزور كانت تُساهِم في إنتاج أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، واليوم يحاول أهالي المنطقة الذين كان عملهم الأساسي الزراعة، النهوض بها من جديد في ظل إدارة جديدة، ومن خلال إمكانات شبه محدودة نتيجة الظروف، وقطع الاحتلال التركي المياه عن المنطقة.  

بعد قيام الثورة السوريّة وتعاقب الفصائل المسلحة للمنطقة، تراجعت الزراعة بنسبة أكثر من 70% في دير الزور، كما أثرت على الثروة الحيوانية، وذلك بسبب تعرض كافة مشاريع الري والجمعيات الفلاحية والصوامع إلى تدمير وتخريب ممنهج، ولعدم توفر مستلزمات الإنتاج الذي أدى إلى توقف شبه كامل لهذا القطاع المعيشي للأسر وللاقتصاد بشكل عام.
وبعد تحرير المنطقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وتفعيل مكاتب الإدارة الذاتية بكافة مؤسساتها الخدمية ومن ضمنها مديريات الزراعة، وكان من الأولويات؛ إعادة تأهيل مشروع الري في كل من مناطق “الزر والصبحة والشحيل”، وأيضاً تفعيل 92 جمعية فلاحية ممتدة على امتداد سرير نهر الفرات من الجزرات غرباً حتى الباغوز شرقاً، وإعادة تأهيل صوامع الحبوب في منطقة السبعة كيلو متر، ومجففات الذرة الصفراء في المعامل، بالإضافة لتوفير مستلزمات الإنتاج من المازوت وبذار القمح والأسمدة وجميعها بالسعر المدعوم, من خلال هذا الدعم الذي توفره الإدارة الذاتية ازدادت نسبة الأراضي الزراعية المروية، وازدادت فرص العمل لأهالي المنطقة كونه أكثر من 80% يعملون في القطاع الزراعي.
 صعوبات القطاع الزراعي
ومع كل ما تم ذكره آنفاً لا زالت المنطقة تعاني من صعوبات وتأثيرات الحرب وبهذا الخصوص أفادنا محمد العزيز الرئيس المشترك لإدارة الزراعة في دير الزور: “يوجد عدة نواقص في القطاع الزراعي بدير الزور ومنها عدم توفر مادة المازوت بالآونة الأخيرة للمشاريع الزراعية والجمعيات الفلاحية المرخصة من قبل هيئة الزراعة، إن الفلاحين اخذوا مخصصات الرية الأولى فقط من مادة المازوت، وكان من المفترض في هذا الوقت أن يكونوا وصلوا للرية الثالثة، لأننا دخلنا في فصل الربيع والمنطقة تعرضت للجفاف بسبب قلة الأمطار لهذا العام، بالإضافة إلى عدم توفر المبيدات للأعشاب الضارة التي تصيب محصول القمح، كما أن هناك نقص وفي بعض الأحيان عدم توفر الأدوية العلاجية واللقاحات الدورية لقطاع الثروة الحيوانية، ويوجد مشكلة في توقف الكثير من الجمعيات الفلاحية مؤخراً في الريف الغربي بدير الزور التي تعمل على الطاقة الكهربائية وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن هذه الجمعيات، وسبب الانقطاع هو انخفاض منسوب السد في الطبقة التي عمدت الدولة التركية المعادية إلى قطع المياه عن مناطقنا”.
 متطلبات مستقبليّة ومشاريع حاليّة
 وذكر العزيز: “يوجد لدينا العديد من المشاريع الحيوية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، ومن أهمها صوامع الحبوب الإسمنتية في منطقة الشهابيات، والصوامع المعدنية في منطقة أبو خشب والصور والجزرات ومحلجة القطن، والعديد من الجمعيات الفلاحية في منطقة البصيرة، وتوقف هذه المشاريع انعكس سلباً على تطوير الزراعة والنهوض نحو اكتفاء ذاتي وخلق فرص عمل للأهالي”.
وعن المشاريع الجديدة أتم العزيز قوله “في الوقت الحالي وخلال الأيام القليلة الماضية باشر المزارعون بزراعة الخضروات الصيفية من خلال البيوت البلاستيكية، بالإضافة لزراعة كمية كبيرة من الأشجار المثمرة كالزيتون والرمان والنخيل في بادرة جديدة منذ عدة سنوات خلت من زراعتها”.

واختتم محمد العزيز الرئيس المشترك لإدارة الزراعة في دير الزور حديثه بالقول: “إن الجهات التي تغطي احتياجات الزراعة في المنطقة وبحسب الإمكانات المتوفرة هي لجنة الاقتصاد في الإدارة الذاتية كوننا نتبع لها، بالإضافة لشركة تطوير المجتمع الزراعي في دير الزور، حيث تقوم هذه الشركة حالياً بتزويدنا بمادة السماد بالسعر المدعوم، بالإضافة إلى مديرية المحروقات في المنطقة، حيث يتم تزويد المشاريع الزراعية والجمعيات الفلاحية بمادة المازوت، وأيضاً بالسعر المدعوم حسب الخطة الزراعية لموسم عام 2020/2021م”.
والجدير بالذكر أن دير الزور كانت من المناطق الهامة في سوريا التي تساهم في إنتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح والشعير والقطن، وباقي المحاصيل الأخرى مثل السمسم والذرة الصفراء والخضروات بكافة أصنافها وأنوعها، بالإضافة للبساتين المثمرة مثل الزيتون والرمان، وذلك لتوافر مصدر مياه الري فيها مثل نهر الفرات والخابور والآبار الارتوازية ولخصوبة التربة، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية التي تعد تربيتها من أساسيات اقتصاد أهالي المنطقة.