عباس: إنجاح الحوار الكردي ـ الكردي هدفنا الأول

قامشلو/ إيفا إبراهيم ـ

أوضح الأمين العام لحزب التجمع الوطني الكردستاني محمد عباس بأنهم في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية عقدوا اجتماعاً مُنذ بضعة أيام؛ تم التأكد من خلاله على استعدادهم لاستكمال الحوارات الكردية بالرغم من التصريحات التي خرجت من قِبل مسؤولي المجلس الوطني الكردي، منوهاً إلى أنهم ينتظرون رد المجلس الوطني الكردي. 

من يتهمون الكُرد بالتقسيم أقوالهم مردودة عليهم

حول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً معه فتحدث بالقول: هناك مشاريع عنصرية يتعرض لها أبناء الشعب الكردي في أجزائه الأربعة حيث يتعرضون مراراً وتكراراً للاضطهادات، ومنها في روج آفا، فيتهمون الكرد بتقسيم سوريا وقطع أجزاء منها، وهذا الادعاء لا أساس له من الصحة، وكل الوقائع على الأرض بأن الكرد يفكرون بعكس ذلك، هذه الاتهامات الباطلة من قِبل الشوفينيين العرب والأتراك ضد المناضلين الكرد يحاولون من خلالها تشويه صورة الكرد ومشاريعهم الديمقراطية.

وحول وحدة الصف الكردية التي لم تتحقق حتى الآن تحدث عباس قائلاً: طالبنا بوحدة الصف الكردي والتفاف الشعب الكردي حول الحركة الوطنيّة السياسيّة الكردية مراراً، الكرد لم يتوقفوا عن خوض النضال في جميع الأوقات والأزمان، وفي بداية الثورة السورية شارك الكرد فيها ولكن بعدما تبينت الأهداف وتوضحت، سلكنا الخط الثالث لا مع هذا ولا ذاك، وضعت كل الدول الكبرى ثقلها في الساحة السوريّة؛ وبخاصة الطامعين في ثرواتها وأرضها، وتمثلت بشكل واضح هذه الأطماع  بالدولة التركيّة التي كانت لها مطامع مُنذ الحرب العالمية الثانية مروراً بعام 1956 حينما قام الأتراك بمحاولات عدة لاجتياح المناطق السوريّة والكردية، وكانت لها يد في غزو هذا المناطق واحتلالها لأطماعها الاستعمارية التوسعية.

الحل في سوريا عبر الحوار بين السوريين

وتابع عباس فقال: عندما تأسست الإدارة الذاتية الديمقراطية طالبنا بالحل السياسي في سوريا لأنه لا فائدة من الحل العسكري، وطالبنا الحكومة السوريّة بالعودة إلى الطاولة المستديرة والتفاوض مع كافة القوى الموجودة على الأرض، لكن لم تنجح جميع المحاولات، ومن المفروض والضروري أن يلجأ النظام السوري إلى سياسة الحوار ومتطلبات شعبه وهذا ما تقوم به الدول خلال الأزمات السياسيّة أو أي أزمات أخرى.

وأضاف عباس: إلى يومنا هذا نفاوض ونجري اتصالات عدة مع الحكومة السورية، ولكن لا حياة لمن تنادي، وسياسة الفوقية والتعالي التي تتبعها لن تنجح في إيجاد الحلول للأزمة، وما يزيد الطين بلة تلك التصريحات التي تخرج عن أركان هذا النظام بين الحين والآخر، وبهذا الشكل باعتقادي لن يكون هناك أي انفراج وحل، ناهيك عن عدم وجود أي تصريحات من قبلهم يتعلق بإنهاء الأزمة السوريّة.

وبيّن عباس: نحن ننشد الحل السياسي وسط عدم تجاوب النظام السوري، ونستنتج من ذلك بأن النظام السوري شريك في الأوضاع المتأزمة في المنطقة بشكلٍ عام وفي سوريا بشكلٍ خاصٍ، والدليل على ذلك دعمه وتواصله وتنسيقه مع النظام التركي المُحتل حينما اجتاح عفرين وكري سبي وسري كانيه وسط الاتفاقيات الخفيّة التي حدثت بين الطرفين.

هناك من حاول إفشال مبادرة وحدة الصف

وبخصوص مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حول الوحدة تحدث عباس بالقول: هذه المبادرة أُطلقت بهدف وحدة الصف الكردي، تحت سقف الإدارة الذاتية التي تأسست بتضحيات شهدائنا لتكون هذه الإدارة مظلة لكل السوريين وكافة شعوبها، والعمل على مبدأ قوانينها ونظامها الداخلي، ولكن مع الأسف تخلفت بعض الأحزاب الوطنية الكردية عن تلبية نداء الوحدة، تحت حجج واهية لم تكن مقنعة، وأقصد هنا أحزاب المجلس الوطني الكردي.

وبخصوص أين وصلت الحوارات الكردية بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي تحدث عباس بقوله: المفاوضات الكردية توقفت حالياً بسبب تصريحات من البعض في المجلس الوطني الكردي، وبالرغم من ذلك طالبنا ونطالب بوحدة الصف الكردي، كوننا نعيش في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي التي تتطلب تكاتف الجهود والتضامن الوطني، هناك تآمر على الشعب الكردي عامةً والحركة الوطنية الكردية خاصةً، فمنذ البداية كان يجب أن ندرك هذه الأمور لمجابهة هذه الأوضاع التي سنواجهها سواءً من الداخل “النظام السوري” أو من الخارج تركيا والمجموعات الإرهابية المرتبطة بها.

مصالح شعبنا فوق كل الاعتبارات الشخصيّة والحزبيّة

وحول زيارة نصر الحريري إلى هولير في الآونة الأخيرة والتي أثرت سلباً على الحوار الكردي – الكردي تحدث عباس بالقول: التصريحات التي أدلى بها نصر الحريري لا يتفوه بها سياسي وحتى إنسان عادي، فهي لم تحترم شركاؤهم في المجلس الوطني حيث اعتبرهم موظفين لديه، فكان من المفروض الرد عليه والانسحاب من الائتلاف الذي يقف خلف المرتزقة الذين يرتكبون أفظع الجرائم بحق الأهالي في المناطق المحتلة، ونحنُ نلوم القوى الكردية التي صمتت حيال تلك التصريحات وعلى رأسهم حكومة باشور كردستان.

وأشار عباس إلى أنه مُنذ بضعة أيام كان هناك اجتماعاً لأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وعلى الرغم من تلك الأعمال التي تحاول بشتى الوسائل إيقاف المحادثات بين الجانبين الكرديين، في محاولة لزرع الفتنة والتفرقة والاقتتال بين الكرد، إلا أننا تجاوزنا هذه الخطوط الحمراء لأن مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار، ونحنُ مستعدون تحت كل الظروف لتوحيد الصف الكردي، وعدم إتاحة الفرصة للمتآمرين على ضرب الكرد في هذه المرحلة التاريخية المصيرية والمميزة.

واختتم محمد عباس حديثه؛ قائلاً: في القريب العاجل ستتجدد الاجتماعات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وتم تبليغ المجلس الوطني الكردي لاستكمال الحوارات الكردية ونحن مُصرّون في الوصول إلى اتفاق حول وحدة الصف، وحسب رؤيتي ومتابعتي الدلائل تشير إلى أننا سنتوصل إلى اتفاقية.