منبج/ آزاد كردي ـ
تطل الذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية بمدينة منبج وريفها بتاريخ 12/3/2017 حاملة معها المزيد من التطور والإصلاحات على كافة الأصعدة عبر منطق الديمقراطية وصيرورة التغيير الحقيقية بينها وبين المواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة تجسد أسمى معاني التفاف الشعب حول قيادتهم الإدارة المدنية الديمقراطية.
أربع شجيرات من اللوز تضاف إلى عمر الإدارة المدنية في منبج وريفها استطاعت خلالها قيادة المدينة إلى ضفة الأمن والاستقرار والتعايش المشترك من جهة وسلسلة من الإصلاحات المختلفة من جهة ثانية. وفي هذا الملف، تستعرض صحيفتنا “روناهي” بمناسبة مرور هذه الذكرى أهم محطات الإدارة المدنية بمدينة منبج وريفها خلال مسيرة عام من العطاء الحافل بالمنجزات والمكتسبات.
عام الثبات والدبلوماسية
لم تكن مواجهة الإدارة المدنية العديد من الملفات السياسية بالأمر اليسير شعبياً وإدارياً ولا سيما أن المتغيرات السياسية من المعروف أنها لا تثبت على حال، ووصل ببعض الملفات السياسية مرحلة التهديد المباشر لحياة التعايش المشترك بين الشعوب، وأهم هذه الملفات السياسية وفق الآتي:
– مثلت جائحة كورونا أمام العالم أجمع وسوريا خاصة ولا سيما في مناطق شمال وشرق سوريا تحدياً كبيراً على مستوى من الخطورة، تضع الإدارة المدنية على المحك في مواجهتها أمام المجتمع الدولي، خاصة أن الاحتلال التركي سيستفيد إن لم تتمكن الإدارة المدنية من التعامل معها كما يجب، إلا أن هذا لم يحدث، بل بقيت مدينة منبج وريفها أقل المناطق إصابة بفيروس كورونا.
– استطاع مجلس منبج العسكري أن يمتص تبعات هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، ونجم عنها احتلال مدينتي كري سبي/ تل أبيض، وسري كانيه وإفشال مخطط احتلال مدينة منبج وريفها.
– صد محاولات مرتزقة الاحتلال التركي في التسلل أو العدوان على القرى الحدودية المتاخمة للجبهة الشمالية. نمو الاقتصاد رغم تفشي كورونا
لا شك أن الإدارة المدنية تولي الاقتصاد مكانة كبيرة، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا عموماً ومناطق شمال وشرق سوريا خاصة، نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، ووفقاً لدراسة عدتها صحيفتنا “روناهي” لرصد تكاليف المعيشة الشهرية للأسرة المؤلفة من خمسة أفراد، فأظهرت الدراسة أن السبب الرئيس للأزمة الاقتصادية ارتفاع الدولار، إذ بلغ سعره مقابل الليرة السورية قرابة الألف ليرة سورية في الربع الأول من عام 2020 وترافق مع أرقام قياسية في مجمل أسعار السلع أيضاً. في مقابل ذلك ارتفعت تكاليف المعيشة مع نهاية العام نفسه ارتفاعاً خيالياً يفوق 300% ضمن استهلاك مكون من ثماني حاجات أساسية، هي: الغذاء والسكن والنقل والأثاث والألبسة والتعليم والصحة والاتصالات.
وتعد الزراعة الركيزة الأساسية لدى الإدارة المدنية في منبج، إذ دعمت اتخاذ إجراءات زراعية جديدة، حيث منحت مؤسسة الزراعة تراخيص لمحاصيل الخضار الصيفية دون مراجعة المزارع للمصرف الزراعي، وإنما من خلال مراجعته للجنة الزراعية لأقرب خط إليه تجنباً لمخاطر انتشار وباء كورونا. كما وعملت شركة تطوير المجتمع الزراعي إلى استلام وشراء محصول القمح لموسم 2020 بالإضافة إلى تجهيز الصوامع المخصصة لاستلام القمح بمختلف المستلزمات والقطع الحديثة. واشترت شركة تطوير المجتمع الزراعي محصول القمح من الفلاحين بعد تحديد سعر الكيلو الواحد للقمح من الدرجة الأولى بـ 425 ليرة سورية، وبكمية استلام للمحصول، قدرها 6000 طناً من القمح.
على صعيد آخر، عملت مؤسسة الحراج على تنفيذ مخطط يهدف إلى زراعة أربعة آلاف من الأشجار الحراجية من أصناف “الصنوبر، السرو، الكازورينا، النخيل المروحي”، على أطراف الطريق الدولي M4 الذي يمر بمحاذاة المدينة من الجهة الجنوبية الممتدة من دوار الشهداء باتجاه الغرب كمرحلة أولى من مشروع التشجير. وتحت شعار “اغرس شجرة.. تنمو الحياة”، عملت مؤسسة الحراج على غرس 1000 شجرة في الحرم الحراجي للأوتوستراد الدولي m4 وذلك ضمن ما يسمى بالحزام الأخضر. كما وعمل مشتل منبج المركزي على بيع الشتل المثمر والحراجي للمزارعين وبأسعار مناسبة للمزارعين.
أما بالنسبة للزيتون فيمكن اعتبار الإنتاج وفيراً مقارنة بالعام الفائت، حيث ينتج كل 4 كغ من الزيتون ما يعادل 1 ليتر من الزيت، وتبلغ سعر تكنة الزيت 16 ليتر بين 100 – 135 ألف ليرة سورية. وكانت كل من مديرية التموين ومؤسسة الزراعة قد حددتا تسعيرة عصر الزيتون المعتمدة بـ 65 ليرة سورية في المعاصر.
إن دعم الإدارة المدنية للتجارة ساهم في بلورة جذب الاستثمارات، إذ بلغ عدد المستفيدين من السجل التجاري والصناعي وفق سجلات غرفة التجارة والصناعة /1312/ سجلاً تجارياً من تاريخ 8/12/2016 حتى تاريخ 19/9/2020 إضافة إلى أنه تم استخراج /1735/ سجلاً صناعياً من تاريخ 24/12/2016 حتى تاريخ 19/9/2020 ومن المهم، مشاركة القطاع الخاص بهذا البنيان من مشاريع اقتصادية رائدة، حيث أقام أحد التجار معصرة للرمان، الأمر الذي يوفر إنتاج دبس الرمان إلى معظم الأسواق المحلية مع احتفاظ بعضهم بكمية مناسبة لإنتاج دبس الرمان بقصد صناعته في البيوت ويقدر سعره بقرابة 6000 ليرة سورية، بينما يبلغ سعره في معصرة الرمان 3500 ليرة سورية.
ولا شك أن دعم الإدارة المدنية للتجارة والتجار ساهم بجذب الاستثمارات التجارية والصناعية، حيث بلغ عدد المستفيدين من السجل التجاري والصناعي وفق سجلات غرفة التجارة والصناعة /1312/ سجلاً تجارياً من تاريخ 8/12/2016 حتى تاريخ 19/9/2020 إضافة إلى استخراج /1735/ سجلاً صناعياً من تاريخ 24/12/2016 حتى تاريخ: 19/9/2020.
أما بالنسبة لنظام الكوبراتيف فله نصيب كبير من العملية الإنتاجية، إذ تعد مطحنة القصر من أبرز إنجازات ومشاريع الكوبراتيف، فهي تعمل بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 75 طناً من دقيق الخبز. ويبلغ عدد المساهمين فيها 231 سهماً. ويقدر رأس مال السهم الواحد بألف دولار، وتتوزع الأرباح للمساهمين من خلال عملية جرد مالي في غضون خمسين يوماً.
آفاق تصاعدية من التنويعات الثقافية
أولت الإدارة المدنية في منبج وريفها الثقافة والفن إيلاء كبيراً من حيث الحفاظ على الإرث بتأهيل المدافن الرومانية الأثرية التي تعد حلقة من الحلقات المتواصلة الهادفة لإتاحة الفرصة للزوار والسياح في التعرف على جانب كبير من تاريخ مدينتهم العريق ولا سيما في الحقبة الأولى للديانة المسيحية. أما العمل البارز؛ تأهيل الكنيسة السريانية كونها إحدى الشواهد الأثرية التي تدل على عظمة تاريخ منبج القديم، وأيقونة تاريخية تروي إرثها وحضارتها للأجيال المتعاقبة بعد الدمار الذي لحقها من قبل مرتزقة داعش الذي قام بردمها بحادثة تدل على الوجه الخفي للإرهاب المتطرف.
ومن المهم أن لجنة الثقافة والفن قامت مؤخراً بشراء عشرات الكتب المنوعة ضمن انعقاد معرض هركول الرابع في مدينة قامشلو. وتعد هذه الخطوة واحدة من حلقات الدعم الكبير من أجل زيادة التثقيف ونشر المعرفة بين السكان. بالإضافة إلى إقامة مكتبة محمد منلا غزيل تحت عنوان “قارئ من بلدي” تكريماً لعدد من القراء الأكثر زيارة وارتياداً لمكتبة محمد منلا غزيل خلال العام الفائت. بالنسبة لمركز الثقافة والفن واتحاد المثقفين؛ فقد أقاما استذكاراً للشاعر محمد الغزيل تحت عنوان “في رحاب ذكرى الغزيل”، وشهد الاستذكار حضوراً واسعاً من الإدارة المدنية الذاتية في منبج بمشاركة أطياف كبيرة من المثقفين والأدباء وأصدقاء الشاعر الغزيل. فضلاً عن إقامته حفل تكريم تحت شعار “جذور الإبداع هي من أرضنا” لعدد من طلاب دورات الموسيقى والغناء والخط العربي والرسم، وتضمن الحفل فقرات متنوعة شملت كتابة خط عربي بشكل مباشر ورسم وغناء وعزف. علاوة على إقامة دورات صيفية لمواهب العزف والفن التشكيلي إضافة إلى دورة إعداد ممثل؛ وذلك بإشراف مدربين مختصين. إلى جانب إقامة فعالية خاصة بالطفولة بعنوان “وحدها الطفولة تقول ما تعنيه”، تخللها فقرات متنوعة بإبداعات طفولية منوعة.