حلب/ رامان آزاد ـ
التوتر هو العنوان الأبرز في مدينة عفرين وسائر المناطق التي تخضع للاحتلال التركي، ويبدو أن سلطات الاحتلال التركيّ بصدد تنفيذ عملية إعادة صياغة والتلويح بالعصا في وجه المرتزقة التي لم تقبل أن ترسل مرتزقتها للقتال في ليبيا وأذربيجان، كما تستهدف بالوقت نفسه عملية فرز بين فصائل المرتزقة التركمانيّة والإخوانيّة بالتوازي مع محاولة تعويم هيئة تحرير الشام “النصرة”، فيما تستمر الانتهاكات وعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفيّ.
لا تزال حالةُ التوتر والاستفزازاتِ المتبادلةِ مستمرةً بين مرتزقة “الجبهة الشاميّة” وفصائل المرتزقة المتحالفة ضدها، وقد أقدمت دوريةٌ لمرتزقة “السلطان محمد الفاتح” على استفزازِ حاجز لمرتزقة “الجبهة الشاميّة” في منطقةِ دوار كاوا وسط مدينة عفرين، ما أدّى لحدوثِ ملاسناتٍ بين مسلحي الطرفين تطورت إلى تبادلٍ لإطلاقِ الرصاصِ في اشتباكٍ امتدَّ لمدة 15 دقيقة ليلة الإثنين. وجاءت حالة التوتر والتأهب عقب بيان ما يسمّى “الحكومة المؤقتة” ببدءِ عملية ملاحقةِ من سمّتهم الفاسدين.
في تطورٍ جديدٍ نشرت مرتزقة “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركيّ مساء الأحد 28/2/2021، أسلحة ثقيلة في مركز إقليم عفرين المحتل، ونصبت حواجز للتدقيق في هويات المارة واعتقال مسلحي المرتزقة المتحالفة ضدها. فيما تستمر حالة التوتر واستنفار المرتزقة التي أعلنت بعضها موقفها مما يجري.
بعد انسحاب أرتال مرتزقة “الشاميّة” طرأ متغير، فقد ذكر موقع عفرين بوست أنّ مرتزقة “الشاميّة” نشرت حواجز في دواري القبّان وكاوا وسط مدينة عفرين، ووضعت عربات محملة بسلاح الدوشكا في محيط الدوارين، وبدأت حملة تدقيق في هويات المارة، وتقوم باعتقال المسلحين التابعين لمرتزقة (العمشات والحمزات والسلطان مراد)، التي تحالفت مع بعضها بهدف إقصاء مرتزقة “الشامية” من الساحة.
وذكر مصدر من عفرين بأنّ أصواتاً لإطلاقِ النارِ سُمعت في أرجاء المدينة منتصف الليل، وكان مصدرها محيط دوّار ماراتي/ معراتة، وقال المصدر أن مسلحين أطلقوا رشقات من الرصاص، لم تُعرف أسبابه.
وكانت مدينة عفرين قد شهدت صباح السبت، استنفاراً أمنيّاً كبيراً من قبل مرتزقة الاحتلال التركيّ، وانتشر المسلحون داخل المدينة وأُغلقت مداخلها بالحواجز بعد الإعلان عن حملة أمنيّة موسّعة من قبل ما تسمّى “وزارة الدفاع للحكومة المؤقتة” الإخوانيّة لاجتثاث من سمّتهم “الخلايا الإرهابية ومحاربة المفسدين”، بحسب ما جاء في بيان أصدرته.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ متزعم مرتزقة “الجبهة الشامية” أصدر تعميماً على مسلحيه يقضي بمنعِ أي قوة تابعة لمرتزقة “الجيش الوطني” بالاقتراب من المناطق الخاضعة لسيطرته ضمن إقليم عفرين وإعزاز والباب. وقد امتدَّ الاستنفار الأمنيّ أيضاً إلى مداخل ومخارج مدينتي الباب وإعزاز المحتلتين، وسط تحركات مكثفة لدوريات المرتزقة داخل تلك المناطق.
وفي وقتٍ لاحقٍ أفاد المرصد السوريّ بأنّ أرتالاً من مرتزقة “الشامية” شوهدت تنسحبُ من مدينة عفرين المحتلة بعد ساعات من استقدامها، مع بقاء حالة التوتر والترقب.
أفادت منظمة حقوق الإنسان في عفرين يوم الأحد، أنّ الاستنفار والتوتر بين الفصائل التركمانيّة والعربية في كامل المناطق المحتلة من عفرين إلى جرابلس تمّ بدعمٍ وتحريضٍ تركيّ، وفيما وراء الكواليس خطةٌ من الاحتلالِ التركيّ لإعادةِ صياغةِ المرتزقة العسكريّة بتلويحِ العصا في وجهها وإلزامها بمزيدٍ من الولاءِ لها، وخاصةً أنّ المرتزقة المقصودة هي التي رفضت إرسال مرتزقة إلى ليبيا وأذربيجان. وأنقرة تعتبر المناطق المحتلة خزانات للمقاتلين التي يمكنها استخدامهم حيث تشاء. واللافتُ أنّ الحالةَ الراهنةَ أدّت إلى فرزٍ ما بين المرتزقة العربيّة والتركمانيّة.
أضافت المنظمة بحسب مصادرها، أنَّ جبهة النصرة تدخلت لمؤازرة المرتزقة التركمانيّة وأنّ الأمر نوقش خلال زيارات متزعميّ جبهة النصرة إلى منطقة عفرين وإعزاز وجرابلس، للتنسيق فيما بينهم، وهي محاولة تركيّة لإسناد دور لها في سياق تعويمها وإظهارها “فصيلاً سورياً معتدلاً”، وقد اقتحمت أرتال عسكريّة كبيرة لجبهة النصرة معبر “دير بلوط” جنوب جنديرس، والوجهة عفرين ومنطقة الباب أو ما يسمى “درع الفرات”، ويبدو أنّ أنقرة اتخذت قراراً بمحاسبة المرتزقة التي لم تخضع لأوامرها.
واستنفرت مرتزقة السلطان مراد قواتها المركزية في بلدة “دير صوان” ضد الجبهة الشامية وتم تداول تسجيل صوتيّ للمدعو فهيم عيسى متزعم مرتزقة “السلطان مراد” يناشد فصائل المرتزقة التركمانيّة للاستنفار والتجمع في نقطة واحدة والتحضير لما سمّاه “الهجوم الساحق والكاسح” واعتبر أن المعركة وجوديّة وتحدد “أن نكون أو لا نكون”. في حين استنفرت مرتزقة “الحمزات” بسلاحها الثقيل في قطاعها بمنطقة جبل ليلون (الأحلام).
عقد اجتماعٌ في مقر لمرتزقة “أحرار الشرقية” قرب دوار ماراته في القسم الغربي من المدينة، الإثنين، ضمّ متزعمين في مرتزقة “الشامية والشرقية” لبحث كيفية التصدي للتحالف المشكّل من المرتزقة التركمانيّة. ومن جهتها أعلنت مرتزقة “حركة أحرار الشام” في مدينة جنديرس وريفها رفع الجاهزية والاستنفار العسكريّ لمساندة الجبهة الشامية، وكذلك فعلت ميلشيا المعتصم.
فيما أعلن المدعو “عبد الله حلاوة” متزعم مرتزقة “فرقة القوات الخاصة” بلدة الباسوطة منطقة محايدة يمنع دخول رتل عسكري لفرقة الحمزة إليها. وكان أعلن تأسيس فرقته في 9/2/2021 بعدما كان قائداً عسكريّاً في مرتزقة “الحمزات”. كما أعلنت مرتزقة “جيش الإسلام” و”ملكشاه” موقف الحياد والنأي بالنفس عن المشاركة مع أي من الطرفين.
مقتل شخص وإصابة آخرين خلال مداهمة
قُتل مساء الثلاثاء 2/3/2021 شخص وأصيبت عائلته (زوجة وطفل) جراء انفجار قنبلة يدويّة بهم، وذلك أثناء محاولة القتيل إلقاءها على عناصر من مرتزقة “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركيّ داهموا المنزل الذي استولى عليه في محيط المركز الثقافيّ وسط مدينة عفرين المحتلة. وبحسب عفرين بوست فقد أصيب مسلحٌ من عناصر المرتزقة المُداهمة، فيما لم تُعرف بعد هويات القتلى والمصابين، ولا أسباب عملية المداهمة. وسائل إعلام ومنصات تابعة لمرتزقة الاحتلال قالت إنّ القتيل كان عنصراً في خلية تتبع لداعش، دون تأكيد الفرضية.
الإفراج عن ثلاثة مواطنين واعتقال ثلاثة آخرين
أفرجت سلطات الاحتلال التركيّ يوم الإثنين 1/3/2021 عن ثلاثة مواطنين من أهالي عفرين بعد قضائهما أكثر من عامين ونصف في السجون.
وفقاً لمراسل عفرين بوست، فقد أُفرج عن المواطن رمضان علي من أهالي قرية كوكبة – ناحية جنديرس، بعد قضائه نحو عامين وتسعة أشهر في سجون الاحتلال، علماً أنّه اعتقل من منزله في حي الزيديّة ونُقل إلى سجنٍ في مدينة الباب المحتلة، وقبل نحو سبعة أشهر نُقل إلى سجن ماراتي/ معراتة المركزيّ حيث أُفرج عنه.
كما أفرجت سلطات الاحتلال عن الشاب (عبدو جمعة) من الشعب العربي ومن أهالي قرية بتيتة – جنديرس، وذلك بعد عامين ونصف من الاعتقال، علماً أنّه اختطف من قبل مرتزقة “السلطان مراد” بتهمة تنفيذ تفجيرات في مدينة عفرين، ونقل إلى سجن الراعي سيئ الصيت، وبعد مرور ثلاثة أشهر من اختطافه نُقل إلى سجن معراته المركزيّ، وبقي فيه حتى أفرج عنه يوم أمس الإثنين.
كما تم تداول أنّه تم يوم الإثنين 1/3/2021 الإفراج عن الشاب الكرديّ لاوند محمد شيخو، (21 عاماً) من أهالي قرية دارگره/ الدار الكبير التابعة لناحية ماباتا/ معبطلي، بعدما قضى فترة ثلاثين شهراً في السجن، وكان قد اعتقل من قبل مجموعة مسلحة في 6/9/2018 في مدينة عفرين، وعلم من مصادر خاصة أنّه كان موجوداً حتى نهاية عام 2019 في سجن سجو، ثم نُقل إلى سجن آخر، وفقدت المعلومات عن مصيره.
من جهة أخرى أقدمت سلطات الاحتلال قبل أربعة أيام، على اعتقال ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية عين حجره/عين الحجر ناحية موباتا/ معبطلي- في حين لا تتوفر أي معلومات عن هوياتهم ولا عن الوجهة التي اقتيدوا إليها.
حكمٌ بسجن أكاديمي كُرديّ ثلاث سنوات