No Result
View All Result
المشاهدات 1
روناهي/ الدرباسية ـ
لم يعد المريض يفكر بمرضه على أنه قد ينجو منه أو لا، بل أصبح يفكر في تِبعات هذا المرض من تكاليف، بدءاً من معاينة الطبيب، مروراً بالتحاليل والصور الشعاعية، وليس انتهاءً بالعمليات الجراحية إن لَزِمت، لتبقى مسألة الحياة والموت آخر شيء يمكن أن يُفكر فيه الإنسان في مرضه.
بالإضافة إلى كل ما ذكرناه آنفاً من (أركان العلاج)، تبقى الأدوية هي المحطة الأصعب في فترة العلاج. يقول محمود خليل، وهو من أبناء ناحية الدرباسية: “أسعار الأدوية لم تعد تُحتمل، أنا مريض سكري وشحوم أدويتي هي أدوية تؤخذ مدى العمر، وشهرياً أدفع حوالي 27 ألف ثمن للأدوية، ضف إلى ذلك ثمن التحاليل التي أجريها بشكلٍ دوري لأعرف مستوى السكر لدي”. ويضيف: “الأدوية أصبحت مثل أي سلعة تجارية أخرى، ابتعدت عن الطابع الإنساني التي تُعرف به هذه المهنة، فسعر النوع نفسه من الدواء يختلف أحياناً بين صيدلية وأخرى بفروقات كبيرة تصل أحياناً إلى 700 ليرة، كما أن أغلب الصيادلة لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة فعند شراء أي نوع من الدواء يقومون بشطب السعر الموجود على العلبة ويضعون سعراً جديداً، لتصبح بذلك التسعيرة مزاجية دون ضوابط”.
الأدوية تُصعّب المعيشة
من جانبه يقول المواطن جوان أحمد: “أمي مريضة قلب وتستعمل حوالي عشر أصناف من الأدوية، وفي كل مرة أشتري لها هذه الأدوية تكون أسعارها قد ارتفعت عن المرة التي سبقتها، دائماً أحاول تحديد مبلغ ثابت من دخلي لتأمين الأدوية لوالدتي، ولكن اختلاف الأسعار بين مرة وأخرى يجعلني أضيف مبلغاً فوق المبلغ الذي كنت قد خصصته لهذه الغاية، ما يضطرني إلى التقصير في تأمين مستلزمات أخرى لأستطيع تأمين أدوية العلاج لوالدتي”. ويتابع: “نطالب بوضع حلول لهذه المعضلة، المواطن كيف سيستطيع تدبر أموره، إذا كان كل شيء غالي بدءاً من الأكل والشرب مروراً بالسكن وصولاً إلى الأدوية”.
استيراد الأدوية بالدولار!
أغلب الصيادلة الذين التقيناهم عزوا سبب اختلاف الأسعار بين الصيدليات إلى أن كل صيدلية تتعامل مع شركة أدوية مختلفة عن الشركة التي تتعامل معها صيدلية أخرى، وبالتالي فإن اختلاف السعر يأتي من اختلاف الشركة.
من جانبه يتحدث سيبان سينو عضو اتحاد الصيادلة قائلاً: “معامل الأدوية تستورد أغلب موادها الأولية، والاستيراد يتم بالدولار، كما أن الحرب تسببت بتدمير الكثير من المعامل الداخلية وبالتالي نضطر إلى استيراد الأدوية من غير دول أيضاً بالدولار، وبالتالي نحن مجبرين على تسعير الدواء على أساس الدولار”. ويضيف: “في الوقت الحالي لا نستطيع وضع خطط لضبط الأسعار لأننا لا نستطيع ضبط سعر الدولار، وسعر الدولار مرتبط بالوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد”.
الجديرُ بالذكر، هو أن ناحية الدرباسية ليست المنطقة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة، أغلب مدن ومناطق شمال وشرق سوريا تعاني من الأمر ذاته، لتبقى هذه المشكلة مرهونة بقضية الضمائر دون علمنا إن كانت موضوعةٌ على طاولة البحث لدى المعنيين أم لا.

No Result
View All Result