No Result
View All Result
المشاهدات 0
قامشلو/ عبد الرحمن محمد –
في محل متواضع صغير في السوق المركزي ببلدة تل تمر بإقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا، رجل سبعيني رسم الزمن على مُحيّاه دروب وجع وذكريات أيام طِوال وبجانبهِ عدة ماكينات للخياطة غلف بعضها غبار النسيان، وهي تنتظر أصحابها بعد أن تلقت الصيانة والعناية على يد العم إبراهيم شيخموس الذي أمضى أكثر من أربعين عاماً في صيانة ماكينات الخياطة هذه، بالإضافة إلى سَن وتعيير المقصات، كما تخبرك بذلك لافتة من الكرتون كُتِب عليها بخط متواضع “تصليح جميع ماكينات الخياطة والحبكة مع سَن المقصات”.
يتشارك العم إبراهيم المحل مع ماكينته الخاصة ويقاسمها آماله وذكرياته ويحدثها بالكثير من أسراره بعد أن أصبحت بينهما عشرة عمر، وقد أوشكت بعض أجزاءها على التهالك وطغى البياض على شعر العم الذي يتمنى ويقول ” تعلمت الخياطة والعمل على الماكينة وأنا بعمر العشرين بعد محاولات عديدة وبجهد شخصي، وجروح كثيرة في يدي، وأصبحت مع عملي في الزراعة مصدر رزق لي ولعائلتي، ولطول فترة عملي على الماكينة أصبحت أُتقِن تصليحها وصيانتها، وباتت الصيانة عملي الرئيسي لأنني بتُّ عاجزاً عن العمل في الخياطة، لِمَرضي وتقدمي في السن”. ويضيف العم إبراهيم: ” قليلون هم من يعملون في تصليح ماكينات الخياطة إن لم يكونوا نادرين، والحاجة لمن يعمل في هذه المهنة كبيرة، لذلك فجُلُّ أمنياتي أن أجِد أحداً ما يتقنُ هذه المهنة حتى لا تُدفن معي يوم أموت”.
No Result
View All Result