عبدو: عمليات التوثيق والتدخلات الإسعافية مستمرة للمواقع الأثرية

قامشلو/ عبد الرحمن محمد –

ما تزال الأزمة التي عصفت بسوريا تلقي بظلالها الثقيلة على كل بقاعها وكل تفاصيل الحياة فيها، ولم تكن المواقع الأثرية بمنأى عن الأضرار والانتهاكات، بل انها كانت الأكثر عرضة للتخريب والنهب، فيما تواصلت الجهود من جهة أخرى لحماية تلك الأوابد التي تحكي قصص البطولة والأصالة والعراقة في التاريخ.

 تتابع هيئة الآثار والسياحة في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نشاطاتها وفعالياتها على الأرض وبخاصة بعد أن انتهت فترات الحظر الكلي والجزئي، واللافت أن الهيئة ومنذ بداية العام الفائت واصلت أعمال الحماية والترميم والتدابير الإسعافية في بعض المواقع الأثرية، بعد أن ألحقت العديد من مجموعات المرتزقة وعلى رأسها مرتزقة داعش الكثير من الأذى بها متمثلة بالتخريب والتجريف والسرقة، علاوة على التنقيب العشوائي الذي كان الهدف منه المزيد من السرقات، بالإضافة إلى تأثر المواقع بالظروف الجوية بعد غياب البعثات عن المواقع وضعف تدابير الحراسة. وقد شهدت مقاطعة الحسكة مؤخراً عقد اجتماع موسع للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية وبرئاسة مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مع ممثلي هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية وقيادة قوى الأمن الداخلي “الأسايش” لتنسيق آلية حماية المواقع الأثرية في شمال وشرق سوريا، وأكد المجتمعون على ضرورة التنسيق الكامل بين كافة الجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم لحماية الآثار.

في هذا السياق كان لنا بعض الأسئلة التي عرضناها على النائب في هيئة الآثار رستم عبدو وأجابنا بدوره عليها مشكوراً:

ـ المتتبع لأعمال هيئة الآثار والسياحة يشاهد الكثير من الاهتمام بحماية المواقع الأثرية، ما هي أبرز المواقع التي حُمِيت خلال عام 2020؟

يستمر فريق الآثار في كافة أقاليم الإدارة بتوثيق المواقع الأثرية، حيث تم توثيق نحو ١١١٣ موقعاً من أصل ١٨٠٠ موقع يتوزع في شمال وشرق سوريا، وإعداد تقرير إحصائي خاص بذلك، تم من خلاله التركيز على نوع التعديات وحجمها. واصلنا أيضاً أعمال نشر ثقافة التوعية الأثرية والتي نهدف من خلالها للتعريف بأهمية المواقع الأثرية وضرورة المشاركة في حمايتها أو المحافظة عليها. كذلك كان هناك مشاريع نُفِّذت تتعلق بموضوع الحماية والتدخلات الإسعافية في بعض المواقع الأثرية.

– أعمال التنقيب شبة متوقفة في المواقع الأثرية، ما السبب وهل هناك من عودة قريبة لها؟

لا يوجد هناك أية نية لدى مديريات الآثار للتنقيب حتى هذه اللحظة، وذلك بسبب عدم الاستقرار الذي ما تزال تشهده سوريا وغياب البعثات الأثرية.

ـ لموقع أوركيش خصوصية في إقليم الجزيرة وأهمية في قراءة تاريخ سوريا ككل.. هل من أعمال أو خطط قريبة للتعريف أكثر بتاريخ التل ومدلوله الثقافي والتاريخي؟

بالنسبة لنا كل المواقع الأثرية وعلى وجه خصوص تلك التي عملت فيها البعثات ذات أهمية ومن ضمنها أوركيش (تل موزان).

مايزال أوركيش في دائرة اهتمام البعثة الأمريكية وإشرافها، وثمة أعضاء محليون للبعثة ما يزالون يتلقون الدعم. كما أن مديرية آثار الجزيرة تعمل على قدم وساق في سبيل الحفاظ على هذا الموقع من التعديات والتجاوزات وذلك من خلال تفعيلها لمراقبين ثابتين وجوالين.

– ما أبرز الأعمال المقترحة في خطة عمل هيئة الآثار لعام 2021؟

هناك مشاريع تخص الآثار ستُنفذ خلال هذه السنة في كل من الجزيرة والرقة تتعلق بالتوعية وتأهيل وتدريب الكوادر وصيانة مستودعات مخصصة لحفظ محتويات بيوت البعثات التي تم إنقاذها، وكذلك بعض التدخلات الإسعافية في الأماكن الأثرية التي تحتاج إلى صيانة أو ترميم.