No Result
View All Result
المشاهدات 0
قامشلو/ ميديا غانم –
حين تسمو روح القراءة وتتفوق على الماديات في مكان صغير وهادئ يضم الآلاف من الكتب المتنوعة بمدينة قامشلو كأول صرح ثقافي يجمع بين فئات المجتمع؛ اعلم أنك في مقهى القلعة “القلعة كافيه”.
بخطوة مميزة ومختلفة افتتح أول مشروع يدمج بين المقهى والمكتبة باسم “القلعة كافيه” في مدينة قامشلو في الرابع والعشرين من الشهر الثاني عشر من العام المنصرم، تشجيعاً على ثقافة القراءة، حيث تجد فيها مقاعد مريحة وطاولات للقراءة، وخزائن جدارية تضم كتباً متنوعة بلغات مختلفة، كما يقدم فيها مشروبات ساخنة وباردة وبأسعار مناسبة.
بعد مرور مدة على افتتاح هذا الصرح الثقافي كانت لصحيفتنا “روناهي” زيارة إليها لمعرفة آراء روادها
“خبأت مصروفي اليومي لشراء مجلات”
كانت الشابة أمل موسى البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاماً جالسة ومندمجة بقراءة كتاب كانت تحمله بين يديها بشغف حين قاطعناها للتعرف على رأيها حيال هذا المقهى والمكتبة؟ لتقول لنا: “أنا خريجة أدب إنكليزي، كان والدي أول من شجعني على القراءة، بدءاً بمجلات الأطفال، فقد كنت أخبئ مصروفي اليومي لأشتري بها المجلات لقراءتها”.
أمل تابعت: “أول كتاب قرأته كان لـ “هيلين كلر” والذي تناول قصة حياتها حيث كانت فتاة صماء وبكماء وعمياء وكانت تقرأ بالأصابع، فقد أخذت منها العديد من العِبر على الاستمرار والإرادة”.
وزادت: “ومن بعدها طورت من مستوى اختيار الكتب التي أقرؤها، لأنني أرى بأنه في كل مرحلة عمرية يجب أن نعتمد قراءة نوعٍ من الكتب”.
وحيال رأيها عن افتتاح هكذا مقهى بينت: “معلوم أن هذا المشروع غير ربحي، وهدفه أرقى وأسمى، ألا وهو التشجيع على القراءة، أحياناً كنت أود أن أشتري بعضاً من الكتب ولكنها كانت باهظة الثمن فكنت أشعر بالحسرة لعدم قدرتي على قراءتها، ولكنني آتي إلى القلعة الآن وأقرأ الكتاب الذي أفضله؛ دون أن أضطر لشرائه، ناهيك عن فرصة التعرف على مثقفين، حيث يسمو على الجو هنا روح المعرفة، لأن القراءة والثقافة تُعدي”.
موضحةً بأنها أحياناً تنصح بعض الشابات من رواد المكتبة بأنواع معينة من الكتب إذا كنَّ في حيرة؛ ماذا سيقرأن.
كتب هادفة ومميزة ضمن المكتبة
وحيال ما إذا كان محتوى المكتبة شامل أو العكس زادت أمل: “لدي اطلاع واسع على المكتبة هنا، والمحتوى من الكتب الموجود فيها هادف ومميز جداً، فالكثير من الكتب والروايات والقصص المفيدة أجدها هنا، ولكن المكتبة لا زال ينقصها الكثير من الكتب، لذا اقترحت على إدارة المقهى عدة روايات وكتب متنوعة وبدورها أبدت استعدادها لجلبها بكل سعادة”.
وفي ختام حديثها أكدت الشابة أمل موسى: “لا يوجد كتاب ليس له قيمة، فكل كتاب معلم كبير يأخذك من الملموس إلى المحسوس، لذا أوجه رسالة لكل شاب وشابة وأقول لهم بأن من لا يقرأ يحتاج سنين عديدة ليفهم الحياة، ولكن من يقرأ يأخذ تجربة كبيرة ليستفيد منها في حياته ببضعة سطور، وبالنسبة لمجتمعنا فإن ثقافة القراءة فيه ضعيفة، ولكن بفضل هكذا مشاريع أنا على أمل بزيادة أعداد القراء كثيراً، لذا أشكر صاحب هذا المقهى الذي كسر حاجز الماديات وتطلع إلى إفادة المجتمع”.
تقارب مجتمعي لتلاقي الأفكار
نيرودا عيسى مدير وصاحب مقهى القلعة في قامشلو أكد بأن عدد الكتب الموجودة ضمن المكتبة حالياً يبلغ حوالي خمسة وثلاثين ألف كتاب، وأضاف: “مجموع الكتب التي من المقرر أن نجلبها بأقرب فرصة ستين ألف كتاب، فبعضها جلبناها من باشور كردستان، وأخرى أهديت إلينا، فالكتب هنا منوعة “ثقافية، وتاريخية، وسياسية، وكتب خاصة بالنساء، وروايات وقصص، وبعدة لغات؛ بالكردية والعربية والروسية والإنكليزية والتركية”.
هذا المقهى الذي يحتوي مكتبة ضخمة هو الأول من نوعه في قامشلو وعلى مستوى شمال وشرق سوريا يقام فيه أمسيات موسيقية ولقاءات وندوات ثقافية منوعة أيضاً.
نيرودا عيسى يؤكد بأن الهدف الأساسي من افتتاحه تشجيع الشابات والشباب على القراءة، وأضاف أخيراً: “ونهدف كذلك لتحقيق تقارب بين كافة الشعوب لتلاقي الأفكار والثقافات حتى نشكل فسيفسائية جميلة ومنوعة من جميع الأطياف وخلق مجتمع محب للثقافة والانفتاح وتقبل الآخر برحابة صدر”. 
No Result
View All Result