وجهاء عشائر الرقة: “الضامن الروسي متواطئ مع الاحتلال التركي لتحقيق مكاسب جديدة”

الرقة/ صالح العيسى –

استنكر وجهاء عشائر الرقة تغاضي الضامن الروسي عن الخروقات التركية المتواصلة للاتفاقيات على خط التماس في أطراف ناحية عين عيسى، وأدانوا الصمت الدولي عن الجرائم المستمرة بحق السوريين في المناطق المحتلة، وحمّلوا المسؤولية للدول العظمى وعلى رأسها أمريكا وروسيا.

يستمر جيش الاحتلال التركي بنهب خيرات السوريين وتتريك المناطق التي احتلتها كسري كانيه وكري سبي وعفرين، كما يستمر المرتزقة بالتحشد والظهور العلني في تلك المناطق وممارسة تطرفهم تحت ستار الدين فمسميات تلك المجموعات المرتزقة اختلفت، إلَّا أنَّ الفكر الظلامي هو ذاته فبعد تطهير الأراضي السوريّة من رجس داعش على أيدي قوات سوريا الديمقراطية، وبذل الكثير من دماء الشهداء، أعاد الاحتلال التركي من فرَّ إلى الأراضي التركية من المتطرفين إلى سوريا تحت مسمى الجيش الوطني الحر، الذي سلب ممتلكات الأهالي وهجرهم وقتل النساء والأطفال بحجة إقامة منطقة آمنة.

الروس يستخدمون الأتراك كورقة ضغط على الإدارة الذاتية

في هذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءات مع وجهاء العشائر العربية في الرقة، وعن ضمان روسيا للاتفاقيات بين (قسد) وجيش الاحتلال التركي في عين عيسى تحدث أحد أعيان عشيرة الحوس، قبيلة العفادلة الشيخ دحَّام الشبلي وقال: “تلعب روسيا دور الضامن لردع التوغل التركي داخل عين عيسى شمالي الرقة، إلَّا أنَّنا لم نرَ أي مبادرة روسيّة لإيقاف الاحتلال التركي، بل تستخدمه كورقة ضغط على الإدارة الذاتية لصالح الحكومة السوريّة، لعلَّ الإدارة ترضخ لمطالب النظام السوري وتسلمها عين عيسى بالكامل، وبهذا لا تضمن روسيا إلَّا تلميع صورتها كداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة، وكما يرى الجميع كلما أرادت تركيا قصف محيط عين عيسى يقوم الروس بإخلاء مواقعهم على الفور، وهذا يؤكد وجود تنسيق بين تحركات جيش الاحتلال والمرتزقة من جهة والقوات الروسية المتواجدة في شمالي الرقة من جهة أخرى”.

وحمَّل الشبلي مسؤولية جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته بحق السوريين في المناطق المحتلة للدول العظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فقال: “قُبيل الاجتياح التركي لمناطق شمال شرق سوريا كانت تزعم بأنها جاءت لحماية السوريين وإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية، لكن حمام الدم الذي أقامه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته قد كشف النية الحقيقة وراء التدخّل التركي وهي الإبادة العرقية بحق الكرد والأرمن السوريين، والتغيير الديمغرافي للمنطقة وأتى ذلك بمباركة دولية بعد انسحاب القوات الأمريكية من المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، مما فتح الطريق للقوات التركية والمتشددين الموالين لها، كي يعودوا إلى المناطق التي طردتهم منها قوات سوريا الديمقراطية مسبقاً وهذا التضاد والتناقض في السياسة الأمريكية يحمل المسؤولية كاملةً للمجتمع الدولي، فلولا انسحاب أمريكا من قواعدها لما شهدت مناطقنا هذا العنف الممنهج والتهجير الجماعي الذي تعرض له إخوتنا الكرد”.

وفي نهاية حديثه أكد الشيخ دحام الشبلي على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا بقوله: “نجحت تركيا في شق الصف الليبي وخلق اقتتال داخلي ومع الأسف أقحمت ضِعاف النفوس من السوريين في أعمالها القذرة في الأراضي الليبية، وهي تحاول بث الفتن بين أبناء سوريا باستمرار لكننا شعب واحد وأرض واحدة، وما يقوي ارتباطنا بترابنا هو اختلاف لغاتنا وأعرقانا ودياناتنا، فالسوريون يعيشون الألفة والمحبة منذ مئات السنين ولن تجدي محاولات الفتنة نفعاً، لأن السوريون لم تعد تنطلي عليهم تلك المخططات القذرة”.

الهدف إفشال مشروع الإدارة الذاتية

وحول الموضوع ذاته تحدث شيخ عشيرة الجعابات، قبيلة الولدة طلال حج هلال السيباط عن الخروقات التركية وربطها  بسياسة روسيا فقال: “المستفيد الأكبر من استهداف تركيا للإدارة الذاتية هو حليف روسيا على الأرض النظام السوري، الذي يطمع بأن يكون له موطأ قدم داخل مناطق شمال وشرق سوريا علَّها تساعده في تحسين الظروف الاقتصادية في مناطقه بعد العقوبات الأمريكية المفروضة عليه”.

 وتابع السيباط بقوله: “للنظام السوري مصلحة في إفشال مشروع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ففي حال نجح في تفكيك التعايش الذي ننعم به في مناطقنا، سيمتص خيرات هذه الأراضي لتخفيف الأزمة الاقتصادية التي عصفت بمناطق سيطرته، والتي تأثرنا بها أيضاً كما أن الاستهداف المباشر لمناطق الإدارة الذاتية من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته يخدم مصالح النظام وحليفه الروسي، الذي ينظر لمناطقنا بعين الجشع ولا ننسى أطماعه بالسيطرة على طريق الـM4 الذي يشكل صلة وصل هامة بين البر والبحر للسوريين”.

وبيّن السيباط بالقول: “الطريق الدولي شريان اقتصادي هام لنقل البضائع والتجارة، وهذا الطريق تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية على مسافة 400 كم، وروسيا والأتراك يحاولون تقاسم النفوذ على هذا الطريق الحيوي”.

واختتم طلال حج هلال السيباط حديثه بالقول: “الصفقات بين الروس والأتراك لن تتوقف لتقاسم النفوذ في المنطقة، هذا إن تغاضت الولايات المتحدة عن ذلك، والأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من الأمور”.