خالد جبر: “التعايش المشترك إرثٌ قديم تُجدّده الأمة الديمقراطيّة”

الحسكة/ آلان محمد ـ

قبل أكثر من خمسة عقود مضت، كانت الحياة السائدة آنذاك تتمتع بالتآخي والتشاركية الفطريّة، وكانت نموذجاً للتعايش المشترك، خصوصاً بين شعوب المنطقة، التي تتمتع بالطابع التاريخي للعيش بالمنطقة، كُرداً وعرباً وسريان، ومع تدخّل بعض الأنظمة لتشتيت هذا التلاحم ونجاحها إلى حدٍ ما بذلك، أعادت الأمة الديمقراطية ترميم هذا الرابط الاجتماعي المهم، وكرّست المبادئ الحقيقة لقيم التعايش المشترك.

النهج الواضح الذي اعتمدته فلسفة الأمة الديمقراطية كمبدأ عام في تعزيز الأسس الحقيقية التي يُبنى عليها التعايش المشترك، توضحت الصورة الواقعية لهذا التعايش من خلال التقارب القوي والملحوظ بين الشعوب في شمال وشرق سوريا.

أخوّة الشعوب رسالة سلام وقوّة

وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت صحيفتنا بعضو مجلس مقاطعة الحسكة خالد جبر حيث قال: “تتعايش الشعوب في شمال وشرق سوريا فيما بينها وفقاً للعقد الاجتماعي، ومبادئ الأمة الديمقراطية، خصوصاً أن هناك فسيفساء فريدة من نوعها، أثبتت قوتها وصلابتها في مواجهة الإرهاب الأسود المتمثل بمرتزقة داعش وغيرها كالاحتلال التركي ومرتزقتهِ”.

وتابع جبر بقوله: “خلال السنوات العشر المنصرمة شهدت المنطقة برمتها الكثير من الصراعات الدوليّة والإقليمية، وخصوصاً في مناطق شمال وشرق سوريا التي ارتوت بدماء الشهداء الأبرار، الذين ولِدوا من رحم الشعوب المختلفة التي تتعايش فيما بينها، ليُمثلوا رسالة سلام لجميع شعوب العالم، ليُثبِتوا للعالم أجمع أنهم كانوا أقوى من كل المؤامرات”.

 وأردف جبر بالقول: “من خلال الثبات والتماسك الذي انتجه التعايش المشترك، ومع تقارب الصلات التي أنتجها نهج الأمة الديمقراطية بين الشعوب في المنطقة، قاتل أبناء منبج والرقة ودير الزور جنباً إلى جنب في خندقٍ واحد ضد الاحتلال التركي الذي حصل مؤخراً في مناطق الشمال، وأبناء الحسكة وسري كانيه وقامشلو، قاتلوا مرتزقة داعش في تلك المناطق، لهذا تم تكريس دور مشروع الأمة الديمقراطية في دعم أواصر التعايش المشترك”.

حكمة شعوبنا أقوى من كل المؤامرات

وعن دور المثقفين والشخصيات العامة ذات التأثير الاجتماعي تحدث جبر بالقول: “كان هناك العديد من المحاولات التي قام بها المغرضين والمتربصين بالمشروع الديمقراطي، من خلال زرع الفتن وتأليب شعب على شعب آخر، وهذا ما حصل في مدينة دير الزور، ولكن حكمة شعوبنا كانت أقوى من كل الذين راهنوا على زرع الفتنة وتخريب أهداف مشروع الأمة الديمقراطية”.

واختتم خالد جبر قائلاً: “كان للمثقفين وشيوخ القبائل دوراً مهما في توضيح ركيزة التعايش المشترك وتاريخه العريق بين كافة الشعوب في المنطقة، وكانت هناك حروب شرسة على شعوبنا ومشروعهم الديمقراطي”.

ومن خلال كل ما سبق ذكره، للتاريخ كلمات ووقعٌ خاص به، فأخوّة الشعوب ليست وليدة اليوم، إنما هي القديمة الجديدة وعلى الرغم من تعرضها لكافة أشكال الحرب الخاصة والعامة، كانت وستبقى أكبر بكثير من كل محاولات الطامعين والمعتدين.