القطاع الاقتصادي في شمال وشرق سوريا عام 2020 آمال وآلام

قامشلو/ بيريفان حمي ـ

لم يكن عام 2020 عاماً سهلاً على الاقتصاد العالمي في ظل اجتياح فيروس كورونا العالم بأكمله والذي طال تأثيره جميع القطاعات، كما وتأثر القطاع الاقتصادي ضمن مناطق الإدارة الذاتية بجائحة كورونا؛ علاوة على تأثره بقانون قيصر الذي طبق على سوريا.

تستند الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا على اللامركزية، وبالأخص الاقتصاد المحلي لخلق اكتفاء ذاتي، وتعتمد هيئات الزراعة على التعاونيات الزراعية والصناعية لرفع وتيرة القطاع الاقتصادي وازدهاره في المنطقة. وتعمل على إعادة تأهيل البنية التحتية كالطرقات وقنوات الري بالإضافة إلى صيانة شبكات الكهرباء، حيث تقدم خدمات نوعية لإعادة الحياة إلى المناطق التي دمرها مرتزقة داعش.

إنجازات وأعمال عام 2020

سعت هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية إلى تنظيم أسعار القمح والشعير والسلع الغذائية كافة، وإعادة تأهيل الطرق الرئيسية والفرعية، وافتتحت عدة مشاريع اقتصادية وزراعية تخدم الفلاحين في الموسم الزراعي.

وأنشأت الإدارة الذاتية العديد من المعامل والمصانع في كافة مناطق شمال وشرق سوريا فعلى سبيل المثال أُنشئت مجففات للذرة الصفراء في كل من الرقة ودير الزور وإقليم الجزيرة بالإضافة إلى إنشاء معمل للزيوت النباتية. كما عملت على إصلاح شبكات التيار الكهربائي، وإعادة تأهيل محطات الكهرباء وتوسيع شبكاتها لتغذية المناطق التي تفتقر إلى التيار الكهربائي مثل المناطق المحررة من رجس الإرهاب كالرقة ودير الزور؛ بالإضافة تغذية محطات الري بهدف سقاية الأراضي الزراعية كما يتم إصلاح السدود وصيانتها بشكل دوري لأن هذا الأمر يخفف العبء على الفلاح.

وبخصوص القطاع الزراعي قدمت الإدارة الذاتية محروقات وبذار جيدة وأسمدة بأسعار مقبولة للفلاح بهدف إكثار البذار والحصول على إنتاج وفير كما تم إنشاء العديد من البيوت البلاستيكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار في مناطق الإدارة الذاتية.

والجدير ذكره بأن هجوم جيش الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا أثر بشكل سلبي على استوعاب الصوامع لمخزون القمح كما ونهبت كل ما هو موجود في صوامع سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض إثر احتلالها في التاسع من شهر تشرين الأول عام 2019.

صعوبات ومشاكل

وبخصوص عدم إيصال الكبل الضوئي إلى كل من كوباني وعين عيسى هو بسبب قربها من مناطق التوتر وخصوصاً من قبل الجيش التركي ومرتزقته في كل من عين عيسى وكوباني ويواصل العمل حالياً من أجل إيصال الكبل الضوئي إلى الطبقة بعد أن تم إيصاله لكل من الرقة والشدادي وريفي دير الزور الشرقي والغربي.

مشروع زيادة الاستطاعة الكهربائية واستجرار مياه الفرات

أنهت الإدارة الذاتية مشروع زيادة الاستطاعة الكهربائية في أحياء مدينة الحسكة؛ بعد معاناتها من مشكلة ضعف وانقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، وذلك نتيجة الاستهلاك الزائد من قِبل الأهالي؛ بعد القطع المتكرر لمياه الشرب من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وتحكمها بمحطة مياه علوك التي تعتبر المغذي الوحيد لمقاطعة الحسكة بالمياه، وحرصاً من الإدارة الذاتية على تأمين المياه للأهالي، قام مجلس ناحية الشدادي وبالتعاون مع مديرية المياه ومديرية المياه العامة بالحسكة حيث يجري العمل على البدء بأهم مشروع حيوي وهو استجرار مياه الفرات عبر ثلاث محطات مياه رئيسية, ويستغرق العمل بالمشروع مدة زمنية قُدِّرت بثلاثة أشهر, ويخدم المشروع أكثر من 55 ألف عائلة جنوبي الحسكة بالإضافة إلى مقاطعة الحسكة.

إصلاح المحطات الرئيسيّة

إن مشروع استجرار مياه الفرات من أهم المشاريع الاستراتيجية والحيوية لمناطق جنوبي الحسكة، وستتم المباشرة بالعمل بصيانة الخط وترميمه وإصلاح المحطات الرئيسة التي تقوم بضخ المياه، وهي ثلاث محطات محطة العلوة ومحطة الـ 47 ومحطة الشدادي الرئيسية، ويعد المشروع من أهم المشاريع الخدمية للسكان بعد تحكم مرتزقة الجيش الوطني ودولة الاحتلال التركي بضخ المياه من محطة علوك.

المشاريع الخاصة بالمرأة

أما اقتصاد المرأة فنفذ هذا العام العديد من المشاريع الاقتصادية والتوعوية العامة بما فيها الخاصة بالمرأة خلال عام 2020؛ حيث ركزت هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على تدريب وتوعية المرأة بهدف ضمان حقوقها، وأيضاً تحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة، حيث تهتم بفتح الروضات ودور الحضانة في مناطق شمال وشرق سوريا كافة، وإنجاز مشاريع زراعية للبيوت البلاستيكية وافتتاح معامل للمنظفات خاصة بالمرأة ومشاغل خياطة وبيوت للمؤونة الشتوية وغيرها من المشاريع التي تعود بالفائدة على المجتمع؛ ويذكر بأنه توقفت العديد من المشاريع بسبب تفشي فايروس كورونا في العالم.

بعض من خطط ومشاريع عام 2021

وكشف الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلمان بارودو مقترحات وخطط لعام 2021 خلال لقاء أجراه موقع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ حيث أشار إلى بعض الخطط لعام 2021 بالقول: “قمنا بإنشاء مخبر مركزي من أجل فحص كافة الأدوية الزراعية والبشرية والبيطرية وأيضاً حتى المواد الغذائية وسنقوم بافتتاح هذا المخبر في القريب العاجل، لدينا نقص في بعض الآليات وسنقوم في استكماله في أقرب وقت ممكن”.

وعن نقص مادة السماد وتأمينها للفلاحين قال بارودو: “بسبب عدم وجود معامل لإنتاج الأسمدة التي نشتريها هي أسمدة مستوردة ونقوم بشرائها بالدولار، ونعاني من إيصالها لمناطقنا وذلك أحياناً بسبب الحظر وإغلاق المعابر وهذا ما يسبب ارتفاع سعرها وهذا ينعكس على تكلفة الزراعة بالنسبة للأخوة الفلاحين ومما يشكل عائقاً أمام الزراعة؛ كما لدنيا معاناة بالنسبة لتأمين الأدوية الزراعية تلك الأدوية التي سيتم استيرادها من الدول المجاورة, كما نعاني من قلة الأجهزة المخبرية وأجهزة الفحص لهذه الأدوية ورغم ذلك تمت مكافحة كافة الطرقات الممتلئة بالأعشاب خوفاً من الحرائق وتمت أيضاً مكافحة المزروعات المحاذية للحدود التركية بمبيد حشرة السونة”.