المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات.. اللبنة الأساسية لحل الأزمة السوريّة

تقرير/ آلان محمد –

قام مجلس سوريا الديمقراطية بعقد سلسلة من المؤتمرات في عدة مناطق لشمال وشرق سوريا، بهدف تقريب الرؤى بين الشعوب، وإيجاد الحلول للأزمة السوريّة على أكثر من صعيد، وتطوير العمل الإداري للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكان آخرها انعقاد المؤتمر الختامي في مدينة الحسكة.

تعددت الندوات الحوارية التي عقدها مجلس سوريا الديمقراطية في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، والسؤال المطروح في المرحلة الحالية، ما الجدوى من عقد هذهِ الندوات، ومدى جديّة مجلس سوريا الديمقراطية من خلال محاولاته والجهود التي يقوم بها من أجل توحيد الرؤى وتطوير العمل الإداري في الإدارة الذاتية، التي أثقلتها البيروقراطية داخل المنظومة المؤسساتية، ما يخالف المبادئ الأساسية للمشروع الديمقراطي الذي يعّد الركيزة الأساسية لبناء المجتمع.

تطوير الإدارة الذاتية وفق متطلبات الشعب

في هذا الصدد التقت صحيفتنا مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبد الحامد المهباش حيث تحدث فقال: للمؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات أهمية خاصة وكبيرة جداً، فتعلم لغة الحوار هو إنجاز بحد ذاتهِ، وعليه من ينتهج هذهِ اللغة هو بالفعل يريد ويسعى لحلِّ الأزمة السورية، ومن لا يريد ولا يفهم هذهِ اللغة هو لا يريد حلاً للأزمة السورية، والأهمية الأخرى تكمن بالمشاركة الحقيقية لكثير من الفعاليات التي تمثل مجمل شرائح المجتمع في شمال وشرق سوريا، فقد حضر المؤتمر أئمة المساجد وشيوخ العشائر وممثلين المؤسسة التعليمية، والناشطين الحقوقيين، والأطباء والمحامين والسياسيين والمهندسين، ليشاركوا في وضع المقترحات، لحضور هذه الشرائح المتنوعة من المجتمع أهداف ورسائل سياسية واضحة.

 وتابع المهباش بقوله: تمكنّا من تطوير الإدارة الذاتية وفقاً لمتطلبات الشعب، بأسرع وقت وبأقل التكاليف، ونسعى من خلال هذا المؤتمر أيضاً، لإنهاء الهندسة الممنهجة  للتغير الديمغرافي التي يسعى الاحتلال التركي لبنائها في المناطق المحتلة، ولاحظنا انطلاقاً من تعدد الندوات التي انعقدت سابقاً ومناقشة العثرات التي كانت تواجه الحل السياسي للأزمة السورية، بأنّ الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة بعيداً عن الأجندات الخارجية، وارتكازاً على الأسس الديمقراطية والتعددية واللامركزية، تحقيقاً للانتقال السياسي في سوريا وفق القرار الأممي 2254 بما يضمن وحدة الأراضي السورية مع إنهاء الإرهاب والاحتلال لكافة الأراضي السوريّة.

ضرورة إشراك (مسد) في العملية السياسية

 وأردف المهباش حديثه وقال: بعد المناقشات المطوّلة في الندوات المنعقدة ما بين الحضور والأعضاء، كانت النقاط المطروحة على طاولة المؤتمر هي ثمار السلسلة الطويلة من الاجتماعات والتي بلغ عددها 13 ندوة”.

القرارات التي خرجت من المؤتمر مُلزمة التطبيق

وفي سياق متصل أكد نائب الرئاسة المشتركة للجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب لصحيفتنا بالقول: سيتم تشكيل لجنة متابعة للقرارات التي صدرت ليس على مستوى التوصيات فقط، وإنما ستكون قرارات ملزمة سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة، وهذه النقاط هي المسودة النهائية لمجموع الآراء والمداخلات التي حصدناها في هذا المؤتمر، كنتيجة حقيقية ونهائية للمؤتمرات السابقة.

وبيّن حبيب بقوله: إننا في شمال وشرق سوريا لدينا التجربة الوحيدة والمختلفة عما يجري في سوريا عموماً، وأقمنا الندوات انطلاقاً من رحم الشعب لأنهم يمثلون البوصلة الحقيقية لتطوير العمل الإداري، ونجاح العملية السياسية.

 واختتم حكمت الحبيب قائلاً: هدفنا من هذا المؤتمر الوقوف على حل المشاكل العالقة، والمساهمة في تقدم وتطوير الإدارة الذاتية في المراحل المقبلة.

من خلال متابعة صحيفتنا لكل ما طرح من المشاركين ومقترحاتهم، لاحظنا بأنّ ذكر المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقتهِ لمدن عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض كان بشكل ٍ خجول وليس على المستوى المطلوب، وبالنسبة لوضع المهجرين قسراً كان من الواجب أن يولوا أهميةً أكبر وتحرير أو اقتراح بعض المطالب التي من شأنها أن تحسّن وضعهم.