هل تمارس كومينات قامشلو دورها في ريادة المجتمع..؟!

تقرير/ ليلاف أحمد-

روناهي/ قامشلو – لإبراز مصلحة الشعب وتفعيل التعاون والعمل من القاعدة إلى القمة، كان إنشاء الكومين حاجة مستجابة ولكن ثمة فروقات بين منطقة وأخرى، فكان هناك مناشدات للعاملين في الكومينات بزيادة تفعيل دور الأعضاء وتحديد المهام.

للكومينات دور في المحافظة على الخصوصيات المتعددة والإسهام في العمل بشكلٍ ملائم وتثبيتها عملياً في الشكل والنظام الإداري، والعمل المشترك في كافة اللجان التي تساهم في تفعيل التعاون والعمل لما فيه مصلحة المجتمع، المدينة، الحي، القرية، وإثبات إرادة الشعب وكذلك تحقيق التغيير النموذجي الإداري والثقافي والتوعوي.

المواطن خالد محمد من حي الغربي تابع لكومين الشهيد لهنك، تحدث عن آلية عمل الكومين بقوله: “يتم إخبارنا قبل توزيع المازوت لتجهيز البراميل والنقود، يقوم الكومين في الوقت الحالي بتوزيع المازوت والغاز”.

مضيفاً أن الكومين يقوم بالواجب دون تقصير والشكاوي المقدمة ضده نادرة جداً، وقد واجه الأهالي صعوبات عديدة قبل إنشاء الكومين من حيث تأمين المازوت، والغاز عند المعتمدين، أما من ناحية الوضع الأمني يتم المراقبة وتوجه الناس إذا لوحظ شيئاً غير طبيعي في الحي، كما ويسجل الكومين الساكنين الجدد في الحي.

توفير فرص عمل وإنشاء مشاريع خدمية أكثر

وحيدة جميل إسماعيل من قدور بك تسكن مع ولدها الوحيد البالغ من العمر 19سنة، اشتكت من تأخير عمل الكومين من حيث سرعة وصول الخدمات، والتقصير لمن يواجه صعوبات معيشية، بقولها: “وضعي تعيس وزوجي متوفي ففي هذه الحالة كان يجب أن يكون للكومين الدور الفعّال في تقديم العون والمساعدة؛ من حيث المعونة والمواد الغذائية”، ولكنها أيضاً أشارت إلى أن الوضع الحالي أفضل بكثير عما كان عليه من قبل، أي قبل وجود الكومينات، فقد واجهوا أزمات في الكازيات وصعوبة إيجاد الغاز والمازوت.

محمد خير فرمان، الرئيس المشترك لكومين الشهيد رمزي، أشار إلى أن الكومين يتحمل مسؤولية تأمين المازوت في الشتاء والماء في الصيف في حال انقطاعها، وبالنسبة للغاز يتم التسجيل على البطاقات، لكن أسطوانة واحدة في الشهر لا تكفي قائلاً: “هناك شكاوي من الأهالي بعدم كفايتهم بأسطوانة من الغاز كل شهر؛ وقد أخبرنا لجنة المحروقات بتزويدنا بأكثر من أسطوانة وهذا جيد برأينا وبرأي الشعب”.

وأردف في حديثه بأن هناك لجنة للصلح مكونة من ثلاثة رجال وامرأة واحدة، إذا لم تتم المصالحة وإيجاد الحل يتم التحويل إلى مجلس الكومين. وهناك ثلاثة خطوط تحت رعاية كومين الشهيد رمزي وعلى هذا النحو يتم التوزيع بدءاً من الخط الأول، والتأخير الذي يحصل عند التوزيع يعود إلى عدم وجود مادة المازوت، مضيفاً أنه كان دور الكومين أكثر فاعلية بقوله: “قبل ذلك كان وضع الكومين مفعلاً وبأعضاء أكثر، الآن بعد اندماج ثلاثة كومينات بواحدة؛ قلّ عدد الأعضاء والعاملين والسبب عدم وجود دخل شهري لهم ما عدا الذي يعمل في الأرشيف، ويجب تخصيص الرواتب لكي يقوموا بالعمل المترتب عليهم”.

أوكسجين للمجتمع

وتحدث الرئيس المشترك لكومين الشهيدة حلبجة “نهيد أحمد حسن” وهو عضو في رئاسة الكومين، كشف عن دور الكومينات والتغيير الذي حصل في المجتمع قبل وبعد الكومين، حيث يقدم خطوات جيدة على الصعيد الفكري والتوعوي؛ وترسيخ فكرة المساواة بين المرأة والرجل، وتحدث عن هذا الأمر قائلاً: “يعمل الكومين على خلق روح الجماعة بين الأهالي والارتباط فكرياً وروحياً معاً؛ في وقتٍ لا يوجد متسعاً فيه ليتعرف كل شخصٍ على الآخر”. هذا ويقوم الكومين بخدماته الأخرى إلى جانب العمل على ترابط العلاقات الإنسانية ضمن الحي.

عدم رغبة أحد في المشاركة والعمل بشكل طوعي

أجمع الرؤساء المشتركون من كل من كومين الشهيد رمزي وكومين الشهيدة حلبجة، عن تراجع النشاط وقلة الحماس، وذلك لأن كل شخص لديه عمله ومرتبط به، وبذلك يحصل نوع من النقص والتأخير؛ الأمر الذي سيسهل ذلك ومن أجل تجاوزها بحسب ما قالوا هو تحديد كل شخص في عمل وتخصيص رواتب لهم، وبذلك لا شيء سيشغلهم سوِى عملهم ضمن الكومين، وهذا التغيير لازمٌ من أجل الحفاظ على السلامة الخدمية والفكرية وكافة المجالات.

الكومين أساس بنية المجتمع

يبلغ أعداد الكومينات في مدينة قامشلو حوالي 196، وفي بداية الأمر كان الهدف من تأسيس الكومينات الرغبة بتجميع الأهالي؛ وتشكيل لجان خدمية وتكليفهم بالقيام بتغطية الاحتياجات، وقد ظهر ذلك في كل حي من يقوم بالمهام من (لجنة الصلح، اللجنة الخدمية…)، وتم انشاء الكومين على هذا الأساس، وليس حصرها بتقديم خدمات محدودة، وفي لقائنا مع منى فاروق الإدارية في مجلس الكومينات بقامشلو تحدثت بهذا الشأن بقولها: “نسعى دائماً للاكتفاء الذاتي؛ وإبراز دور ما يقدم وما ينفذ للأهالي في كافة الأحياء من خدماتٍ واحتياجات ونحاول توفيرها قدر المستطاع دون الحاجة للخروج من المنطقة”.

للكومين دوره الفعّال في العديد من مجالات الحياة ولكن الأهالي يتطلعون إليها فقط لتوفير “المازوت والغاز”، فتلاشت العديد من الأعضاء دون الرئاسة، وقد أشارت منى إلى أنه يتم العمل على تنظيم جديد لكافة الأعضاء وتوزيع المهمات، وتقديم دورات للمرأة على حِدى، هذا غير الدورات عن الحماية والوقاية الصحية؛ ولا سيما في ظل جائحة كورونا.

المخططات اللاحقة لتحسين أوضاع المنطقة

واختتمت الإدارية في مجلس الكومين منى فاروق حديثها قائلة: “نحن كمجلس نعقد اجتماعنا مرتين في كل شهر، ويتم مناقشة احتياجات ومتطلبات الأهالي والكومين أيضاً. ولكن لا بد من أن يسعى كل شخص بالمساعدة؛ وذلك بالتنسيق مع البلديات ومديرية المحروقات وجميع المؤسسات المعنيَّة بشؤون الخدمات حسب احتياج كل حي، ومع لجنة الاقتصاد للقيام بالمشاريع الاقتصادية لتحسين أوضاع الشعب، وهذا النجاح يعود إليهم بالفائدة العظيمة”، وتمنَّت من الأهالي تقديم يد العون والمساعدة؛ لأن الجميع بحاجة إلى الآخر، وبذلك يتم بناء مجتمع سليم متعاون، وأشارت إلى أن هناك جهودٌ تُبذل لإكمال صحة ومعنى ما يشكله الكومين.