المنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي… مبادرة وطنية مجتمعية

تقرير/ نشتيمان ماردنلي-

روناهي/ قامشلو ـ تقارب وجهات النظر وتشكيل ضغط جماهيري واسع يشمل شرائح المجتمع بفئاته من مؤسسات المجتمع المدني للضغط على التيارات والاتجاهات السياسية المتنازعة والمختلفة في رؤيتها حول مسألة حل القضية الكردية في شمال وشرق سوريا؛ من أهداف المنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي، هذا ما أشار إليه الكاتب والإعلامي ملفان رسول عضو الهيئة الإدارية بالمنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي..

تم الإعلان عن المنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي في العشرين من شهر نيسان من العام الجاري؛ وعقد المؤتمر الصحفي والإعلان عن انطلاق أعمال المنصة على المستوى الأول الذي يشمل اللقاء مع القيادات السياسية الموجودة في شمال وشرق سوريا كافة والأطر الحزبية الموجودة، والمستوى الآخر هو القاعدة الجماهيرية للوصول إلى توافق مشترك بينهم.

فكرة إنشاء المنصة

فيما يخص فكرة إنشاء المنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي وكيف نشأت تحدث الكاتب والإعلامي ملفان رسول عضو الهيئة الإدارية بالمنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي لصحيفتنا: “بأنه بعد الاعتداء والتجاوزات على مناطق شمال وشرق سوريا في كل من عفرين وسري كانيه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض؛ حدث ما يشبه ضغطاً نفسياً وسيكولوجياً على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي, والحراك المجتمعي أصابه نوع من اليأس, لذلك قامت مجموعة من المثقفين الناشطين الذين كان لهم حوارات مكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وكان من جملة هذه الحوارات الوضع الكردي بمجمله واحتلال المناطق ووضع المهجرين الكرد من عفرين وسري كانيه وكافة المناطق المحتلة”.

ونتج عن الحوارات والنقاشات طرح المبادرة من قبل أشخاص محددين بحدود الثلاثة إلى أربعة أشخاص بهدف إيجاد حلول بديلة للواقع الحالي.

وقال رسول: “كان لمواقع التواصل الاجتماعي أهمية في بلورة فكرة المبادرة بين مجموعة من المثقفين والسياسيين المهتمين بالشأن الكردي العام، حتى تم الاتفاق على انطلاق المبادرة، ولكن رأينا بأن المبادرة لا يجوز إطلاقها باعتبار مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كانت قائمة، فاعتبرنا أن إطلاق مبادرة أخرى سيعني إعلاننا لفشل مبادرته، لذلك رأينا أن يكون الاسم مطابق للحالة التي نسعى إلى تشكيلها ولتكون المبادرة بمثابة تيار أخر مساند للمبادرة الأولى ومتممةً لها”.

ما أهداف المنصة الجماهيرية..؟!

وعن أهداف المنصة كما هو موضح من مسماه فهو جمع الأحزاب الكردية على رؤية سياسية مشتركة تتوصل لوحدة الصف الكردي وبهذا الخصوص أوضح رسول: “بأن المنصة الجماهيرية ليست تنظيم سياسي أو ثقافي أو تنظيم أخر بمسمياته, هي مبادرة وطنية مجتمعية هدفها تشكيل ضغط جماهيري واسع يشمل كافة شرائح المجتمع بفئاته من مؤسسات المجتمع المدني للضغط على التيارات والاتجاهات السياسية المتنازعة والمختلفة في رؤيتها حول مسألة حل القضية الكردية في شمال وشرق سوريا”.

وأضاف رسول: “الهدف الأساسي من المنصة هو تقارب وجهات النظر وأن نكون في هذه المنصة عوناً وسنداً لهذه الاتجاهات السياسية الحزبية أولاً, ولتشكيل ضغط جماهيري واسع ليكون رديفاً إلى بلورة مشروع حل للقضية الكردية في شمال وشرق سوريا في هذه المرحلة الحساسة خصوصاً بعد تدخل القوات الدولية في المنطقة بشكل مكثف وما عانيناه من حالات الاحتلال وممارسات المرتزقة بحق شعبنا والتشرذم الحاصل في صفوف الحركة الكردية, الأمر الذي دفعنا أن نكون طرفاً مسانداً لأي مسار يصب في مصلحة وحدة الصف الكردي”.

أما عن المشاركين في هذه المنصة فهناك سبعة بنود أُطلقت وتم الارتكاز عليها بمثابة مبادئ عامة وتم الاعتماد عليها كمعايير ومقاييس محددة, والمنصة الجماهيرية تضم كافة شرائح المجتمع من مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة والشخصيات الاعتبارية الموجودة في الوسط الكردي عامة.

وأشار رسول بالقول: “نحن نمارس السياسة ولا نمارس الحزبية, ووضع مناطق شمال وشرق سوريا وحالة الشعب الكردي في المنطقة هي حالة غير مشابهة لحالات الأجزاء الأخرى من الواقع الذي نعيشه والمكتسبات التي حققناها والتضحيات التي قدمها شعبنا؛ وجملة من هذه الأمور التي هي مبادئ الركائز الأساسية التي اعتمدنا عليها, والمشاركين ضمن المنصة حيث لا نستثني أحداً من السياسيين أو الحزبيين المنخرطين في أحزاب أخرى؛ لكن شريطة ألا يكون عضواً قيادياً في تلك الأحزاب بل من القاعدة الجماهيرية على وجه الخصوص”.

وقال رسول أنه كان ضمن المنصة عدد من قادة الأحزاب واعتذر لهم بأن يتنحوا جانباً، ويتم قبول أحزابهم والأفراد المنضمين ضمن الأحزاب، ولكن كقيادة الأحزاب مرفوضين، وأوضح عن ذلك بالقول: “المشكلة الأساسية هي صراع الأحزاب على وجه الخصوص ويعتبر صراع قيادة الأحزاب وليس القاعدة، لذلك يتم قبول القاعدة الجماهيرية الواسعة وتضم السياسيين والمثقفين والكتّاب والأكاديميين ورجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني وكافة المنظمات الجماهيرية”.

نشاطات ونطاق عمل المنصة

انطلقت الخطوة الأولى من نشاطات المنصة في لقاء قيادات الأحزاب الكردية والكتل المتشكلة واللقاء مع معظم أحزاب الوحدة الوطنية قيادةً وأحزاباً؛ والأحزاب غير منخرطة في العملية السياسية مثل الحزب التقدمي وحزب الوحدة واللقاء مع قياداتهم والنقاش معهم ونقل أفكارهم وتبادل الطروحات، بالإضافة إلى القواعد الجماهيرية للأحزاب في الأفرع وفي المدن كافة من ديرك ومروراً بكركي لكي وتربه سبيه وجل آغا وقامشلو وعامودا والدرباسية وإلى الحسكة؛ هكذا أوضح رسول حول أولى نشاطات المنصة؛ وتابع: “ما زلنا نتابع هذا العمل بكثافة واللقاء مع الشخصيات ورؤساء العشائر والشخصيات الاعتبارية والشخصيات المثقفة والسياسية التي إلى الآن لم تنخرط في العملية السياسية أو المهمشة والمستبعدة من العملية السياسية”.

وقال رسول: “هناك لجان مشكلة في كافة المناطق تمارس النشاطات عن طريق القيام باللقاءات وعقد اجتماعات موسعة ضمن الإمكانات المحددة في ظروف انتشار جائحة كورونا وتنطلق في توجيهاتها بالتوازي في التعامل مع كافة الأحزاب السياسية والأطر الثقافية والمجتمعية دون تفضيل واحد على الأخر؛ ولا تكيل الاتهامات إلى طرف على حساب طرفٍ آخر؛ وليست أداةً لنشر دعاية حزبية أو طرف سياسي ولا تتبنى فكر سياسي معين حتى لا تروج أفكار تحريضية أو تحريض وتهييج المجتمع الكردي, فقد حاولت أطراف سياسية استخدام المنصة لصالحها لكن استطعنا أن ننأى بأنفسنا من أية ايماءات حزبية أو سياسية حتى من طرف النظام كان هناك محاولات, وأطراف إقليمية ودولية حاولت تسخير هذه المنصة في سبيل تنفيذ أجندات خاصة بها، لكن نحن نعتمد على أنفسنا وبإمكاناتنا الذاتية ننطلق بهذا المسعى ونجاحنا يكمن في هذا التوجه وسنحافظ على اتجاه منصتنا وسنتابع العمل قدر الإمكان بهذا الاتجاه”.

النضال الذي نخوضه سَيُثبت حقيقة عمل المنصة

وفيما يخص اللقاء بين أعضاء المنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي مع الأحزاب المشاركة في الحوار الكردي الكردي أوضح رسول: “أنهم التقوا مع بعضٍ منهم ومع الأطراف السياسية كافة، حيث تقدموا بطلب لقاء خاص ثلاث مرات ولم يتم التجاوب؛ ولكن هناك وعود باللقاء مع المجلس الوطني الكردي في أقرب فرصة ممكنة في الأيام القليلة القادمة، وقدموا بطلب اللقاء مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي, أما بقية الأحزاب فتم اللقاء بهم دون استثناء, وأكمل: “إلى الآن لم نصادف اتجاه سياسي معترض على عمل المنصة قد يتوجس البعض إن المنصة هي ترويجية لفكر معين أو نقل أجندات خارجية للإساءة للشعب الكردستاني وهذا توجس مشروع من الأطراف السياسية لكن عملنا ومثابرتنا والنضال الذي نخوضه سيثبت حقيقة عمل المنصة والتجاوب والتقييم في الحدود المقبولة ونحن نبارك هذا الأمر. ولأن المنصة تشكلت منذ فترة زمنية محددة لغاية تحقيق هدف معين وهو إيجاد توافق كردي وصيغة مناسبة لتقارب الأطراف الكردية، فعملها يتم على مستوى مناطق شمال وشرق سوريا فقط”.

أما عن توسيع نطاقها قال ملفان رسول: “لا ندّعي أننا سنقوم بطرح مشروع وحدوي كردي أو كردستاني فنطاق عملنا إلى الآن يشمل مناطق شمال وشرق سوريا فقط، ونسعى إلى تشكيل ضغط جماهيري على الأطراف السياسية لتبلور فكر معين أو الاتفاق على ثوابت محددة ليكون وحدة الصف الكردي ناتجه إيجاد توافق سياسي وإيجاد مظلة خاصة، وللاتفاق على بنود معينة والارتكاز على مبادئ أساسية كمجلس عام في مناطق شمال وشرق سوريا يشمل كافة الأطراف والفعاليات المجتمعية”.

وأردف رسول: “الحوارات التي تمت إلى الآن نتحفظ على إدارة هذا الحوار الكردي ـ الكردي مع تقييمنا للجهد الخلاق الذي تم بذله استجابة لمبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ونقيّمه تقييماً عالياً؛ وإننا فخورين بهذا اللقاء ولكن تحفظنا على هذا اللقاء يعتريه الكثير من الشوائب والنواقص، الحوار الذي يتم هو حوار حزبي حزبي بين طرفين سياسيين أو بين كتلتين سياستين وهو حوار غير جامع؛ هناك أطراف أو أحزاب سياسية عريقة غير منخرطة في هذه الحوارات وهناك قاعدة جماهيرية مشمئزة من الحالة السياسية، وقد هجرت السياسة والعمل الحزبي وتراقب عن كثب دون الإفصاح عن همومها, هذه القاعدة الجماهيرية الواسعة هي غير راضية عن ممارسات الأحزاب السياسية على ساحة الشمال السوري, ولها وجهتها ورؤيتها الخاصة وهي غير راضية عن المسار السياسي والحوارات السياسية التي تتم، لذلك نقول أن هذه الحوارات بالرغم من تقدمها وتكللها بالنجاح؛ لكن يعتريها النقص ولا بد أن تعيد صياغة هذا الحوار ليكون حواراً كردياً ـ كردياً”.

الاستهانة بدماء الشهداء سيكون عبر التصادم الكردي ـ الكردي

أما مجال عمل المنصة فهو مقتصر على الشمال السوري؛ ولكن لا يعني أن المنصة لا تهتم بالشأن الكردستاني عامة، وقد أصدر مؤخراً بياناً بلغة توافقية برؤية الاحساس بالمسؤولية من كل فرد وكل مؤسسة وكل حزب كي يتولوا مهامهم في هذه المرحلة الحساسة وخاصة بعد الخطاب التحريضي الذي صدر مؤخراً وحالة التهيج والاحتقان في جميع مناطق كردستان من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني وعن ذلك قال رسول: “نحن كمنصة جماهيرية أطلقنا نداء ووجهنا ندائنا إلى قيادة حزب الديمقراطي الكردستاني وإلى قيادة حزب العمال الكردستاني وأعلنا اننا كمنصة جماهيرية نرغب اللقاء بهم راغبين أن نكون وسيطاً لإزالة حالة الاحتقان والتماس المباشر ولتخفيف حدة التوتر الحاصل, ما أن تم ترجمة هذا التناحر أو هذا الخطاب الإعلامي التحريضي أن يتحول إلى تصادم كردي ـ كردي وهذا نرفضه بشكل قاطع واثبتنا أننا نسير في اتجاه المحافظة على التوازن بين هذه الأحزاب الكردية ونقدر نضال البيشمركة وقوات حماية الشعب HPG ونثني جهودهم التي يبذلونه والدماء التي أرقوها ولكن الاستهانة بهذه الدماء سيكون عبر التصادم الكردي ـ الكردي، واثبتنا في بياننا أننا لسنا متفرجين إنما نحن منفعلين في هذه العملية؛ ولنا مبادرة ونصر أننا جاهزون للقاء بقيادات الأحزاب الكردستانية عامة لنزع فتيل هذه الأزمة الحاصلة، ولا زلنا ننتظر الرد وقد وصل مطلبنا إلى الطرفين الرئيسيين في الصراع الحاصل؛ بمعنى أننا نهتم بالشأن الكردستاني عامة، أما توسيع عمل المنصة هذا من إرادة الجماهير نحن لسنا مخولين كي نكون لسان حال الكردستانيين فهناك KNK المؤتمر القومي الكردستاني وهناك مشروع واسع جداً, ونحن لسنا بدائل لهم وإنما عملنا هو متمم لعمل الـ KNK في عموم أجزاء كردستان وعلى وجه الخصوص في روج آفا”.

واختتم ملفان رسول الكاتب والإعلامي وعضو الهيئة الإدارية بالمنصة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي حديثه عن المبادرات العدة التي أُطلقت لوحدة الصف الكردي ومنها مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية ومبادرة المثقفين في كوباني ومبادرة نداء عفرين حيث قال: “تواصلنا معهم جميعاً وطرحنا عليهم مشروعنا في المنصة وأفادونا بأن المنصة تمثلهم وكل ما يصدر عن المنصة يمثل المبادرات الثلاث فنحن لا نريد تشكيل جسم سياسي أو منظمة أو إلى ما شابه؛ لذلك فقط نحن مبادرة جماهيرية اجتماعية تسعى إلى وحدة الصف الكردي”.