تغييرات وإجراءات استثنائية في العام الدراسي الجاري

تقرير/ رشا علي-

روناهي/ قامشلو- بدأ العام الدراسي الجديد في إقليم الجزيرة مؤخراً وسط إجراءات احترازية مشددة لمواجهة تفشي فيروس كورونا, من خلال تعقيم المدارس وتوعية الطلبة على كيفية المحافظة على سلامتهم, وتعديل لآلية الدوام وتوزيعهم ضمن الصفوف.

يعتبر البدء بالعام الدراسي الجديد من البدايات الجميلة التي لا يكمن التغافل عنها, والاستعداد لها على أكمل وجه, سواءً من جانب الأهل أو من جانب هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة, وكلما كان الاستعداد كاملاً كانت النتيجة أفضل وحدوث المشاكل أقل.

وحول التحضيرات والتغيرات التي حصلت للعام الدراسي 2020/2021 ألتقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة “روهات خليل” فأوضحت بأن العام الدراسي الجديد تأجل ولم يبدأ بتاريخه المحدد، وذلك عملاً بالتعميم الصادر من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, وتطبيقاً للإجراءات الاحترازية  لمنع تفشي جائحة كورونا، وبعد التنسيق بين هيئة التربية والتعليم وهيئة الصحة في إقليم الجزيرة, افتتحت المدارس أبوابها أمام الطلبة بتاريخ السابع والعشرين من شهر أيلول الماضي، وسبق ذلك بشهر القيام بحملة تنظيف وتعقيم المدارس لمرتين متتاليتين, وتجهيز أرشيف الطلبة وتوفير المستلزمات.

آلية توزيع الطلبة والدوام

وذكرت أيضاً “عملنا على وضع نظام من أجل توزيع الطلبة على الصفوف بحسب عدد المدارس والبالغة ٢٢٢٥ مدرسة في إقليم الجزيرة، وأيضاً أعددنا دراسات لوضع كل مدرسة على حِدة وعلى هذا الأساس وزعنا الطلبة على المدارس”.

وأما بخصوص آلية وكيفية توزيع الطلاب على المدارس وأوقات دوامهم والتغيرات التي طرأت عليها بينت روهات قائلةً: “حددنا المدارس التي تحتضن أعداد قليلة من الطلاب بحيث ضم كل صف خمسة عشرة طالباً فقط لا أكثر, وكل مقعد مخصص لطالب واحد فقط”.

وتابعت: “أما المدارس التي ضمت أعداد كبيرة من الطلبة فقسمت الطلبة فيها إلى دوامين, دوام صباحي والآخر مسائي, كان هناك مدارس احتضنت أكبر عدد من الطلبة مقارنة مع القسمين التي ذكرتها آنفاً فكل صف كان يضم أكثر من خمسة وعشرين طالبة وطالب هذه المدارس قسمت فيها الطلبة إلى مجموعتين وكل مجموعة منها تداوم ثلاثة أيام في الأسبوع أي ستة أيام للمجموعتين, وأدرج يوم السبت أيضاً كدوام لبعض الطلبة بعدما كان في السابق يوم عطلة وبالنسبة للمعلمين يداومون ستة أيام, كما ألغيت حصص الموسيقى والرسم والرياضة, ذلك لضيق الوقت وللتركيز على الجانب العلمي أكثر”.

كيفية الوقاية من جائحة كورونا

وعن كيفية وقاية الطلبة من جائحة كورونا في المدارس نوهت: “بأنهم كلفوا معلمين من أجل متابعة الحالة الصحية للطلبة في الصفوف ومنع تجمعهم في الباحة، وفي حال ظهور أي أعراض مرضية على الطلبة يتواصلون مع الأهل، ومع لجنة الصحة في حال لزم الأمر، وخصص درس واحد كل أسبوع للطلبة, يعرف فيه أعراض جائحة كورونا وطرق انتقاله وكيفية الحماية منه”.

خطوة أولى من نوعها

وللمرة الأولى في إقليم الجزيرة يتضمن منهاج الإدارة الذاتية للصف الثاني عشر، وحول ذلك قالت روهات: “جهز المنهاج وخضع جميع المعلمات والمعلمين المخصصين لتدريس الصف الثاني عشر لدورات تدريبية في أكاديمية الشهيد عكيد جيلو في مدينتي قامشلو والحسكة باللغتين الكردية والعربية في الصيف الماضي”.

الصعوبات والمعوقات..

أما عن الصعوبات التي واجهتهم خلال العام الدراسي المنصرم، أردفت قائلةً: “في بداية ظهور فيروس كورونا في العام الماضي توجهنا إلى تسجيل الدروس وبثها عن طريق قناة روج آفا التلفزيونية وقناة على اليوتيوب، وواجهتنا في البداية بعض الصعوبات والأخطاء التقنية ولكن تم تداركها فيما بعد، وأصبح لدينا تجربة في هذا المجال, ولم نتوقف عن تصوير الدروس من العام الماضي ولحد الآن”.

مشيرةً إلى أنهم مستمرون بتسجيل الدروس وستعرض لاحقاً عبر اليوتيوب وقناة روج آفا للمراحل الثلاث, في حال كانت المدارس مفتوحة أو مغلقة، مؤكدةً بأن ذلك يساعد الطلاب على متابعة دروسهم من المنزل عبر الإنترنت أو التلفاز حتى أثناء غيابهم عن المدرسة, ويكون مرجعاً  للطلاب ولأهاليهم والمعلمات والمعلمين, ومما لا شك فيه بأن وجود الطلبة في المدرسة وتفاعلهم مع المعلمين بشكل مباشر أفضل من المتابعة عبر الإنترنت ولكن بوجود هذه الجائحة فأفضل حل لمتابعة الطلاب تعليمهم سيكون عن طريق الإنترنت والتلفاز إن لزم الأمر.

توحيد اللباس المدرسي

أما بالنسبة لتطبق اللباس الموحد للطلبة ذكرت روهات: “نجهز منذ السنة الماضية نمازج معينة ولكن بسبب ظهور فيروس كورونا تأجل تطبيقه, ويقوم اتحاد المعلمين بالعمل على هذا الأمر ليكون في الموسم الدراسي القادم جاهزاً وإلزامياً للجميع”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة روهات خليل حديثها بالقول: “نتمنى من جميع المعلمين والطلبة التفوق والنجاح, ويجب أن نتكاتف نحن وأهالي الطلبة لتدارك الأضرار التي لحقت بالتعليم بسبب الهجمات التي شنها الاحتلال التركي ومرتزقته التي تسمى بالجيش الوطني السوري على شمال وشرق سوريا في العام الماضي والمستمرة حتى الآن, بالإضافة لظهور جائحة كورونا, والعمل على تعويض الطلاب عما فاتهم من دروس”.

والجدير ذكره بأنه في إقليم الجزيرة هناك 230,000 طالبة وطالب موزعين على 2225 مدرسة لجميع المراحل الدراسية و20,000 معلمة ومعلم.