بَيّنَ مثقفو كركي لكي “أن وحدة الصف الكردي هي بمثابة طوق الأمان، وسبيل النجاة من المؤامرات والدسائس التي يُحيكها أعداء الكُرد”.
وحدة الصف الكردي مطلب جماهيري لكل الكرد، فالمرحلة الراهنة، والحساسة في ضوء الأحداث المتسارعة على الساحة السياسية تتطلب الوحدة على المسارات كافة، فالكرد قد عانوا كثيرا من سياسات الإقصاء بسبب تشتتهم، ووقوعهم في شرك المؤامرات من قبل الأعداء، ولعدم تكرار تلك السياسة أطلق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مبادرة لتوحيد الصف الكردي في سوريا. وللاطلاع على آراء الشريحة المثقفة في كركي لكي من المحادثات الجارية بين الأحزاب الكردية المختلفة أعددنا هذا الاستطلاع.
وحدة الصف الكُردي تسدُ طريق المؤامرات أمام أعداء الكُرد
في البداية؛ حدثنا الكاتب والمؤرخ برادوست ميتاني بقوله: “نحن الكرد بانتظار ذلك اليوم الذي سيزف فيه السياسيون الكرد بشرى تحقيق الوحدة الكردية”، وأضاف: “بالرغم من طول فترة الانتظار، والحالة الماراثونية للمحادثات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وأحزاب المجلس الوطني الكردي، لكن كلنا أمل أن تصل المباحثات إلى المبتغى الكردي، فأملنا أن تُزال الصعوبات التي تحول دون تحقيق الوحدة”.
وأشار ميتاني بقوله: “نحن مثقفي إقليم الجزيرة بشكل عام، ومثقفي كركي كي ندعم مثل هكذا خطوات، وحدوية بكل إمكاناتنا، وقد اتخذنا قراراً كاتحاد مثقفي إقليم الجزيرة، بدعم مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بكل السبل المتاحة، فنحن نرى من منظورنا أن حل القضية الكردية يكمن أولاً في وحدة المسار، والرؤى، ورص الصفوف، فعندما تكون الأحزاب الكردية متحدة يكون المجتمع الكردي، متحداً بكل تأكيد. إن الوحدة تقوي الخصوصية القومية الكردية في سوريا، وتحافظ على المصالح الكردية العليا كما أنها ستزيد من وشائج الأخوّة الكردية”.
وبيّن ميتاني بالقول: “عندما يتحد الكرد، ويشارك الجميع في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإن الإدارة ستكون أكثر تماسكاً. لذلك؛ نأمل من الجميع الإسراع في تحقيق الوحدة كي نسد الطريق أمام أعداء الكرد الباحثين عن فرصة، وثغرة لضرب الكرد ببعضهم وانطلاقاً من هذه المخاوف، والمؤامرات”.
واختتم الكاتب والمؤرخ برادوست ميتاني حديثه بالقول: “الوحدة ستكون بمثابة السد المنيع، والحصن الحصين الذي أمام دسائس العدو وحرابه السامة، وعلى جميع الأحزاب الكردية أن يحققوا أماني شهداء الحرية، ويحترموا الدماء المسالة التي أريقت في سبيل إعلاء راية الكرامة الكردية”.
الفرقة والانقسام لا يجلبان سوى المواقف الضعيفة
ومن جهته؛ تحدث لصحيفتنا الفنان التشكيلي محمد غناش بالقول: “إن وحدة المسار والصف الكردي في سوريا هي هم واهتمام جميع الأحزاب السياسية الكردية؛ لأن الفرقة والانقسام والتشتت لا يجلب سوى المواقف الضعيفة، وما المأساة السورية إلا نتيجة لضعف المواقف”.
وتابع غناش بقوله: “نحن نرى أن حل المشاكل وإنهاء الخلافات الجانبية يتم عبر خيار الوحدة؛ لأنه الخيار الذي سيمهد للانتقال إلى تحقيق الأماني، والمجتمع الكردي يتطلع إلى سماع تحقيق الوحدة الكردية بأقرب فرصة ممكنة”.
وأنهى الفنان التشكيلي محمد غناش حديثه قائلاً: “الوحدة الكردية نأمل ألا تتأخر لأنها ستدعم من فرص نيل الشعب الكردي لجميع حقوقه الدستورية، وهذه هذه الخطوة ستعطي دفعاً معنوياً لوحدة جميع الشعوب السورية وستكون جسراً للوصول إلى سوريا التعددية الديمقراطية”.
على الأحزاب الكرديّة المشاركة الفعّالة في المباحثات الجارية
وفي السياق ذاته؛ أشار عضو اتحاد المثقفين في كركي لكي مصطفى مام خير وقال: “إن حل الأزمة السورية ولملمة الصف الكردي يكون عبر الدفع بمبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الداعية إلى توحيد الكرد، وجميع الشعوب السورية، ونحن بدورنا نشد على أيدي كل من يساهم في تحقيق الوحدة، ونوجه من خلال منبركم الدعوة لجميع الأحزاب الكردية أن تنظر بعين المسؤولية، لهذه المبادرة”.
وطالب مام خير كل الأحزاب غير المنضوية في المباحثات الجارية أن تنضم إليها فقال: “على حزبي الوحدة والتقدمي الدخول على خط محادثات الوحدة الكردية، فإذا أردنا أن نشكل جسما سياسيا كرديا موحدا في سوريا قادرا على قيادة المرحلة السياسية الحالية، يجب ألا يغرد أي حزب خارج السرب”.
وفي ختام حديثه؛ نبه عضو اتحاد المثقفين في كركي لكي مصطفى مام خير من الوضع في هذه الأوقات بقوله: “الوضع السياسي والعسكري لا يحتمل الانقسامات الموجودة على الساحة الكردية، كلما تجاوزنا العقبات؛ اقتربنا من التحول إلى رقم صعب في المعادلة السورية، والإقليمية، ونستطيع حينذاك أن نواجه الأطماع الاحتلالية لتركيا وغيرها”.
