هل سنتخلص من أزمة النفايات في مقاطعة قامشلو بتنفيذ المشروع الجديد؟!

تقرير/ بيريفان خليل-

روناهي/ قامشلوـ أصوات تعالت ورسائل شعبية وصلت إلى بلدية الشعب في قامشلو لحل معضلة النفايات وخاصة في مكب “رودكو” الذي فاحت رائحة قضيتها إلى مناطق خارج سوريا، لتباشر البلدية وأخيراً بتنفيذ مشروع ينقذ أهالي المنطقة من مسببات تلك النفايات.

مكب النفايات “رودكو” الواقع في نافكوري بإقليم قامشلو أصبح حديث الساعة لدى أهالي المنطقة والذي تسبب بالاختناق وتلوث البيئة والمياه أيضاً لبضع سنوات متتالية، فقرابة 20 طن من النفايات ترمى في المكب بشكل يومي ووعود البلدية بقيت حبراً على ورق فترة زمنية ناهيك عن المماطلة في تنفيذ مشاريع خططت لها مسبقاً.

مواقف شعبية تجاه ردود البلدية

لم يقف أهالي المنطقة مكتوفي الأيدي واستمروا بمطالباتهم لحل مشكلة مكب رودكو الذي كان له آثار سلبية كثيرة أكثر من غيرها من المكبات على البيئة وكذلك على الإنسان نفسه حيث الرائحة الكريهة المنبعثة من أطنان من النفيات المتعفنة المتراكمة فوق بعضها منذ سنوات عدة، إضافة إلى الدخان المنبعث منها خاصة في ساعات الليل لتنشر في كامل أرجاء مدينة قامشلو حيث عمد البعض إلى حرقها كحل للتخلص من الرائحة إلا أن ذلك زاد من تعقيد المشكلة، ناهيك عن الأمراض التي كانت تسببها الحشرات المنتشرة فوق المكب.

وكموقف شعبي وبعد إرسال طلباتهم إلى البلدية والتي لم تبد أي مبادرة سعى أهالي المنطقة إلى القيام بخطوة أخرى نظراً لتعقيد المشكلة أكثر حيث خرج أهالي حي الهلالية منذ بضع شهور بوقفة احتجاجية أغلقوا فيها الطريق أمام سيارات النفايات ومنعوهم من المرور، هذه الخطوة كانت تهدف إلى دفع عجلة مشاريع وخطط البلدية لتنفيذها بأقرب وقت ممكن وحل هذه المشكلة البيئية الإنسانية في الوقت ذاته.

تصاريح مسبقة

وبشأن هذه المشكلة كان الرئيس المشترك لبلدية قامشلو غربي عبد الأحد إسحق قد صرح لصحيفتنا سابقاً بأن مكب النقايات “رودكو هو أملاك عامة منذ القدم وأجريت فيه بعض الحفريات وبطريقة علمية لكن لم يتم تنفيذه بشكل جيد وبسبب الظروف التي تعاني منها المنطقة من هجمات كان قد أهمل هذا المكب لتصبح مشكلة”.

بتأكيد منه فإن تواجد محطة مياه بالقرب من رودكو يؤدي إلى تلوث المياه السطحية وتسربها إلى الجوفية.

أما فيما يتعلق بالحرائق التي كانت تحصل في المكب كان قد ذكر بأن البعض منها حرائق مفتعلة وأخرى غير مفتعلة وأدت إلى تصاعد أدخنة ملوثة محملة بالسموم والروائح الكريهة، وبالتالي ظهور العديد من المشاكل  لدى أهالي المنطقة من الناحية الصحية بخاصةً لدى الأطفال والمرضى المصابين بمرض الربو وضيق التنفس.

ولحل مشكلة الحرائق فإن بلدية قامشلو بالتعاون مع لجنة البلديات في مقاطعة قامشلو كانت قد خصصت عدة إطفائيات وعناصر حراسة للقضاء على هذه الظاهرة، واتخاذ إجراءات قانونية بحق فاعليها.

بشرى سارة للأهالي

اليوم وبعد المطالب المتكررة من قبل الأهالي والوعود التي كانت تقطعها بلدية الشعب في قامشلو باشرت مديرية البيئة التابعة لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة تنفيذ مشروع لحل مشكلة النفايات ليس فقط في مكب رودكو بل في مقاطعة قامشلو كلها بشكل نهائي.

ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى إقليم الجزيرة حيث ستجمع النفايات من المكبات المتفرقة في قامشلو لتكون محطتها النهائية في مكب مركزي بعيد عن التجمعات السكانية.

أطلق هذا المشروع لمعالجة أزمة النفايات في مقاطعة قامشلو حيث سينفذ على ثلاث مراحل؛ المرحلة الأول هي إنشاء محطات نقل النفايات، وستجمع النفايات في 3 مراكز رئيسية في كلٍّ من قامشلو وديرك وعامودا عبر شاحنات نقل صغيرة، ومن ثم نقلها عبر شاحنات نقل تتسع لـ قرابة 40 إلى 50 طن إلى المكب الرئيس، لتُطمر هناك بشكل فني.

المكب الرئيس يقع غرب قرية غزيلة وبحسب المعنيين فإنه يتحقق فيه الشروط البيئية والصحية كافة وهو بعيد عن التجمعات السكانية والمياه الجوفية، أما بالنسبة للمياه السطحية هناك فهي غير صالحة للشرب.

المساحة الإجمالية للمكب المركزي تبلغ 150 ألف متر مربع وستطمر النفايات هناك بحسب شروط فنية وصحية.

وبحسب ما ذكره المهندس في قسم النفايات الصلبة في مديرية البيئة بشير علي لوكالة أنباء هاوار فإن “مشروع مكب النفايات المركزي يُعد من المشاريع الاستراتيجية على مستوى إقليم الجزيرة، وبانتهائه ستُلغى جميع المكبات العشوائية داخل وخارج مقاطعة قامشلو ومن ضمنها مكب نفايات “رودكو” بنافكوري.

ويبقى الوقت كفيلاً بمدى نجاح هذا المشروع والتخلص من هذه المشكلة التي بقيت عالقة لعدة سنوات دون إيجاد حلول جذرية، فهل سنشهد بيئة نظيفة في المستقبل المنظور؟!