روناهي/ جل آغا- سلسلة جرائم وحشية تنال من أنوثة المرأة السورية على يد العدوان التركي تتكرر، نستحضرها مع حلول الذكرى الأولى لاستشهاد البطلة هفرين خلف بتاريخ 12/10/2019م، مسببةً جرحاً لا يندمل بدأ مع عملية نبع الإجرام
إن كلمات هفرين خلف، الأمين العام لحزب سوريا المستقبل السابق وياسمينة شمال وشرق سوريا، التي تنادي بالسلام والمطالبة بالحرية لم تكن كافية لتحميها من عدو لا يعرف الرحمة والإنسانية، ودعت هفرين والدتها ولم تعد لبيتها؛ لكنّها دخلت بيوت الجميع دون استثناء كردٍ وعربٍ وأرمنٍ وسريان، إن اغتيال هفرين خلف يشكل طعنة غدرٍ وجهها الاحتلال التركي لمنظمات حقوق الإنسان من عدو يقتل السلام ويحارب الأمل.
هفرين خلف ستبقى في قلوب أبناء وطنها
لكن ما شعور الناس وما مدى الوجع الذي سببه غياب الشهيدة هفرين خلف التي فارقت الحياة جسداً لكن روحها لا زالت تحلق فوق سماء شمال وشرق سوريا؟ سؤالٌ توجهت به صحيفتنا “روناهي” للشارع لنرى عميق الحزن بعيونهم الذي خالطه الأمل والصبر والتحدي مع ذكرى استشهاد ابنة الوطن وفقيدته.
“ليس فقط أم هفرين وأهلها من خسروا، نحن كأبناء وطن واحد شاركناهم الخسارة بفقداننا لمثل هذه القامة السياسية والإنسانية”؛ بهذه الكلمات عبرت شمسة الأحمد ذات الأربعة والأربعين عاماً من أهالي ناحية جل آغا بكثير من الأسى لمثل هذه الأعمال الإجرامية الشنيعة، متابعةً بأنه ربما يقتلون الأجساد لكن الشهداء أحياء في قلوبنا.
وعن أثر هذا اليوم القاتم في قلوب الناس، حدثتنا سلمى خليل ٥٦ ربيعاً من ريف ناحية جل آغا قائلةً: “يغتالون الياسمين ويبقى العبق يفوح، عدوانٌ لا يُستبعد عنه شيء؛ ونؤكد للحاقدين بأن الشهيدة هفرين لم تمت فهي حية بذكراها وإنسانيتها”.
وأضاقت سلمى خليل: “المناضلة هفرين مثالاً للإنسانية ودعت لتوحيد الصفوف بين أبناء شعوب المنطقة في شمال وشرق سوريا، لذا طالتها عنجهية النظام التركي اللاأخلاقية، فجرائمهم لا يقبلها العقل ولا المنطق”.
“وحياة ترابك شو ما صار رح نأخذ بثأرك”
“وحياة ترابك شو ما صار رح نأخذ بثأرك”؛ بهذه الكلمات نطقت شهد السيد ذات السبعة عشر ربيعاً فور سؤالنا لها عما تعنيه لها ذكرى اغتيال الشهيدة هفرين خلف كشابة لا تزال في خطوات حياتها الأولى.
أكدت شهد بأنّها فخورة لأنّها من بلدٍ ينجب البطلات والمناضلات ولا يبخل بالأرواح والدماء، وأردفت: “الشهيدة هفرين خلف قدوتي ومثلي الأعلى في الحياة فهي رمز للتضحية وشهادتها تأكيد على همجية العدوان التركي وأذياله”.
وختمت الشابة شهد السيد حديثها معنا بأنّها ستظل تهتف للشهيدة هفرين وستزور مزار الشهيد خبات في ديرك مع رفاقها وسيشعلون الشموع لشمعةٍ لن ينطفئ نورها، وينثرون الورود تعبيراً عن محبتهم وفخرهم الذي يولد الأمل من جديد بداخلهم؛ مؤكدةً بأنهم يستمدون القوة من الشهيدة هفرين وشهداء الوطن في شمال وشرق سوريا، حسب وصفها.
قضيةٌ شغلت الرأي العام العالمي لما ظهر في مشهد الاغتيال القاسي الذي يجرد مرتزقة الاحتلال التركي مما تسمى بـ “الجيش الوطني السوري” من الإنسانية والضمير؛ فحقيقتهم باتت واضحةً كالشمس، وأوراقهم مكشوفة في المحافل الدولية، حيث اغتالوا الياسمينة لتواجههم مئات الياسمينات بعطر العزيمة والقوة والصلابة والأمل؛ وبهذا اليوم لا يسعنا القول سوى أن نقول “لروحك السلام ولأبناء الوطن الصبر والسلوان”.
استطلاع/ غزال العمر
