سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مكانس القش تراث لم تطله يد النسيان

 

 

تبدع زهرة الخلف بصنع المكانس بدقة ومهارة, حيث تصير عدداً من أعواد القش إلى مكانس صالحة للاستخدام, فرغم التطور الصناعي واختراع المكانس الحديثة إلا أنها لا تجد الجودة إلا فيما تعده بيديها.

قرية “الحصان” مكانٌ متواضعٌ يحمل بساطة الريف وصناعاته اليدوية, وعلى الرغم من التطور الصناعي واختراع المكانس الكهربائية والبلاستيكية, إلا أن هنالك نساءً لا يزلن حتى اليوم يحافظن على استخدام مكانس القش في منازلهن, ومنهن من يقوم بصنعها كالمواطنة زهرة الخلف, التي تقوم بتحويل مجموعة من العيدان الصغيرة الطرية إلى تراث يأبى الاندثار على شكل مكانس قش استخدمها أجدادنا سابقاً ولايزال استخدامها حياً في عدد كبير من المنازل.

زهرة الخلف تبلغ من العمر 35 عاماً وهي أم لخمس فتيات وصبي واحد تصنع مكانس القش من أنواع الذرة التي تزرع في مطلع شهر نيسان وتقطف ثمارها في شهر تموز.

تحاول زهرة الاستفادة من أعواد الذرة لتصنع منها مكنسة قش، حيث تحضر القش بعد تجفيفه ثم تضعه في الماء مدة 12 يوماً لتكتسب الليونة وتسهل عملية صنعه.

تستخدم زهرة الدقاقة التي تدق بها القش وتغير شكله, إضافة إلى الحزام الذي يعطي الشكل الأولي للمكنسة, ريثما تقوم بخياطتها بالسلة بشكل يدوي باستخدام خيوط مصنوعة من البلاستيك, وتستخدم أيضاً المقعد المصنوع من مادة الحديد, فالمعقد صنع خصيصاً لهذه المهنة.

المقعد الحديدي يكون مزوداً بعدد من الأدوات المساعدة مثل الجنزيرة والشدادة والشريط الذي يساعد على تثبيت المادة, التي تقوم باستخدامها لصنع المكنسة.

مهنة صناعة القش تعتمد على الدقة والمهارة العالية, وبحسب ما أكدته زهرة لوكالة JINNEWS فإن هذه المهنة جميلة, ولكنها لا تعيل أسرة في ظل هذه الظروف الاقتصادية الحالية, والسبب تدني الدخل العائد منها, فسعر مكنسة القش 1500 ليرة.

لا تستطيع زهرة الاستغناء عن تنظيف منزلها بالمكانس التي تصنعها، فتعتبرها جزءاً من تراث لم ولن يندثر رغم قلة استخدامه بعد انتشار المكانس البلاستيكية.

تعلمت هذه المهنة من والدتها وتسعى لتعليم أبنائها ليكون تقليداً موروثاً يتناقله جيل بعد الآخر في سعي لئلا يندثر هذا التراث “أعلم بناتي صناعة المكانس, حتى أساهم بنقل تراث أجدادي وأحافظ على وجوده, وبهذه الطريقة أمكنهن من كسب المال, في ظل هذا الوضع الاقتصادي الصعب”.

وأضافت زهرة بأن هذا النوع من المكانس لن يصير يوماً في طي النسيان, وفي ظل تطور صناعة المكانس البلاستيكية التي اجتاحت الأسواق, لا يزال العديد من النساء يفضلن استخدام مكانسها, فهي أقوى وأكثر مقاومة من المكانس الصناعية.

وفي ختام حديث زهرة أكدت على أنهم كسكان هذه المنطقة الذي يعود تاريخهم لآلاف السنين, يتوجب عليهم أن يحافظوا على كل ما هو تراثي, لأنه جزء من هويتهم الوطنية.