No Result
View All Result
المشاهدات 0
رجائي فايد –
لم يعد ممكنا أن تظل مصر بعيدة عن المشاركة في الحملة الدولية للإفراج عن أوجلان، رغم أن التاريخ يسجل أن بداية (دراما) اعتقال أوجلان، كانت بتحرك مصري (في عهد مبارك)، أسفرت عن غلق مكاتب حزب العمال الكردستاني في دمشق، حسب طلب الحكومة التركية، وخروج زعيمه أوجلان، في رحلة تيه دولية، إلى أن اعتقل في نيروبي عاصمة كينيا، وقد شارك كاتب هذه السطور مشاركة مع المهندس أحمد بهاء شعبان في تأليف كتاب عن هذا الزعيم (أوجلان.. الزعيم والقضية)، وكان هذا أشبه بتبرئة ذمة من وزر دور مصر (الرسمية وليس الشعبية) فيما حدث، وكان هذا الكتاب تجسيداّ لأصوات غالبية المصريين والعرب المستنكرة لهذه الدراما المأساوية وفي نفس الوقت يلقى ضوءاً مصرياً وعربياً لما يتعرض له شعب بأكمله من (شوفونية) تركية تنكر حتى وجوده ككردي، في حين أنه يناضل من أجل انعتاقه من نير الإبادة التي تمارسها ضده كافة النظم التركية المتعاقبة، وحالياً بدأت المساهمة المصرية في الحملة الدولية بمقالات في أهم الصحف المصرية (الأهرام والأخبار)، وعلى شبكة (الإنترنت)، وكذلك ببرامج حوارية في القنوات الفضائية المصرية، وبذلك أصبحت قضية الإفراج عن أوجلان قضية مصرية وتلقى ما تستحقه من اهتمام، (وهي بالفعل تستحق ما هو أكثر من ذلك)، وقد طالب أحد الإعلاميين على إحدى الفضائيات المصرية، باقتراح لاستحداث جائزة سنوية للسلام تحمل اسم أوجلان، كما طالب نفس الإعلامي بتغيير اسم الشارع الذى تقع فيه السفارة التركية بالقاهرة إلى شارع أوجلان، وتزامناً مع هذا الزخم الإعلامي، بدأ التفكير الجدي في تشكيل لجنة مصرية من أجل المطالبة بالإفراج عن أوجلان، وبالفعل شكلت تلك اللجنة من عدد من المثقفين والصحفيين، وأصدرت اللجنة بياناً تأسيسياً سوف أعرضه لاحقاً في كلمتي القادمة، وحتى الآن فإن اللجنة مصرية خالصة، لكن من المؤمل والمتوقع أنه خلال الأيام القليلة القادمة ستتوسع تلك اللجنة لتضم إليها مثقفين من كافة الأقطار العربية لتصبح لجنة عربية (ترفد العلاقات العربية الكردية بزخم جديد) استعداداً لاحتفال كبير يقام في القاهرة، بمناسبة مرور 22 عاماّ على اعتقال المناضل والمفكر الإنساني عبدالله أوجلان (آبو)، في 15 فبراير القادم، إننا نذكر جيداً الأحداث التي واكبت عملية اعتقاله، بل وقبيل تلك الأحداث، عندما تعاونت شبكات الاستخبارات العالمية مع بعضها لكي تظفر بهذا المناضل والمفكر الإنساني الفذ، ففضلاً عن نضاله من أجل تحقيق حقوق شعبه، فإن قوى الاستعمار العالمي الجديد تعلم جيداً أن أفكاره إن وصلت إلى شعوب أخرى تعاني من الظلم والقهر وبتلك الأفكار اهتدت إلى طريق الخلاص، لتغيرت كثير من الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي الظالم، لذلك كان لابد من العمل على وأد هذا الصوت بأي طريقة، ومحاصرته مع صاحبه في سجن انفرادي، ولكن الذي حدث هو العكس تماماً، فالقضبان تحجب الجسد، لكنها لا تستطيع أن تحجب أفكاره، خاصة وأن هناك من يتلهف لالتقاطها وتبنيها، فخلال خلوته مع ذاته خلف القضبان قدم للإنسانية إنجازاً فلسفياً مهماً يضاف إلى ما أنجزه العقل البشري طوال التاريخ، ولم تكن تلك القوى تتصور أن يحدث من هذا السجين ذلك، إذ إنه بفكره وهو السجين بالجسد تمكن أن يحلق بأفكاره بعيداً عن القضبان، وتصبح تلك الأفكار سفراً ضخماً يتلقفه المعذبون في الأرض.
No Result
View All Result