No Result
View All Result
المشاهدات 1
رجائي فايد –
لو اعتبرنا أن ما كان يجرى من صراع بيننا نحن العرب وبين إسرائيل، كانت لعبة لابد أن تنتهى بفائز واحد، وكان الفوز في الأغلب يعقد لإسرائيل، في حين أن الخسارة كانت من نصيبنا. كانت إسرائيل تدخل تلك اللعبة بثقافة (الشطرنج)، في حين كنا ندخلها بثقافة (الطاولة أو النرد)، فإسرائيل تعتمد على التخطيط الدقيق العلمي، وحشد كل مقومات الفوز داخلياً وخارجياً ووضع حسابات دقيقة لأي عوامل مستقبلية، (عقب حرب الأيام الستة لحرب 1976 شكلت إسرائيل لجنة لمناقشة الأخطاء التي ارتكبت رغم ما تحقق)، بينما كنا نحن نأمل في ضربة حظ، أو معونة قدرية، تعيننا على النصر، والنتيجة المنطقية كانت فوز متلاحق لإسرائيل في مواجهة انكسارات عربية، كان هناك معسكرين الأول لا يتجاوز كل أفراده بضعة ملايين، لكنه صامد، ويقوى نفسه، ويتمدد يوماً بعد يوم، ويخطب وده الجميع، ومعسكر عربي، يوجه خطابه الزائف إعلامياً للداخل، كي يعيش شعبه في وهم الاستعداد للنصر المحتم، فيدبج الأغاني والأهازيج للحاكم، و(جيش العرب يا بطل)، (صح يا رجال، أيوه صح)، (الله أكبر فوق كيد المعتدى)، (انتصرنا انتصرنا)، هؤلاء العرب المنشدون بالكلمات يتجاوز عددهم المائة مليون (ولكنهم كغثاء السيل)، ورغم أنهم تجمعهم جامعة اسمها جامعة الدول العربية، إلا ان معظم اجتماعاتها على أي مستوى (قمة، أو وزراء خارجية، أو على مستوى المندوين)، كانت في حقيقتها تبادل الاتهامات فيما بينهم، فكل دولة منهم تكيل الاتهامات للدول العربية الأخرى، وكانت أهم تهمه يتبادلونها فيما بينهم، هي تهمة العلاقة بإسرائيل، في مشهد نفاقي ممجوج، ودائماً يتمخض أي اجتماع للجامعة العربية، عن بيان أنيق حافل بكلمات الشجب والاستنكار، ويقولون عنها أنها بيت العرب، وينشد المنشد لها (وحدة ما يغلبها غلاّب)، وإذا كانت بداية فرط عقد مسبحة المقاطعة العربية، قد بدأته الشقيقة الكبرى مصر، باتفاقية (كامب ديفيد)، وتبعتها الأردن باتفاقية (وادي عربة)، إذاّ فلن تكون الإمارات العربية آخر فرط لحبات تلك المسبحة، ولا نملك حينئذ سوى التسليم، لأننا لا نملك غير ذلك، وفي نفس الوقت، فإن معطيات الواقع، تفرض علينا الأمل في سلام حقيقي، يشمل المنطقة بأسرها، وكي يتحقق ذلك، فإن من حقنا المطالبة بأن تكون لإسرائيل حدوداً محددة، تسجل في الأمم المتحدة، لنعرف أين تقف تلك الدولة عند تلك الحدود، بل وأين خطوط حدودنا التي يجب ألاّ تتعرض لمزيد من التآكل، حتى نعرف خارطة أوطاننا المستقبلية، في البدء كان قرار التقسيم (1948)، لكنها مع توالي الأخطاء والكوارث العربية تمددت إسرائيل، فقرية أم الرشراش المصرية تحولت إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، ومن ثم فتح خليج العقبة والبحر الأحمر للملاحة الإسرائيلية كنتيجة للعدوان الثلاثي (1956)، ثم ضم الضفة العربية وأطلقت إسرائيل عليها (يهودا والسامرة) كما جاء في التوراة، وضمت أيضاّ هضبة الجولان ( 1967)، ثم إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ثم.. ثم ..ثم ، طالما بقيت إسرائيل بلا حدود، لتمتد حدودها وحسب ما يقول علمها (نجمة داود بين نهرين، النيل والفرات)، نحن نريد سلاماً حقيقياً، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بحدود ثابتة لإسرائيل يقر بها العالم.
(درس من التاريخ) كان آخر أمراء الأندلس ينظر باكياً، وهو يرى قصر الحمراء يسقط بيد الفرنجة، وجائه صوت أمه كالصفعة (إبكِ كالنساء، على ملك لم تحافظ عليه كالرجال).
No Result
View All Result