المرأة الحرة الحديدية … مثال ونضال

مثنى عبد الكريم –

أن نجاح أي مشروع سياسي يبدأ من بناء قواعد ثابتة وقاعدة جماهيرية صلبة، والانتقال للركائز الأساسية وهي بناء تحالفات وتفاهمات وهذا ما قام به مجلس سوريا الديمقراطية كخطوة مباركة على صعيد توقيع مذكرة تفاهم مع حزب الإرادة الشعبية في موسكو، هذا التفاهم الذي يعكس حالة القوة التي وصل لها مشروع الإدارة الذاتية ومظلته السياسية (مسد)، لذا كان حقاً علينا بل واجب أن نذكر في زاويتنا اليوم حكاية وطن هذه الحكاية عن مثال المرأة الحرة الحديدية إلهام أحمد تلك العنقاء التي لم تهدأ أبداً مع رفاقها ورفيقاتها فها هي تارة في موسكو وتارة في مجلس الشيوخ الأمريكي وتارة في مصر وتارة في أوروبا تحمل هم المشروع والشعب تدافع عن القضية بكل قوة وبكل ما أوتيت من حكمة، منذ إعلان الانسحاب الأمريكي والعدوان التركي على مدن ومناطق شمال وشرق سوريا، طارت تلك العنقاء بعيون ثاقبة تنظر نحو الهدف، لم تقف أبداً ولم تقول بأنها النهاية بل قالت: الآن هي حقيقة ثباتنا وقوة قاعدتنا، الآن هي الخطوة الأولى لنري العالم أجمع أننا أصحاب إرادة وسياسيين ودبلوماسيين، لسنا عالةً على أحد فنحن أصحاب الحق والقوة، تحدثت وبلغتها الأم الكردية في خطوة ليس لها سابقة في مجلس الشيوخ الأمريكي، استطاعت بذكاء منقطع النظير تغيير الرأي واكتساب المزيد من الحلفاء، لتطير بسرعة البرق الخاطف متنقلة من مكان لآخر ومن بلد لبلد ومن دولة لبلد، تناقش وتتباحث لتعود منتصرة، نعم رفيقتي إنك بحق مثال حقيقي عن المرأة الحرة المناضلة، مثال عن الإرادة الحديدية للمرأة عندما تحمل هم الشعب والقضية على عاتقها، ها هي (مسد) بحق موطن من مواطن الإباء والشموخ بل قلعة حقيقية من قلاع التصدي لكل من يظن أننا عبثيون أو مشروع عابر، هنا أيها القراء الكرام نشاهد بحق أن الإنسان المناسب في مكانه المناسب، وهذا سر من أسرار نجاح واستمرار المشروع.

اليوم أعزاءنا نذكر في هذه الزاوية ما يجب علينا أن نعلمه لأجيال تأتي بعدنا فشمال وشرق سوريا بحق موطن لروايات وأقاصيص وحكايات تروى كل يوم وتحكى بل وتُعلم ، لنعلم أبنائنا أن عشق الوطن هدف يسمو على كل الأهداف وأن التضحية واجبة تجاهه وأن هناك أشخاص هم أبطال حقيقيون وليسوا من نسج الخيال أنقذوا أرواح كثيرة بدبلوماسية قل نظيرها وبسياسة وحنكة وحكمة، لنعلم أولادنا أن مثل هؤلاء هم من يجب أن لا ننسى أبداً تضحياتهم ونضالهم، لنحكي في جلسات السمر عنهم ولنروي للعالم عنهم وأنهم بناة الإنسان الثوري والمناضلين، ليكونوا أسطورة تتداولها أجيال وراء أجيال.

أعتذر منكم أيها القراء الكرام بل وأعتذر منك رفيقتي ورفاقي فقد خانتني كل الحروف وقواميس اللغة في محراب نضالكم لتقف عاجزة أمام هذا الجبروت العظيم، أردت اليوم أن تكونوا حكايتنا وأن يذكر التاريخ نضالكم وتضحياتكم التي سرتم بها على عهد الشهداء وفاءً لدمائهم وصوناً لما ضحوا لأجله فكنتم حكاية وطن.