No Result
View All Result
المشاهدات 0
إعداد/ دجوار أحمد آغا –
“عزيزي القارئ اسمح لي أن أقدم لك نفسي؛ أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا.. اسمي حنظلة، اسم أبي مش ضروري، إمّي اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة..
نمرة رجلي ما بعرف لأني دايمًا حافي..تاريخ الولادة ولدت في 5 حزيران 67
جنسيتي أنا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا.
باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنّس؛ محسوبك إنسان عربي وبس”
بهذه العبارات يقدم حنظلة نفسه للقارئ، وكان ناجي يتحدّث عن نفسه وهو يقدّم حنظلة للنّاس؛ فقد بقيت روحه معلّقة عند سنّ العاشرة حيث هاجر أرض فلسطين وبلدته “الشّجرة “عام 1948م.
ولد ناجي العلي عام 1937م في قرية الشجرة قضاء طبريا قبل أن يهجّر مع عائلته في نكبة فلسطين إلى الجنوب اللبناني، حيث استقر بهم المقام في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، وعاش في خيمة لا تزيد مساحتها على عشرة أمتار مربعة، وبدأ منذ صغره بالتعبير عن ألم اللجوء ومأساة قضيته بالرسم على حيطان المخيم. اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى معظم وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني. باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينية وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي. أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.
وفي عام 1961 قام الأديب والصحافي الفلسطيني غسان كنفاني بنشر أولى لوحات العلي في مجلة “الحرية” بعد أن أعجب بها أثناء زيارة له إلى معرض رسومات أقيم في مخيم عين الحلوة.
واشتهر العلي على النطاق العربي منذ ذلك الحين من خلال شخصية الطفل “حنظلة” التي ابتدعها عام 1969 عندما كان يعمل في صحيفة “السياسة” الكويتية.
عن حنظلة يقول ناجي:
«ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.»
في 22 تموز 1987م، أطلق مجهول النار على ناجي العلي في لندن بالقرب من مقر صحيفة “القبس”، دخل على أثرها في غيبوبة حتى وفاته يوم 29آب 1987م، حيث دفن في مقبرة بروك وود في لندن خلافا لوصيته والتي أراد أن يتم دفنه في مخيم عين الحلوة بجانب والده.
ليس مصادفة أن يتم اغتيال ناجي العلي بمسدس “كاتم الصّوت”؛ فكاتم الصّوت ليسَ مجرّد مسدّس يقتل بصمت، بل هو سياسة كلّ المجرمين مع المؤثّرين والثّائرين.
ليس لناجي العلي شبيه. إنه علامة فارقة بالإبداع في تاريخ فن الكاريكاتير. وفي الصحافة العربية. إنه المقاتل المؤمن بقضيته حتى الاستشهاد وبالسلاح الذي لا يمكن كسره: الإبداع.
بعض أقوال ناجي العلي
“متهم بالانحياز وهي تهمة لا أنفيها: أنا منحاز لمن هم تحت، أنا لست حيادياً، أنا مع الـ “تحت”، مع اولئك الفقراء البسطاء الذين يكونون دائماً عند خط الواجب الأول، أولئك الذين يسكنون تحت سقف الفقر الواطي ولكنهم يقفون عند خط المعركة العالي.
حالة الحزن ظاهرة إنسانية نبيلة، بل هي أنبل من الفرح، فالإنسان يستطيع افتعال الفرح، أما الحزن فلا!
أريد ان أؤذن في اذان الناس واقول لهم أين قضيتكم، وإلى أين وصلت؟
المناضل الحقيقي دائم العطاء، يأخذ حقه من خلال حقوق الآخرين وليس على حسابهم.”
No Result
View All Result