No Result
View All Result
المشاهدات 1
تُعرّف الكدمات أو الرضوض على أنّها تجمّع دموي تحت الجلد يتمثّل بتكسّر الأوعية الدموية الدقيقة (المعروفة بالشعيرات) نتيجة للتعرّض لإصابة معيّنة ينتج عنها تسرّب الدم من هذه الأوعية إلى الأنسجة المجاورة، وعادة ما تختفي الكدمات من تلقاء نفسها دون استخدام علاجات معينة، لذا لا تعدّ معظم الكدمات مدعاة للقلق حتى في الحالات التي تظهر فيها الكدمات بسهولة، إذ إنّ ذلك لا يشير إلى وجود حالة خطرة في الغالب، خصوصاً في حال ظهورها لمرة واحدة دون تكرار مستمر، مع استحضار أنّ الفرد الذي يتعرّض لظهور الكدمات بسهولة قد لا يتذكر السبب المؤدي إلى ظهورها في بعض الحالات.
ظهور الكدمات دون سبب
قد تظهر الكدمات نتيجة التعرّض لإصابة أو عند الاصطدام بشيء ما، وكما أشرنا أعلاه قد تظهر الكدمات لدى بعض الأفراد بسهولة لدرجة أنهم لا يتذكرون سبب حدوثها، في حين تظهر كدمات كبيرة لدى أفراد آخرين بعد إصابات طفيفة، كما قد يلاحظ آخرون أنّ كدماتهم تستغرق عدة أسابيع للتعافي، وفيما يأتي نتطرق إلى الحالات التي تظهر فيها الكدمات دون التعرّض لإصابات أو جروح، حيث يمكن بيان الأسباب المحتملة أدناه:
ـ التاريخ العائلي: يُعتقد أنّ للتاريخ العائلي دور في ظهور الكدمات، إذ يلاحظ ظهورها بسهولة لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب تظهر لديهم الكدمات بسهولة كذلك.
ـ شرب الكحول: يعدّ استهلاك الكحول أحد أبرز عوامل الخطر المؤدية لأمراض الكبد كحالات تشمّع الكبد، وفي الواقع قد يؤدي تشمّع الكبد أو أمراض الكبد الأخرى إلى التأثير في وظيفة الكبد تدريجيًّا، فقد يتوقف الكبد عن إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزيف مفرط وظهور الكدمات، كما وقد تظهر عليه بعض العلامات الدالّة على وجود مرض في الكبد كالإرهاق، والتوعّك الشديد، والحكة الشديدة، وانتفاخ الساقين، واصفرار لون الجلد أو العيون، وظهور البول بلون داكن.
ـ التقدم في العمر: فمع التقدّم في العمر يصبح الجلد أكثر رقّة ويفقد جزءًا من الطبقة الدهنية الواقية التي تساعد على حماية الأوعية الدموية من الإصابة، ومثل هذه الحالة تُعرف بالفرفرية الشيخوخية، حيث تُصيب هذه الحالة العديد ممّن هم فوق الخمسين من العمر، وتسبّب ظهور آفات تشبه الكدمات قد تصيب اليدين والقدمين غالباً، إلّا أنها تستمر فترة زمنية أطول من الكدمات وقد تكون أكبر حجمًا منها، وقد تبقى بلون بني حتى بعد الشفاء منها.
ـ التهاب الأوعية الدموية: يمكن أن يتسبب التهاب الأوعية الدموية المعروف بالالتهاب الوعائي في ظهور الكدمات.
ـ اضطرابات النزف الجينية: يمكن أن تتسبب العديد من الاضطرابات الجينية في تجلط دم الشخص ببطء أو عدم تجلطه على الإطلاق، حيث تحدث نتيجة عدم وجود بعض عوامل التخثر في الدم، بحيث قد يؤدي ذلك إلى ظهور الكدمات بسهولة، التي قد تكون مصحوبة بنزيف الأنف أو نزيف اللثة بشكل متكرر، كما قد تتسبب الاضطرابات بالنزف الشديد الذي قد يكون مهدّدًا للحياة، ويمكن القول إنّ الأعراض الظاهرة جراء الإصابة بذلك لا تظهر فجأة، بل تكون موجودة منذ الولادة، لذا تكون أكثر شيوعًا لدى الرضع والأطفال الصغار، ومثال هذه الاضطرابات مرض فون فيليبراند، وهو أكثر اضطرابات النزيف شيوعًا حيث يصيب كلاًّ من الذكور والإناث، ويحدث بسبب غياب أو وجود خلل في عامل فون ويلبراند المهم لتجلط الدم، ويمكن استخدام الهرمونات الصناعية لتحسين تخثّر الدم في مثل هذه الحالات، ومن اضطرابات النزف الجينية كذلك: (مرض نزف الدم الوراثي المعروف بالهيموفيليا بنوعيه هيموفيليا أ وهيموفيليا ب)، حيث يكون الخلل فيهما في العامل الثامن والتاسع لتجلط الدم على التوالي، ويكون العلاج باستخدام عوامل التجلط الصناعية حسب الحالة وبإشراف الطبيب.
ـ نقص الفيتامينات: قد يساهم نقص الفيتامينات في نزيف الدم وظهور الكدمات، بما في ذلك فيتامين K وفيتامين B12، وفيتامين C، وحمض الفوليك نظرًا لدورهم المهم في تجلّط الدم، ولا بد من مراجعة الطبيب وأخذ العلاجات اللازمة في حال نقص أي من الفيتامينات المذكورة.
ـ الأدوية: كالمميعات مثل الوارفارين والهيبارين، خاصةً إذا كانت الكدمات مصحوبة بنزيف الأنف أو نزيف اللثة بشكل متكرر، بالإضافة إلى دواء كلوبيدوغرل، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الآيبوبروفين والأسبرين، أو الأدوية الستيرويدية مثل البريدنيزون سواء كانت تعطى بشكل موضعي أو تؤخذ عن طريق الفم، وكذلك بعض أنواع المضادات الحيوية، وبعض أنواع أدوية السرطانات، والعوامل المضادة للصفائح الدموية، ويجدر التنبيه إلى ضرورة عدم التوقف عن استخدام هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، مع التنبيه إلى أهمية إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات التي يأخذها الشخص المعنيّ، فقد تكون المكملات أو الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية تتفاعل مع أدوية المصاب الأخرى فتُسبب نزفًا وظهورًا للكدمات.
ـ المكملات الغذائية: كنبتة الجنكو التي قد تزيد من فرصة ظهور الكدمات نظرًا لتأثيرها على سيولة الدم، ويجدر إعلام الطبيب بأي مكملات غذائية يستخدمها المريض، وقد يوصي الطبيب بتجنّب استخدام بعض أنواع هذه المكملات.
ـ بعض أنواع السرطان: قد تتسبب السرطانات في حالات نادرة في ظهور الكدمات، بما في ذلك السرطانات التي تؤثر في الدم ونخاع العظام مثل سرطان الدم، بالإضافة إلى السرطانات التي تؤثر في التخثر مثل مرض هودجكين، أو مرض التورّم العنقودي.
ـ حالات صحية أخرى: قد تؤدي إلى سهولة النزف وظهور الكدمات مثل: (مرض كوشينغ، ومتلازمة مارفان، ومتلازمة إِهلرز دانلوس، وفقر الدم اللاتنسجي، ومرض النسيج الضام، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد).
دواعي مراجعة الطبيب
ـ الشعور بالألم الشديد وظهور الانتفاخ مرافقًا للكدمات، خصوصًا إذا كان الفرد المعني يستخدم أدوية مميعات الدم.
ـ ظهور الكدمات دون سبب واضح.
ـ ظهور العديد من الكدمات دفعة واحدة بشكل مفاجئ.
ـ ظهور الكدمة تحت أحد أظافر اليد أو أظافر القدم بحيث تكون مرافقة للشعور بالألم.
ـ عدم تحسّن الكدمة خلال أسبوعين، وعدم تعافيها بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع.
ـ الشكّ بوجود كسر في العظام مرافق لظهور الكدمة، وهنا لا بد من زيارة الطوارئ على الفور.
No Result
View All Result