No Result
View All Result
المشاهدات 1
آزدار أسمر –
إذا كان اللقاء بين وفد مجلس سوريا الديمقراطيّة والنظام السوريّ خطوة في رحلة الألف ميل نحو تحقيق إنهاء الأزمة السوريّة التي طال أمدها لأكثر من سبع سنوات والتي دمّرت سوريا بشريّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً في أغلب مدنها وبلداتها والتي تحوّلت إلى شبه دمار كامل، وتجمعت ونمت على الأرض السوريّة عصابات الإرهاب والإجرام والتي سهّلت لهم عواصم العالم بوابات للخروج منها والتوجّه نحو سوريا، ليعيثوا فيها فساداً ويعملوا فيها دماراً ويرتكبوا فيها كلّ أنواع القتل. واليوم وبعد سنوات من الحرب وتمّ القضاء على كلّ هذه المجاميع المرتزقة من قبل قوات سوريا الديمقراطيّة والنظام السوريّ، وتجميع الكثير منهم في إدلب، وبذلك من لم يبقَ على هذه الساحة سوى قوتين متناقضتين في مشروعهما، الديمقراطيّ من جهة، والدولة القوميّة من جهة أخرى، بعد إفلاس كلّ القوى الأخرى التي كانت تتظاهر بتمثيلها للشعب السوريّ مثل الائتلاف ومن على شاكلتها والتي لا تستوجب حتى ذكر أسمائها. والخلاصة أنّ المشروع الذي تتبناه شعوب شمال سوريا والتي تمثلها الإدارة الذاتيّة الديمقراطية. هذا المشروع يستند في قاعدته على الشعب الحر وإرادته، في تكوين مؤسساته وهيئاته، وشكل إرادته عبر نظامه الاجتماعيّ والسياسيّ الخاص به، والذي ضحى من أجله آلاف الشهداء بدمائهم حتى تمكن من الحفاظ على أمنه وحريته وتحريره لمناطق الشمال السوريّ من الإرهاب والظلم. ومن المؤكّد أنّ هذا المشروع يختلف تماماً عن تطلعات النظام السوريّ والذي اعتمد على التقدم الميدانيّ والحلّ العسكريّ عبر فوهة البندقية، ويحرص على العودة بسوريا إلى ما قبل 2011م. والسؤال الذي يُطرحُ كيف يمكن إيجاد النقاط المشتركة بين الديمقراطيّة والشموليّة، بين الحرية والوصاية، بين حرية التعبير والتضييق على الرأي، بين العدل والتفاوت الصارخ، فالمسافة كبيرة بين الرؤيتين؟ ولهذا سيكون صعباً على اللجان المشتركة إيجاد صيغ توافقيّة، وباستطاعتنا القول إنّ مهمة مجلس سوريا الديمقراطيّة في أشد مراحلها حساسيّة حيث يفترض أن يحافظ على الإنجازات الإداريّة والميدانيّة، وعليه أن يكون حريصاً على تأمين حقوق مكوّنات وشرائح المجتمع السوريّ بكلّ فئاته وشرائحه ومذاهبه لأنّه يمثّل المجتمع برمته، والعيون تشخصُ إليهفي تحقيق الحرية والديمقراطيّة. فكيف يمكن تحقيق ذلك؟ إنّ الادارة الذاتيّة الديمقراطيّة ومن خلال تجربتها الغنية والخبرات التي راكمتها خلال السنوات السابقة تستطيع أن تكون ممثلاً حقيقيّاً يدافع عن إرادة ومصالح شعوب الشمال السوريّ، وتدرك كيف تعمل من أجلهم، فمن اجتاز كلّ هذه الصعاب وتحمّل مآسي الحرب وويلاته ونجح في ذلك من المأمول أن ينجح في إيجاد الحلّ المناسب في الوقت المناسب وعلى الطاولة المستديرة أيضاً.
No Result
View All Result