روناهي/ قامشلو: ليكتسب الطفل المعرفة ويبتكر الأفضل، يتوجب على المجتمع أن يكون إلى جانبه، وأن يساعده في توسيع مداركه، ولهذا ولأول مرة في معرض كتاب الشهيد “هركول” في قامشلو طغى لون البراءة على أجواء المعرض هذه السنة، ليكون الطفل حاضراً في قسمه الخاص.
أمل وروح الحياة والمستقبل، بذرة النجاح والعطاء التي ستثمر لتعطي أنضج الثمار، أجيال المستقبل، الكثير والكثير عن الأطفال وأهميتهم في الحياة وبناء المستقبل، فهم طموح وأحلام المجتمع، وبهم ترتقي الأوطان، ولذلك ولبناء وطنٍ سليمٍ يسود فيه العلم والمعرفة يجب أن تكون البداية من الأطفال، وإن تمت المحافظة على عقولهم نظيفة وأنرناها بكل ما هو مفيد سيقدمون أضعاف ما نعطيهم، ولا بد من أن تكون القراءة الركيزة الأولى لجذب الطفل إلى عوالم المعرفة، فالطفل بطبيعته فضولي ولديه ذهنٌ نقي ولكن على الأهالي إدراك ماهية توظيف ذكائهم واهتماماتهم بالمفيد، وعلى مر العصور ولأهمية الكتب في حياة الطفل كان أدب الطفل ينشأ مع الأجناس الأدبية الأخرى، بلكنته ولونه وحسهِ الخاص، ليكون مدرسة بحد ذاتها لهم.
انضمام الطفل إلى معرض الكتاب لأول مرة
من هذه النقطة اتخذ معرض هركول الرابع للكتاب هذه السنة قراره بفتح قسمٍ خاص للأطفال في المعرض، فكانت ألوان ورسومات الأطفال الزاهية تجذب الأنظار، فتلك القصص التي يهوى سماعها الأطفال قبل النوم والكتب التعليمية والترفيهية تقدم نموذجاً جميلاً عن عالم الأطفال، وكانت مشرفة هذا القسم طفلة صغيرة ذات عقلٍ كبير وحنكة وذكاء خارقين، فقد كانت تعلم عن كل الكتب التي قامت بعرضها وكانت جالسة أمام تلك الكتب بكلِ شغفٍ، فملامحها الطفولية كانت توحي ببراءتها إلى جانب رجاحة عقلها، واقتربنا منها متسائلين كيف تُعرّفين عن نفسك لصحيفتنا “روناهي”، فجاوبت بكل ثقة: “أنا رونا عكيد، هذه أول مرة نفتح قسماً خاصاً بالأطفال في معرض الكتاب”.
غياب الطفل عن المعرض
طفلة بعمر الحادية عشرة عبّرت لنا عن سرورها بمشاركة الأطفال بهذا المعرض الكبير الذي يُقام كل سنة في قامشلو ويحضن الكثير من الكتب المختلفة من روايات وقواميس وكتب علمية وبلغاتٍ عدة، وناشدت الأطفال أن يتجولوا في المعرض ليختاروا ما يحبون قراءته وليكون الكتاب صديقهم الدائم، ولكن لم يكن هناك أطفال وهذا ما استاءت منه رونا قائلة: “الآباء والأمهات هم من اقتنوا لأولادهم الكتب كنت أريد رؤية الأولاد وهم يتنقلون في المعرض كونه فُتح من أجلهم قسم خاص”، الطفلة رونا عكيد على حق فتجول الطفل في المعرض سيفتح له أفقاً أوسع وسيحب القراءة وسيطرح الأسئلة ليتلقى الأجوبة وهذا كله سيكون بمثابة تنشيط لفكره وتوسيع مداركه.
هذا ومن المهم أن نزرع في عقول وأنفس أطفالنا حب المعرفة والكتب والمطالعة، فهي التي تكون خازنة للمعلومات لديه إلى أطول مدة في عمره، فالذاكرة عند الطفل جداً قوية وتحتفظ بأصغر معلومة وتفصيل، أما عن مشاركة الطفل في المعرض فهو أمر راقٍ وسيكون بداية لمعارض أخرى يحلق الطفل في ساحاتها.
