الفرات … بين طورانية الغيلان والصمت المقيت

مثنى عبد الكريم –

كان يا ما كان في سالف العصور والأزمان كان هناك نهر من أروع الأنهار يروي كل من يسكن حوله بل وحتى جيرانه يستظل في وارف ظلاله المسافر والتعِبُ والساكن حول تلك الغابات المحيطة به، ذاك النهر الذي يعتبر من أنهار الجنة واسمه العذب الفرات، نهر لم يحرم أحد من مائه، حتى جاء ذاك اليوم الأسود الذي غيّر مجرى تاريخ حياة النهر ومن يعيش على ضفافه ليأتي غول المستنقعات الطوراني ويحبس مائه في فترة غزارته، وسط صمت عالمي غريب، في مشهد محزن صوّره أحدهم وهو يسير في وسط النهر الذي أصابه الجفاف شبه الكامل عدا بعض عروق تسري فيه، وهو يقول للعالم هذا نهر الفرات.

نعم هذا ما تبقى من نهر الفرات فبحيرته بدأت تشتكي إلى الله ضعف مائها، والأشجار والأراضي المحيطة بالنهر وبحيرته بدأت تئنُ وتشتكي لخالقها بطش الطاغية الطوراني، الذي بدأ يحارب الشجر والمدر والبشر ليقطع عنهم مياه الفرات والذي قال فيه الله في كتابه }واسقيناكم ماء فراتاً}  ذلك النهر الذي يلجأ له الصابئة المندائيين لتعميد أولادهم والمتزوجين حديثاً وليطهروا أنفسهم به لقدسيته على مر الأزمان والحضارات والديانات، يأتي اليوم فاشي العصر غول الزمان ليحبس مياهه ويمنعها في حرب من نوع خاص تستهدف البشر مباشرة بل وكل ما يساعد على الاستمرار في الحياة، هنا يحضرني سؤال: ترى هل بقي لأي أحد شك بأن هذا الأردوغان الذي لم يكن طيباً بل كتلة من الخباثة تسير في الأرض هل بقي لأحد شك بماسونيته وطورانيته وعدائه للإنسان ؟!!.

أين المجتمع الدولي الصامت عن كل تلك الجرائم وإلى متى سيستمر بصمته المقيت؟ أم أنه كلب وفي لرأسمالية بشعة رضيت عنه واستعملت عبيدها من الراديكاليين والمرتزقة في حروبها القذرة !!! .

هل بقي لأي أحد شك بمدى فظاعة هذا الذئب الرمادي وجماعته وحزبه؟؟

أن يصل الأمر لقطع مياه النهر متحدياً كل الموجودات هذا بحد ذاته استحقار لمجتمع دولي يستحق الاستحقار إن لم يتحرك لوقف تلك المهزلة الطورانية الجديدة ويضع حداً لعنجهية أردوغان وحزبه.

حكايتنا اليوم حكاية نهر عظيم لم يجف يوماً ولم يتوقف عن العطاء شهد الكثير والكثير من الحضارات والمعارك وارتوى ذاته بدماء الشهداء، حكايتنا هي الفرات نهر الفداء والصفاء والإخاء والذكريات، نهر لن يجف مهما حاول أردوغان الفاشي أن يجففه فلو جف مائه لن تجف الذكريات وسنستمر بحكاية الوطن حتى لا تنسى الأجيال وسنستمر برواية الفرات ودجلة والخابور وملاحم التاريخ حتى يموت ذكرك أيها الأرعن وإني أدعوك لتقرأ التاريخ جيداً فما من ظالم إلا وله نهاية وما من ليل وإلا خلفه فجر يشع أملاً ليوم لن تكون موجوداً فيه ولن تتمكن من المتاجرة بدماء السوريين ولا أرزاقهم فكل أرض تحتكم أيها الطورانيون جهنمُ وسترون نتيجة ظلمكم وستزولون ونبقى …. ويبقى الفرات … ويبقى الوطن.