ملك الكيماويات

حمض الكبريت أو الكبريتيك (H2SO4) الذي يلقب بملك الكيماويات بسبب كثرة استخدامه في مجالات عديدة واسعة الانتشار، كالبترول والأسمدة والسيارات والصابون وغيرها.
وحمض الكبريت من أقوى الأحماض ويسبب تآكلاً شديداً لكلّ ما يمسّه. وهو عديم اللون عندما يكون نقياً، ودرجة انصهاره 10.36 ̊م، أما درجة غليانه فتبلغ 340 ̊م. وهو ينحلّ في الماء بكلّ النسب وينشر بانحلاله حرارة كبيرة.
استخدامات حمض الكبريت:
يدخل حمض الكبريت بشكل أو بآخر في تصنيع كلّ شيء عمليّاً. ولذلك يُؤخذ معيار إنتاج حمض الكبريت كأحد مقاييس للتقدم الصناعيّ للبلد المنتج.
يستخدم حوالي 60 % من حمض الكبريت الذي يتمّ إنتاجه عالميّاً لإنتاج حمض الفوسفور، اعتباراً من صخور الفوسفات الخام المسحوقة بإضافة حمض الكبريت إليها. ويستخدم حمض الفوسفور بشكل أساس لصناعة الأسمدة الفوسفاتيّة من جهة، وصناعة ثلاثي فوسفات الصوديوم المستخدم في صناعة المنظفات من جهة أخرى.
يستخدم كثير من حمض الكبريت لإزالة الصدأ عن لفائف الفولاذ، قبل استخدام الأخيرة في صناعة السيارات والشاحنات والأدوات المنزليّة.
يستخدم حمض الكبريت في تكرير البترول، لصنع بترول عالي الأوكتان، الحسن الاحتراق في المحركات.
يستخدم حمض الكبريت كسائل لبطاريات حمض- رصاص – المستخدمة في السيارات.
يستخدم حمض الكبريت في صناعة كبريتات الألمنيوم المستخدم في صناعة الورق. يستخدم حمض الكبريت لصناعة كبريتات الأمونيوم المستخدم كسماد.
ويكاد حمض الكبريت يدخل في جميع الصناعات.
الإنتاج العالميّ لحمض الكبريت:
بلغ الإنتاج العالميّ لحمض الكبريت 230.7 مليون طن عام 2012م. وقد أنتجت الصين منها 74 مليون طن، تليها الولايات المتحدة بمقدار 37 مليون طن، فالهند (16 مليون طن)، فروسيا (14 مليون طن)، فالمغرب (7 مليون طن).
وجود حمض الكبريت الطبيعيّ:
لا يوجد حمض الكبريت بشكل طبيعيّ على الأرض، بسبب فعاليّته الشديدة تجاه المواد المختلفة. لكنه يوجد بوفرة على سطح كوكب الزهرة. فهناك بحيرات منه على سطح الكوكب، حيث يتبخر الحمض بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب ويشكل غيوماً Clouds منه.
ومن الحوادث الطريفة أنّ المركبة الفضائيّة السوفييتيّة فينيرا 3، التي حطّت على سطح كوكب الزهرة في أول آذار عام 1966م، قد هُضمت أو ذابت في دقائق بواسطة حمض الكبريت هناك.
كيف يُصنع حمض الكبريت:
تمرّ صناعة حمض الكبريت بأربع مراحل:
استخلاص الكبريت.
تحويل الكبريت إلى ثاني أكسيد الكبريت.
تحويل ثاني أكسيد الكبريت إلى ثالث أكسيد الكبريت.
تحويل ثالث أكسيد الكبريت إلى حمض كبريت H2SO4
كيفية التعامل مع حمض الكبريت:
لا يمكن التعامل مع الحمض بشكل مباشر، وخصوصاً الحمض المركز. فإذا تسربت قطرة منه إلى اليد مثلاً، فإنّها ستتفاعل مع نسيج اليد حيث سقطت وتحرقه فوراً. كما أنّ الحمض يسبّب تجفاف الجلد.
يمكن للأبخرة الحمض إذا وصلت إلى العينين أن تسبّب العمى. وأن تسبّب أذىً للرئتين إذا تمّ استنشاقها.
فإذا تسرّب حمض الكبريت إلى أيّ مكان في الجسم فيجب غسله تحت ماء الحنفية لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، لإزالة أي آثار منه. وليس حمض الكبريت وحده مؤذياً فالحمض الممدد أو المخفف يؤذي أيضاً. ولذلك يجب ارتداء قفازات سميكة ومعطف مختبر ونظارات واقية وكمامات قبل التعامل مع الحمض. كما يجب عدم استخدامه على طاولات مفتوحة، والتعامل معه تحت غرف ساحبة للهواء. ولا تسكبه من الزجاجة مباشرة بل استخدم دائماً ماصة من زجاج سميك موصولة بأجاصة مطاطيّة. وإذا كنت طالباً أو متدرّباً فالأفضل أن تترك الأستاذ يتعامل معه، وتقف جانباً.
يحفظ حمض الكبريت غالباً بشكله المركز. فإذا أردت تمديده، فإياك أن تسكب الماء على الحمض لأنّ ذلك قد يسبب انفجاراً، أو تناثراً لرذاذ حمضيّ عليك. والأفضل هو وضع كمية من الثلج الناعم في بيكر كبير وسكب الحمض عليه قطرة فقطرة. يمتصّ الثلج عندئذ حرارة التفاعل ، ولا يحصل انفجار. وعندما يذوب الثلج تحصل على حمض الكبريت الممدد.