الحصبة

د. مجيد طه شيخي –

الحصبة مرض سارٍ سريع الانتقال أو الانتشار، يكتسب المصاب مناعة دائميّة.
عامل المرض: فيروس polymosa- morbillorum
ينتقل الفيروس إلى الأنسان عن طريق غشاء القسم العلويّ للجهاز التنفسيّ وأحياناً عن طريق غشاء العيون أيضاً. ويستقر الفيروس في بداية المرحلة دخول الفيروس في الجسم ثم إلى ظهور أعراض المرض في خلايا نسيج الضام وتدوم هذه المرحلة من 9-11 يوماً.
بعد هذه المرحلة ينتشر الفيروس في كثير من الأعضاء مثل: الجهاز المركزيّ للأعصاب والرئتين والمخ والعظام والكبد والطحال والغدد اللمفيّة.
الأعراض السريريّة:
يمتاز المرض بأربع مراحل منتظمة ومتباينة.
المرحلة الأولى: وتبدأ من دخول الفيروس في جسم الإنسان إلى ظهور أعراض المرض وتدوم من 9-11 يوماً، خلال هذه المرحلة لا تظهر أعراض المرض واضحة سوى ارتخاء عام قلة الشهية للطعام وأحياناً حرارة خفيفة ولا يهتم الطفل بما يحيط به.
المرحلة الثانية: تظهر فيا أعراض في القسم العلويّ للجهاز التنفسيّ مثل: سيلان في الأنف احمرار في عينيه وفي الغشاء الداخليّ للحنجرة وحول اللوزتين مع ارتفاع في الحرارة وسعال جاف وحاد وعطس وسيلان الدموع ولا يفتح المريض عينيه أمام الضوء وظهور بقع koplik على الغشاء الداخليّ للفم وحول قوس اللهاب.
المرحلة الثالثة: وتبدأ بعد 3-5 أيام من ظهور الأعراض. تظهر في هذه المرحلة حبوب حمراء صغيرة بحجم حبة السمسم تقريباً خلف الأذنيين وحول الرقبة والوجه ويظهر على الوجه والعينيين احمرار وانتفاخ ويزداد تحسس العيون من الضوء ومن ثم تنتشر الحبوب على الصدر والبطن وإلى أن تصل إلى القدمين وتبدأ الحرارة بالارتفاع من جديد. تدوم هذه المرحلة من 3-4 أيام.
المرحلة الرابعة: تبدأ الحبوب الحمراء بالاختفاء تدريجيّاً دون أن تترك أثراً على الجلد
تعقيدات هذا المرض: هناك عاملان:
1ــ عامل الفيروس بالذات مكمن أن يسبب الامراض التالية: التهاب القصبات، التهاب الرئتين، التهاب المخ والسحايا، التهاب الأمعاء. وهذه التعقيدات تشكل خطراً جدياً ر على حياة المريض لأنه لا يوجد علاج ضد الفيروس.
2ــ العامل الثاني: هو الميكروبات المرضيّة الأخرى عدا الفيروس مثل: ستيريبتوكول، سنيناكولوك، وغيرها لأنّ مقاومة الجسم تضعف من تأثير المرض أمام هذه الميكروبات.
العلاج:
ليس هناك علاج شافٍ ضد الفيروس بالذات حتى الآن، ويجب الاهتمام بالمريض من ناحية النظافة ودرجة حرارة الغرفة بين (18- 20) درجة وتغيير هواء الغرفة من وقت لآخر ويُعطى العلاج ضد الحرارة والألم، أما إعطاء المريض المضادات الحيويّة فالغاية منه حماية جسم المريض من الميكروبات الجانبيّة وليس ضدّ الفيروس بالذات.
التلقيح ضد الحصبة: ضروريّ وهام جداً لأن التجارب أكّدت فعّاليّة التلقيح فالطفل المُلقَّح ضد الحصبة يجتاز مراحل المرض بسهولة والأعراض تكون خفيفة جداً والخطر قليل ولكن التلقيح لا يمنع الإصابة بالمرض كونه لا يخلق مناعة عند الملقَّح. ويكتسب المصاب بالحصبة مناعة دائميّة.