حافظوا على إنجازات لعبة كرة القدم “السيدات”

تقرير / جوان محمد  –

روناهي / قامشلو ـ لم يكن أمراً سهلاً إقامة دوري للسيدات لكرة القدم في روج آفا وسط مجتمع تحاصره العادات والتقاليد البالية بشكلٍ كبير، مجتمع كان يرى في ممارسة لعبة كرة القدم للفتاة بأنه أمر معيب، ولكن رغم كل القيود استطاعت الفتاة في لعبة كرة القدم تحقق إنجازات كبيرة بمساعدة المدربين والإداريين في نواديهم.

بداية الإنجازات كانت من تشكيل فرق نسوية لكرة القدم من قبل النوادي المرخصة من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، ومن ثم تحدي كافة المعوقات وخروجهن للمران وتحدي المصاعب من التمارين على أرض باحات وملاعب المدارس المبلطة أو الترابية مع ضعف الإمكانيات المادية وصعوبة تأمين المستلزمات الرياضية اللازمة للتمارين من قبل للنوادي، بالإضافة بدعم لم يكن بالمستوى المطلوب من قبل الاتحاد الرياضي ومن الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، ناهيك عن تقبل فكرة فتاة تخرج للمران ومعها شباب في المجتمع.

بعدها جاءت خطوة إقامة الدوريات ومسابقة الكأس والسوبر، وجمعيها كانت إنجازات حقيقية في وقت الأزمة والهجمات والتفجيرات لم تتوقف في مناطقنا، ناهيك عن الحصار المطبق وتردي الأوضاع المادية للكثير المواطنين في البلاد.

وتنامت الأندية من عدة نوادي للوصول في العام 2019، إلى تسعة أندية مرخصة من قبل الاتحاد الرياضي، وعلينا أن لا ننسى جهود فريق الشهيدة كلزار وآرتا وتشكيل هذين الفريقين النسويين قبل بدء تشكيل الفرق المرخصة من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بحيث أول فريق للسيدات كان من قبل نادي قامشلو بالعام 2016، تلاه تشكيل أندية أخرى مثل براتي وجودي وسري كانيه وبرخدان والحسكة وأهلي عامودا والأسايش وعمال الجزيرة والطريق وفدنك وقنديل، بعض الأندية حُلت وتم حل الفريق معه، وانتقلت اللاعبات لأندية أخرى، وفي العام 2020 لم تتوضح بعد معالم الأندية التي مازالت قادرة للاستمرار والمشاركة في المسابقات بإقليم الجزيرة بسبب توقف النشاطات منذ منتصف شهر آذار الجاري بسبب جائحة كورونا.

جهود المدربين والإداريين وتحمل مسؤولية الإشراف على الفرق النسوية ضمن نواديهم كانت كبيرة، وعلى كل من يشرف على الفرق النسوية الانتباه على الإنجازات التي حققت وخاصةً الإنجاز الكبير والذي كلل تعب كل السنين من قبل إدارة الأندية والمدربين واللاعبات وأهاليهم وهيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بالفوز بلقب الدوري السوري الأول لكرة القدم للسيدات على الملاعب المكشوفة، وذلك عبر سيدات نادي عامودا، للموسم 2019 ـ 2020، وشهدنا ذلك الانتصار الكبير رغم ظروف الحرب وقلة التدريبات ولكن محبة اللاعبات في ميدان الملعب هزمت كل الخلافات وكل شيء.

كل اللاعبات كن نجمات في الميدان وحققوا الإنجاز الكبير الذي يتطلب من الجميع العمل للحفاظ عليه وخاصةً المشرفين على اللاعبات، وترك كل الخلافات والانشغال بالاستعداد للاستحقاقات القادمة على الصعيد المحلي في دوريات الإقليم أو الدوري السوري، بالإضافة للاستحقاق الأسيوي.

لا أود فتح مواضيع وقصص لن يستفيد منها أحد، ولن يخرج منها رابح بل الجميع خاسر والأفضل تذكر تلك اللحظات الجميلة في العاصمة دمشق كيف لبنات الكرد وزميلاتهم من الأطياف الأخرى والمدربين والمشرفين والإداريين ينالون اللقب وسط كل الأندية التي كانت تتمتع بالدعم الكبير تذكروا استقبال الجماهير والأهالي ووسائل الإعلام لكم، ودعم أبناء الداخل والمهجر، لذلك يجب أن تبقوا عند حسن ظنهم، ونبذ كل الخلافات، وكما أن لا أحد قادر أن يقنعنا بعدم وجود خلافات لمن يديرون بعض الأندية لسيدات كرة القدم في إقليم الجزيرة، فهي حقائق واضحة للجميع، وفي الختام ليبقى شعارنا الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا.