لماذا نالت فاني بلانكرش لقب أفضل رياضية في القرن العشرين؟

كانت العداءة الهولندية الراحلة فاني بلانكرش- كون، سعيدة بما حققته من نجاحات، لكنها رغم ذلك كانت متواضعة ولم تكن تحب كثرة المديح والإشادة من الآخرين.

ولقبت فاني بلانكرش- كون باسم ربة المنزل الطائرة وكانت أول نجمة رياضية بارزة بعد الحرب العالمية الثانية بعد فوزها بأب ميداليات ذهبية في دورة ألعاب 1948 الأولمبية.

وربما كان من الممكن أن تفوز بمزيد من الألقاب في دورة لندن، لكن سمح لها فقط بالمشاركة في 3 منافسات فردية وأخرى للتتابع رغم أنها سجلت أرقاما قياسية عالمية في أكثر من منافسة.

وتوجهت فاني بلانكرش- كون إلى دورة لندن عندما كان عمرها 30 عاماً وكانت أيضاً أم لطفلين ولم تكن تتوقع إنجازات متميزة بعكس طموحاتها الكبيرة خلال تجربتها الأولمبية السابقة في دورة برلين 1936 عندما كانت مفعمة بالنشاط والقوة بربيع عمرها.

وبعد عدة سنوات قالت عن ذلك خلال برنامج وثائقي هولندي “كنت أتمنى الوصول لنهائي إحدى المنافسات وكان هذا قمة ما كنت أصبو إليه”.

لكن وفي غضون أيام فقط انتزعت فاني بلانكرش- كون ذهبية سباق 100 متر، ثم توجت بلقب وذهبية سباق 80 مترا حواجز وأيضاً سباق 200 متر.

وأخيراً قادت فريق التتابع لذهبية سباق 4/100 متر، رغم أنها تسلمت العصا وهي في المركز الرابع قبل أن تنطلق وتسبق الجميع في ختام السباق.

 ومن خلال هذه الإنجازات أثبتت فاني بلانكرش- كون وأكدت قدرة النساء على المنافسة الرياضية وأحقيتهن في ذلك كما بددت الكثير من الآراء غير الصحيحة الخاصة بالأمومة والمنافسة وساعدت بلادها على النهوض وتجاوز تأثيرات الحرب العالمية الثانية.

وفوجئت وتأثرت كثيراً بالاستقبال الكبير الذي لقيته لدى عودتها إلى بلادها، عندما احتشدت أعداد هائلة من الناس لتحيتها خلال موكبها في شوارع العاصمة أمستردام.

وتذكرت الرياضية هذا المشهد قائلة “كان هذا غريباً للغاية لأنه من قبل لم يكن هناك اهتمام بسباقات العدو. وكانت هناك أعداد كبيرة من الناس وتشعرين وكأنك ملكة. عالمي تغير في هذا اليوم.. بعد الألعاب”.

وفي 1999 وعندما كان عمرها 81 عاماً توجت فاني بلانكرش – كون بلقب أفضل رياضية في القرن العشرين.

وفي مؤتمر صحفي ورداً على تهنئتها على إنجازاتها أدهشت فاني بلانكرش- كون الحضور عندما قالت “هل تعني أنني من حققت الفوز. أنا لا أعرف”.

وقالت الرياضية المولودة في 26 نيسان 1918 لمن كتبوا عنها بعد ذلك، إنها لم تتخلص مطلقاً من القلق والتوتر رغم أنها أصبحت نجمة كبيرة.

وأضافت “دائماً كنت أشعر بالتوتر وعدم الثقة لكن ذلك في جانب ما كان أمراً إيجابياً لأنني لم أكن واثقة مطلقاً من الفوز. القلق ربما كان نقطة تميزي”. وتوفيت بلانكرش – كون في 2004 عن 85 عاماً.