No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ إيفا ابراهيم –
روناهي/ قامشلو- “أبناء شعوب شمال وشرق سوريا وخاصةً الشعب الكردي، لن يرضخ للعدوان العثماني على أراضيه ولن يسمح له باستغلال موارده، وسيبقى دائماً شوكةً في حلق الطغاة، وذلك بقيادة أبنائهم أبطال قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، والنصر سيكون حليفنا”، هذا ما أكدته المعلمة في الأدب الكردي شاما محمد محمد.
ارتكاب مجازر بحق عدة شعوب من قبل الدولة العثمانية قديماً كانت ثقافة خاصة بهم، وها هو التاريخ يعيد نفسه الآن على يد أحفاد العثمانيين أمثال الطاغية أردوغان الذي يسعى إلى احتلال مناطق أخرى من شمال وشرق سوريا.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول تاريخ الدولة العثمانية، ونهجهم الهمجي والدموي الذي كانوا يسلكونه قديماً، التقت صحيفتنا مع المعلمة في الأدب الكردي شاما محمد محمد، والتي أشارت في حديثها بأن الدولة العثمانية بلغت ذروتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت دوماً تتوجه نحو السيطرة على أراضي الشعوب وبالأخص الأقليات، وكانت تسعى لإبادتهم ما إن وقفوا بوجه مطامعها.
“بعض من المجتمعات والشعوب تمتلك مبادئ وقيم وقواعد تكسبها هويتها المجتمعيّة وبنيتها الأساسية في الحياة، ولكن التنظيمات السلطوية مُنذ أن أنشأت النظام العبودي وإلى الآن الظاهر بالنظام الرأسمالي تسعى نحو هدف واحد، وهو استعباد المجتمع لفرض الهيمنة المركزية، وقد استخدمت الكثير من الأساليب لتحقيق هدفها، فقتلت وسفكت الدماء وارتكبت المجازر، ولكن في العصر الراهن الرأسمالية أضافت أسلوب آخر إلى أساليبها وهو الصهر”، حسب قول شاما.
صهر المجتمع ثقافة خاصة بالرأسمالية
وتساءلنا من المعلمة شاما حول مفهوم عملية الصهر برأيها، فبينت بأن “الصهر عملية إفراغ الانسان من جوهره، فتخمد كل ما فيه من الروح والثقافة وأخلاق ومبادى وقيم اجتماعية عن طريق عدة وسائل، ولكن هناك وسائل رئيسية تتسلل عملية الصهر من خلالها للكيان داخل المجتمع وأهمها التعليم، كون التعليم من أهم ومن أبرز جوانب الحياة الاجتماعيّة، لأنه يتكفل بديمومة المجتمع علمياً ومعرفياً وثقافياً، أما إذا استغلته السلطة لمصلحتها فيتحول إلى أداة الصهر حسب ما يقول العالم الاجتماعي الفرنسي بير بوريتو” على حد تعبيرها.
وتابعت بأن العالم الفرنسي بير بوريتو يرى أن السلطة الرأسمالية ترسخ كل مفاهيمها في ذهن المجتمع عبر التعليم، وتجعله متخلياً عن هويته المجتمعيّة، كما أنها تجعل التفكير مطابقاً لنظامها ومصالحها على الشكل التالي: “تقوم بإعادة إنتاج الثقافة والمجتمع بما يتناسب مع مصالحها، وذلك بتطبيق العنف على المجتمع ويكمن ذلك العنف في الثقافة والفن، أي أن السلطة تزرع وتنشأ ثقافتها؛ ثقافة التمايز الطبقي والأنانية وإهمال القيم الاجتماعيّة في عقول الأجيال ضد الثقافة الاجتماعيّة الحقيقة المحتوية على المساواة والحياة الكومينالية والقيم الديمقراطية، مما تودي إلى تفكك المجتمع وضعفه وانهياره أمام السلطة وخضوعها لها”، حسب قول شاما.
وأضافت شاما قائلةً: “كما أن إهمال الإنسان للغته وإنكاره وتشوقه لامتلاك لغة الغير كلغة النخبة الحاكمة من علامات الانحلال الثقافي، حيث أنه بهذا الشكل ينكر هويته وتاريخه”.
وسائل أخرى لانحلال المجتمعات
وأردفت المعلمة شاما بأنه إذا لم ينحل المجتمع وينصهر بالشكل السابق المذكور أعلاه، ولم يتخلَ عن هويته المجتمعيّة فتلجئ السلطة في هذه الحالة إلى وسائل أخرى لترغبهم على التخلي، وهي وسائل الحصار الاقتصادي والقمع، فالسلطة تطبق الحصار الاقتصادي عبر طرق وأبرزها انتشار المجاعات.
ونوهت شاما بأن الإنسان المتأثر بعملية الصهر والمنحل ثقافياً ومعنوياً يصبح فارغ من جوهره، أي فاقد للغة والثقافة والمبادئ الاجتماعيّة، وبهذا الشكل يصبح كالحجر الأصم لا يحتوي سوى على جماد، كما أنه يصبح عبداً توجهُه السلطة الرأسمالية كما تشاء وتسخره لخدمتها.
ما هي الإبادة الثقافية والسياسية؟
وذكرت شاما بأن الإبادة من أبشع الكوابيس التي تراود المجتمع البشري على مر التاريخ، كونها لا تدع شيء جميل في الحياة، فهي تنفي المجتمعات والشعوب بشكلٍ وحشي، وهي أقسى أداة بيد السلطة، والإبادة هي العملية المتممة للصهر وتعني انعدام الهوية والوجود لشعب ما، ومنها الإبادة الثقافية التي تمنع الشعوب من التحدث بلغتها وإجراء تغير ديمغرافي وتحريف تاريخ الشعوب، ومنعها من تسمية أبنائها بلغتهم الأم، وأيضاً الإبادة السياسية تمنع الشعوب من إدارة نفسها، حيث السياسية تعني فن إدارة المجتمع نفسه بنفسه.
وأضافت شاما بأن بناء المجتمع السياسي المتحرر يعني انهيار السلطة وسقوط حكمه، أي المجتمع السياسي المتحرر قادر على التحرر من سيطرة السلطة الحاكمة وبناء إدارة ذاتية ديمقراطية، وقالت: “تسعى السلطة بكل إمكاناتها إلى شل السياسة في المجتمع، فدولة إيران تطلق صفة عدو الله على الناشطين السياسيين الذين يقفون في وجه السلطة الحاكمة وتحكم عليهم بالإعدام، والحكومة السورية تطلق صفة خطر أمن الدولة والانفصاليين على الذين يناهضون السلطة الحاكمة أيضاً، كما أن الدولة التركية الفاشية المحتلة تطلق صفة الإرهاب على الثوريين الذين يطالبون بالحرية ويقفون في وجه السلطة الحاكمة، فالسلطة تبذل ما بوسعها لتذبح النشاط السياسي التحرري في المجتمع”.
تذكير بعض من المجازر التي ارتكبوها
كما ذكرت المعلمة شاما المجازر التي حصلت على يد القوى السلطوية الدموية كمذابح الأرمن التي قامت بها الدولة العثمانية في عام 1915، ومجزرة ديرسيم في عام 1937 التي نفذتها الدولة التركية الفاشية بحق الشعب الكردي، وأيضاً مجزرة حلبجة في عام 1988 التي ارتكبها النظام البعثي في العراق، وفي انتفاضة قامشلو في عام 2004 مارسها النظام البعثي في سوريا، ونوهت شاما بأنه لا يزال يرتكب العديد من المجازر على يد هذه السلطات الحاكمة الدموية.
وعن الانتهاكات الأخيرة التي قام بها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري، في عدة مناطق بشمال وشرق سوريا شددت شاما خلال حديثها، بأن دولة الاحتلال التركي هي نتاج وتربية الدولة العثمانية القديمة دولة الخلافة والإبادة والصهر، وأفادت بأن جيش الاحتلال التركي يكرر السيناريو بحق أبناء شعوب شمال وشرق سوريا، ومازال يمارس جرائمه وانتهاكاته بحقهم مثل نهب البيوت، وتهجير آلاف العزل من منازلهم إضافةً إلى قيامها بعمليات الخطف وهدم وسرقة المعالم الأثرية، وأكدت بأن جيش الاحتلال التركي كان يقوم بتجريف التلال الأثرية الواقع في سهل عفرين، للتنقيب عن الكنوز والمعالم الأثرية التي تعود تاريخها إلى آلاف السنين ومن بينها “تل برج وتل عندارا”.
النصر سيكون حليفنا
وختمت المعلمة في الأدب الكردي شاما محمد محمد حديثها قائلةً: “هذه السياسات التي تمارسها الدول السلطوية الرأسمالية أمثال الدولة التركية المحتلة لن تصل لمبتغاها، لأن الشعوب الحرة لن تتنازل عن حقوقها المشروعة، أمثال شعوب شمال وشرق سوريا فها هم بقيادة أبناءهم من قوات سوريا الديمقراطية يتصدون للمحتل، ولا يرضخون للعدوان العثماني على أراضيهم، ولن يسمحوا لهم باستغلالهم واحتلال أراضيهم ونهب ممتلكاتهم والنصر سيكون حليفنا وحليف الشعوب الحرة”.
No Result
View All Result