No Result
View All Result
المشاهدات 0
عندما اختتم كايل تشالمرز، البطل الأولمبي في السباحة، مرانه الذي كان يدرك أنه الأخير، قبل فترة التوقف بسبب إجراءات العزل العام لمكافحة فيروس كورونا، كانت مشاعره تمتلئ بالحزن والخوف مما سيحدث.
وليس من السهل أن يصل الخوف إلى السباح الأسترالي، البالغ عمره 21 عاماً، والذي خضع لجراحتين في القلب، منذ فوزه بسباق 100 متر حرة في أولمبياد ريو، ويهوى تربية التماسيح والثعابين.
ورغم الحاجة لبعض الوقت، لاستيعاب واقع أن حلم الدفاع عن اللقب الأولمبي في طوكيو، قد تأجل لمدة 12 شهراً، فإن الابتعاد المحتمل عن حوض السباحة لحوالي نصف عام، جعل تلك المشاعر تصل إلى قلبه.
وقال تشالمرز عبر الهاتف من جنوب أستراليا “أكبر مخاوفي كانت تتمثل في عدم القدرة على ممارسة الشيء الذي أحبه، وهو السباحة، وإذا لم يكن بوسعي أن أفعل ذلك لستة أشهر، سأشعر بضيق شديد”.
وأضاف “أحب المران وأحب التدريب.. أظن أني أحب المران بشكل أكبر من حبي للسباقات”.
وواصل “الغموض يمثل تحدياً خاصة بالنسبة للرياضيين، الذين يملكون خططا منذ الاستيقاظ وحتى آخر دقيقة قبل النوم”.
وأردف “هذا السبب وراء خوف الجميع، وخاصة أنا، وهو الخروج من هذا الروتين، ومجرد محاولة التفكير في كيفية قضاء هذا الوقت الآن”.
مرحلة الصدمة
وحذر خبراء من أن العزلة لفترة طويلة، ربما تمثل مشكلة نفسية للأشخاص، الذين يرتبط مصدر دخلهم وتقديرهم لأنفسهم بالمنافسة.
وقالت كارولين أندرسون، وهي طبيبة نفسية تعمل مع الرياضيين المحترفين والأولمبيين في أستراليا “لا يزال الكثير من الرياضيين في مرحلة الصدمة المبدئية، ربما بسبب الارتباك، وأيضا بسبب بعض الشعور بالراحة عقب كل هذه الفوضى”.
وأضافت “ربما تتعاون أهم استراتيجيتين في حياة الرياضي، وتمنحانه هذه القدرة التنافسية التي تدفعه لأداء بدني، لمدة ست أو سبع ساعات يومياً.. لم يعد هذا الأمر متوفراً، ما يمثل صعوبة كبيرة جداً”.
ولجأ تشالمرز أيضاً إلى ممارسة اليوغا، والمشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجة، حتى يحافظ على قدرته البدنية والنفسية، بينما ينتظر في المقابل وصول حوض سباحة مؤقت، في الساحة الخلفية لمقر سكنه.
ويحاول تشاد لوكلوه، البطل الأولمبي السابق في منافسات الفراشة، أن يستغل الموقف الحالي بتقييد نفسه بحبل قوي أثناء السباحة، في حوض صغير خاص به، في كيب تاون.
وقال السباح الجنوب إفريقي “هذا ليس مثالياً، لكن يجب أن تتحلى بالإبداع في ظل القيود المفروضة.. هذا سيساعدني على المضي قدما”.
ويملك أبرز الرياضيين طاقة دفع هائلة، وموهبة وقدرة على الأداء تحت ضغط قوي، لكنهم ليسوا معصومين من مشاكل الصحة النفسية.
وتحدث بالفعل الكثير منهم عن الصراع مع الإحباط، وتعافيهم من انهيارات عصبية. ويحمل البعض مسؤولياته بهدوء، فيما انتحر البعض أيضاً خلال السنوات الأخيرة.
ونوهت الطبيبة النفسية كارولين أندرسون، إن العزل الذاتي يزيد من خطر التعرض لأزمات نفسية، ولا ينطبق ذلك فقط على الرياضيين الذين يعانون من مشكلات سابقة.
وأضافت “هذا التوقف المفاجئ عن الرياضة، من وجهة النظر النفسية والبيولوجية، يمثل انخفاضا في هرمونات الإندورفين وكذلك (فقدان) الهوية”.
ردود فعل
ويتعامل الكثير من الرياضيين مع إجراءات العزل العام بشجاعة، عن طريق تجهيز منازلهم للمران بجدية، ونشر مقاطع فيديو متنوعة.
وقالت العداءة الأمريكية إيما كوبيرن، صاحبة برونزية سباق ثلاثة آلاف متر موانع للسيدات في أولمبياد ريو “لا أشعر بالضغط أو التوتر.. أنا أستمتع بصفة عامة بالوجود في المنزل”.
لكن في حال استمرار إجراءات العزل العام لأسابيع وأشهر، سيكون مطلوباً من خبراء الصحة النفسية في الفرق والاتحادات، إيجاد الطريق الصحيح للرياضيين.
وتسبب الإحباط لدى البعض في رد فعل سريع، حيث تعرض بعض لاعبي كرة القدم المشهورين لانتقادات، بسبب مخالفة التعليمات الحكومية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، ولجأ بعضهم إلى إقامة الحفلات.
No Result
View All Result