الوباء العولمي…كورونا

استيرك كلو – 

عندما كنا نقرأ عن الأوبئة في مراحل الحروب التاريخية التي وصفتها القوى المتصارعة بالفتوحات والإنجازات الوطنية، لم نجد جيشاً إلا وأخذ نصيبه من وباء كلف أرواح الجنود وشعوب تلك المنطقة مثل الكوليرا والطاعون وإلى ما شابه ذلك. وبلا شك استمرت الحرب إلى راهننا ولكن الوباء في هذه المرة اجتمع بالجميع ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين، فأوجه الاختلاف متعدد ولكن بقي التفكير في طريقة الصراع ووسائله نفسها لتشمل هذه المرة العالم بأسره.

في الحقيقة، الكل يدعو إلى كيفية الحماية من فيروس كورونا الذي يشغل العالم كأجندة رئيسية لأنها تكلف الكثير دولاً وشعباً، والإحصائيات الرقمية في ازدياد إلى درجة شل ديناميكية المجتمع حياتياً. المجتمع الإنساني أمام كارثة إنسانية من دون تمييز ولكن الذي لفت انتباهي لا أحد يركز على السبب في ذلك، وإن ركز أعاد السبب إلى نوعية الأطعمة الذي تناولته بعض الشعوب وكأنه اكتشاف جديد كمن يعرف الجمل بأذنه. التدابير الوقائية جزء من الحل وربما مؤقت ولكن السبب في المفهوم القائم على مركزية السلطة في تناول القضايا الإنسانية الذي اغترب الانسان والمجتمع عن حقيقته وتحولت الحروب الدموية إلى وسائل اقتصادية وتجارية أي تحول الإنسان إلى آلة في دوامة النظام العولمي الذي لا يكف فيه ترويجاً للفرد الحاكم الناهي. لا يتحرك النظام العولمي كجزء من الطبيعة بل السيد الناهي والمتحكم الذي يشد القبضة على كل شيء بدءاً من الحروب التكنولوجية والبيولوجية والاقتصادية والاجتماعية والذي ينتهي اليوم بوليد معاق يدفع المجتمع فاتورتها.

البشرية امام جبهة غير مرئية، لكن أسبابها موجودة في كل بقعة من العالم سواء بالتمييز العنصري أو الجنسي الذي يعتبر نتاج ذهني لا يختلف عليه أحداً. وفي شمال شرق سوريا إلى جانب مواجهة الشعب وباء كورونا بتطوير طرق الوقاية والذي لم تسجل أية حالة إلى الان، يجابه هجمات الاحتلال التركي والذي يضاعف من حمله أكثر وهذا ما يدعو المجتمع الإنساني بمساندة هذا الشعب الذي حارب أبشع أنواع الإرهاب في العالم بدلاً عنه.