قوة الإرادة في مواجهة الإعاقة ومعاناة التهجير القسري..

روناهي/ قامشلو- يعاني الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة ظروف صعبة في مخيم “واشو كاني” فإلى جانب الظروف المعيشية الصعبة وغياب الخدمات الأساسية في المخيم, تتواجد الإعاقة التي تشكل تحدي إضافي لتلك العوائل المُهجّرة قسراً بفعل المحتل التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري.

تعد الإعاقة بمثابة تحدي للشخص ويجب أن يكون ذات إرادة قوية لتحمل هذا التحدي، وأن لا يسمح لها أن تكون عائقاً أمام تحقيق طموحاته أو العمل أو الدراسة أو تحقيق مراتب متقدمة, بل يجب أن تكون حافزاً للنجاح والتقدم، فالإعاقة الحقيقية أن يكون لدى الإنسان القدرة على الحياة بشكل طبيعي لكنه يختار التكاسل والانكسار, فالشخص المعاق هو الشخص الذي يفقد إرادته في مواجهة ظروفه.

وبهذا الصدد كان لصحيفتنا لقاءً مع إحدى المهجرات قسراً في مخيم واشو كاني من ذوي الاحتياجات الخاصة (آسيا إبراهيم الخضر) التي هجرت من ريف سري كانيه/ رأس العين من قرية باب الخير بعد هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا بهدف ضرب مشروع الأمة الديمقراطية وبسط نفوذه في الأراضي السورية وإعادة أمجاد الدولة العثمانية، المهجرة آسيا تعاني من “الالتهاب المفصلي الروماتويدي” وهو مرض مزمن يصيب المفاصل ويسبب الإعاقة، ويؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والإنتاج.

ظروف أحالت دون إتمام علاجها..

حدثتنا آسيا عن بداية مرضها، حيث تم تشخيص المرض وهي بعمر الـ16 سنة، وقد مضى على ذلك 20 سنة، وهي في هذه الحالة, ففي البداية كانت تتعالج في دمشق وكانت تذهب برفقة والدها المتوفى, قبل الحرب السورية، حيث بشرها الطبيب بإمكانيه العلاج والشفاء لكن بسبب الظروف الصعبة والأوضاع الأمنية والتكاليف الباهظة توقفت عن العلاج, لتزيد معاناتها مع بداية هجمات الدولة التركية المحتلة على سري كانيه لتعاني من ظروف التهجير الصعبة رغم مصابها.

بقوة إرادتها بقيت آسيا صامدة وتقاوم, لكن ذكرياتها في ذاك اليوم الأليم ما زالت ترافقها، حيث تابعت آسيا حديثها عن ليلة تهجيرهم القسري من بيوتهم قائلةً: “كان لدي ابن عم هو أخذني بسيارته لعدم قدرتي على المشي، وذهبنا إلى القرية المجاورة “قرية شيخ أمين”، ولم أكن أعلم بما يحدث حولي إلى أن اجتمعت العائلة كلها وأخبروني بعدها بأنه تم مهاجمتنا من قبل المحتل التركي”.

تقوم بتأمين العلاج لنفسها من خلال بيع المواد الغذائية!

هذا وانتقدت آسيا إبراهيم الخضر الأطباء والمنظمات الموجودة داخل المخيم بسبب إهمالهم لها، وعدم زيارتها للكشف عن وضعها ومعالجتها وتقديم الدواء اللازم، حيث إنها تقوم بتأمين العلاج لنفسها من خلال بيع المواد الغذائية المقدمة إليهم لتوفير ثمنه بسبب صعوبة وضعهم المادي, كما ناشدت آسيا المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم يد العون ومساعدتها بتوفير العلاج وكرسي متحرك ليساعدها على الحركة, فهي حالياً عاجزة عن الحركة وتتحرك بشكل محدود عن طريق مساعدة بعض الأهالي لها، وهي شاكرة لتعاون الأهالي وإدارة المخيم لها لتستطيع الخروج من عتمة الخيمة ورؤية أشعة الشمس بين حينٍ وحين.

ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون ضمن مخيم  واشو كاني رغم تحديهم لظروفهم من التهجير والنزوح القسري, من غياب الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية عن تقديم أي مساعده لهم رغم أن هذه الفئة من الناس هم أكثر من تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان، ولكن التحديات التي تواجه هذه القضية اليوم تحتاج إلى إعادة تقييم أشكال التعامل الدولي معها.

هذا ويذكر أن الاحتلال  التركي ومرتزقته لرأس العين/ سري كانيه بدأ في التاسع من تشرين الأول من عام 2019، حيث هُجر الآلاف واستشهد المئات نتيجةً لذلك, وظهرت العديد من حالات النهب للممتلكات الخاصة والعامة من قبل الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري.