No Result
View All Result
المشاهدات 3
عبدالوهاب بيراني –
“لولا لعنة الحرب
لكان الشارع الذي نسير فيه
كتفٍ بكتف، ضيقٌ جداً
لا يتسع لسوانا
يتنفس عابروه بعدنا العطر
الذي كان يؤرجحك في الليل
لا حسرات الجياع
المقاتل الذي يقف في أوله.
كان يمكن أن يكون بائع ورد
يختلس نظرة
من عابرة وحيدة
أو حتى رجل أمن
بهيئة متسوّل
الصور على جانبيه لعارضات
أزياء يؤججن غيرتي
لو لفتن نظرك
الكلمات كذلك منعشة
كانتظاري
للحظة انتشاء معك
الطفلة الجالسة على الرصيف
كانت ستتقن لغة دلال كلبها
لا لغة التماس الشفقة
يقولون ….
الحرب تغيّر كل شيء
نعم…
فالشارع الواسع بات باسمك
وأنا
يؤرجحني صمتك
كصعقة لا كعطر”.

نص يحمل معه رائحة البارود و الدم… يقف معنا إزاء ركام كبير من البنية المتهدمة و الشوارع التي باتت مفتوحة لعبور الموت، الشاعرة تحاول إعادتنا إلى زمن ذاكرة العطر، إلى زمن بات رومانسي رغم واقعية يومياته، لكنها الحرب والزمن الرديء الذي جعلنا نلتفت للخلف وكأن ما كان في أيامنا السابقة رومانسية مفرطة… أنه زمن الحرب…طفلة مشردة وطفولة تحمل السلاح وطلقات في جعاب بدل ورود في يد العشاق، ومتسولون يمضون، رغم قساوة مفردات الحرب و صورها إلا إن الشاعرة “فيروز رشك” تستطيع وعبر أسلوبها المميز باستخدامها اللغة الثالثة، تلك اللغة التي تتأرجح ما بين العامية المحكية واللغة الفصحى، أسلوبها الغارق في إيجاد ثنائيات المقارنة عبر فوضى تدركها بحسها الشاعري وتشاركنا في قصص الحب التي لا تغيب في ثنايا النص، وتأخذنا معها كقارئ ومتلقي وهو ما يجعل رسالتها الشعرية مفتوحة وتحكم عليها بالوصول رغم وعورة الطرقات وذلك الشارع الذي يختصر الوطن كله وبوجع.. وجرح مازال ينزف..
No Result
View All Result