إعلاميون.. رسالةُ القائد عبد الله أوجلان مُحفّزة لنا لتطويَّر الوسائلِ الإعلاميَّة

استطلاع/ حسام إسماعيل – 

روناهي/ عين عيسى ـ شكر القائد عبد الله أوجلان في رسالته الأخيرة الوسائل الإعلامية، وأكد على ضرورة تعزيزها لما لها من تأثير كبير على الرأي العام المحلي والعالمي على حدٍ سواء، لذا كإعلاميين وجدوا بأن فحوى هذه الرسالة يشير إلى تكثيف الجهود الرامية لكشف الحقائق.

وسائل الإعلام بكافة أشكالها من المسموعة إلى المقروءة فالمرئية لها أهمية كبيرة، وخاصةً مع حجم التشويه الإعلامي الذي تمارسه الوسائل الإعلامية الأخرى المسيسة التي تتبع سياسات الدول الرأسمالية المتسلطة ذات التوجهات الاحتلالية، والتي تُحاول أن تقلب الحقائق، وتغير الوقائع بحسب مصالحها، دون مراعاة للمبادئ الأخلاقية والإنسانية. لذا للإعلام الحر دور كبير في كشف الحقيقة وتصحيح المسار في المجتمعات، ولأن الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ككل حساسة وتتطلب جهد لإظهار الصدق والحقيقة لابد للإعلاميين ممارسة عملهم الصحفي بكل شفافية، وفيما يتعلق بهذا الأمر قدم القائد عبد الله أوجلان في رسالته الأخيرة شكراً للإعلاميين الذي يمارسون دورهم في عملهم بمصداقية وأخلاق، وشدد على تعزيز هذا الدور كونه المؤثر الحقيقي على الرأي العام.

العمل الإعلامي دقيق ومؤثّر للغاية

 وبهذا الصدد كان لصحيفتنا لقاءً مع الإعلامي في وكالة أنباء هاوار محمد الأحمد الذي حدثنا بهذا الخصوص قائلاً: “لا شك أن وسائلنا الإعلامية استطاعت أن تقفز قفزة نوعية من ناحية الخبرة، والمهنية والمصداقية في نقل الوقائع التي تحدث على الأرض بالرغم من هول وحجم التشويه والتضليل الموجود في مناطقنا من قبل الوسائل الإعلامية المسيسة”.

 وأضاف الأحمد بأن المجهود الذي يقوم به العاملين بمجال الإعلام يستحق كل التقدير، والاحترام، لأنه جزء لا  يتجزأ من النضال الذي تخوضه الشعوب السورية على هذه الجغرافية المليئة بالصراعات والمطامع الإقليمية والعالمية، لذلك العمل الإعلامي بكافة أشكاله دقيق للغاية، ويعبر عن مكنونات هذه الشعوب وإرادتها في دحر هذه المطامع والحفاظ على خصوصيتها على حد تعبيره.

واختتم الإعلامي في وكالة أنباء هاوار محمد الأحمد في نهاية حديثه بأنَّ رسالة القائد عبدالله أوجلان تضمنت ضرورة تعزيز وسائل الإعلام، مؤكداً بالقول: “هذا الأمر ضروري للغاية في ظل هذه الأوضاع والوقائع التي نعيشها لذلك من واجبنا أن نقتدي بهذا الأمر، ونضع نصب أعيننا تطوير وسائلنا الإعلامية سواءً من ناحية الكوادر ووسائل الإعلام كافةً، وهذا الأمر يحتاج لمجهود كبير على جميع المستويات، لنستطيع نقل صورة الواقع المعاش، ومقارعة الوسائل الإعلامية الأخرى التي وضعت نصب أعينها تشويه الحقائق، وارتهانها أداة بيد دول الهيمنة لتطبيق سياستها الاستعمارية التوسعية على حسابنا كشعوب تعيش في هذا الجغرافية منذ آلاف السنين”.

ما بين صدق الإعلام وتزييفه…

لا شك بأن الإعلاميين والصحفيين قدموا الكثير من التضحيات لإيصال صوت الحق، واتضح ذلك جلياً في العدوان الأخير الذي شنه العدوان التركي على مناطق رأس العين/ سري كانيه، وتل أبيض/ كري سبي، وكان جنباً إلى جنب مع شعوبنا ناقلاً للمقاومة بوجه المحتل، وكاشفاً لأقنعة العدو الذي يبرر عدوانه بحق الشعوب المضطهدة.

وبهذا السياق كان لنا لقاء مع الإعلامية في تلفزيون روناهي ليلى عبدي، التي بدأت حديثها بالقول: “كل الحروب التي بدأتها الدول المحتلة بحق كل الشعوب المضطهدة، يقوم بنقل واقعها الإعلام، ويحاول أن يضع حجج ومبررات واهية، مثلما قامت دولة الاحتلال التركي إبان احتلالها لمناطق شمال وشرق سوريا في عدوانها الأخير، وكانت إحدى الحجج (الأمن القومي ـ إنشاء منطقة آمنةـ تكريس السلام) بحسب زعمهم، ولكن إعلامنا فضح تلك المزاعم والمبررات، وطفت نواياهم الحقيقية أمام العالم أجمع، وتداولتها كافة الوسائل الإعلامية في العالم”.

وأردفت ليلى بأن الإعلام في كافة دول العالم يؤسس ليبرز صورة معينة يستخدمها لتوضيح وقائع، أو حقائق من شأنها شرح الحوادث والوقائع يصحبها قناعة من قبل شرائح المجتمعات التي تتابع تلك الوسيلة الإعلامية بالتالي تتكرس المصداقية لديهم، لتصل إلى الوثوق إن صح التعبير بتلك الوسيلة وعدم تصديق الوسائل الإعلامية الأخرى.

ونوهت ليلى بأنه مثلاً في الدول الأوربية يمكن أن تقتنع الشعوب بوسائلها الإعلامية المتواجدة حتى وإن كان مضلل، وهذا ما حدث بالنسبة لموقف بعض الشعوب من الاحتلال التركي الأخير، أما إعلام “روج آفا وشمال وشرق سوريا”، استطاع أن يؤثر على الإعلام الغربي والأوربي، ويغير الصورة السلبية المتداولة لما حدث، ويحدث، وما الأسباب الحقيقية للعدوان؟

وبينت ليلى بأنَّ إعلاميي شمال وشرق سوريا كانوا دائماً على الخطوط الأولى في الجبهات، وقدموا التضحيات، وكانوا مع شعوبنا لم يرتدوا خوذاً أو ستراً واقية، بل كانوا مع شعبنا ينقلون معاناتهم، ليطالهم مثلما يطالهم، وبذلك مثّلوا صورة مثالية للإعلامي الناجح الذي ينقل الحدث، ويظهر الواقع، ويبرز تراث شعوبنا، وعاداتها الأصيلة، ورسائل السلام، ليس كما يحدث على سبيل المثال في الإعلام التركي الذي يروج دائماً لثقافة القتل والتدمير بحق الشعوب، وبوجه خاص للكرد في سبيل استباحة دمائهم، وإظهارهم بمظهر غير لائق.

يجب قراءة مضمون رسالة القائد آبو بشكلٍ صحيح

 وأشارت ليلى عبدي إلى رسالة القائد عبد الله أوجلان التي وجهه للإعلاميين بالقول: “يجب قراءة مضمون رسالة القائد عبدالله أوجلان بالنسبة لتعزيز الوسائل الإعلامية بجدية، وعلينا أن نكون كإعلاميين إلى جانب شعوبنا، أكثر ونكون معهم، ونعرف أوجاعهم ومشاكلهم، ونكون بحق مرآتهم، هذه الرسالة دعوة لتكثيف الجهود من قبلنا كإعلاميين وصحفيين، لذلك يجب فهمها بالشكل الصحيح”.

وأوضحت الإعلامية في تلفزيون روناهي ليلى عبدي بنهاية حديثها بأن الشكر والثناء الذي وجهه القائد عبد الله أوجلان إلى وسائلنا الإعلامية، لا يجب أن يفهم كثناء ومدح فقط، بل يجب معرفة ما بين سطور الرسالة، ووجوب أن تكون الوسائل الإعلامية أكثر قوة وتأثيراً، كل مراسل في أي منطقة يعرف المجتمع الذي يعيش فيه، ويستطيع أن يظهر مجتمعه بصورة جيدة من كافة النواحي، بالتالي الوصول إلى الهدف المنشود، والغاية الأساسية للوسائل الإعلامية على حد قولها.