No Result
View All Result
المشاهدات 2
أكاد أجزم أن الرئيس التركي أردوغان قد ابتلع الطعم الذي وضع له في إدلب بأيدي روسية، فالأحداث المتواصلة منذ أن وضعت أنقرة بعضاً من قواتها على الحدود السورية التركية آملة في تثبت أقدامها في الشمال السوري وتحقيق مطامع استعمارية جديدة منذ ذلك الحين وتركيا تحاصر نفسها بنفسها وتحيط حول رقبة رئيسها رباط النهاية، بهذه العبارات بدأت كريمة أبو العينين مقالها حول دخول تركيا معركة إدلب وأطماعها الاستعمارية في سوريا ككل.
ووضحت أيضاً بأن روسيا عرفت تماماً أن أردوغان ليس برجل سياسة ولكنه مجرد طامع في كل شيء، وعلى هذا الأساس جاءت الحبكة الروسية بإعطائه الوهم في البيت السوري الذي عمل العالم كله على تدميره، وبهذا النهج ازداد طمع أردوغان الفاشي وتوالت تصريحاته وتهديداته بأنه لن يسمح بدخول جيش النظام السوري إلى إدلب، ليس هذا فحسب بل إنه هدد برد مزلزل لدمشق.
وأشارت أيضاً إلى تجنب أردوغان لاتهام روسيا لما آلت إليه الأوضاع في إدلب علماً أن يدرك بأن روسيا هي التي شنت هجوماً على جيش الاحتلال التركي مؤخراً وقتلت العديد منهم “جاءت تلك التصريحات كردة فعل يائسة على النظام السوري، وكأنه يتعامل بالمثل الشعبي الذي يقول (لم يقدر على الموج فتوعد الزبد). ومن الواضح أن أردوغان بات مستقبله السياسي في خطر فهو بدأ يفقد المزيد من شعبيته في الداخل التركي، فرقم الجنود الصرعى في إدلب والذي تجاوز الثلاثين يضعه في موقف المساءلة والإحراج والامتعاض من شعبه، كما إن ردة فعله المعتادة المتمثلة في فتح باب الهجرة من بلاده إلى الغرب لم تعد بتلك الفاعلية، بل أن الأوربيين تأكدوا بأنه بات يناور وهذا ما جعلهم يبحثون عن بديل له، وأعتقد أن ذلك المخرج هو ما تبحث عنه القارة العجوز التي تتفق مع الأمريكان في كل شيء، وهي تحاول أن يكون للأوروبيين موطأ قدم لهم في سوريا”.
المأزق التركي ليس فقط في سوريا وإدلب تحديداً بل امتد إلى التدخل في ليبيا، وأيضاً بخسائر من أرواح جنوده ومرتزقته، على يد الجيش الوطني الليبي وقائده خليفة حفتر، ولم يعد هناك أوراق بيد أردوغان لأنها احترقت جميعها، حيث بات يهدد ويتوعد بفتح باب الهجرة إلى القارة العجوز والأمريكيتين، وها هو يعود إلى المربع صفر وتترنح مكانته مثلما كانت في البدء، وهو الذي لعب الدور السيء في سوريا وغيرها من الدول العربية، وبعدما خسر الكثير داخلياً وخارجياً بات يتعلق بقشة الغريق في مسألة اللاجئين وإغراق أوروبا بهم، بحسب ما جاء في مقال الكاتبة كريمة.
واختتمت الكاتبة كريمة أبو العينين: “من هنا فأن العد التنازلي لوضع نهاية للرئيس التركي المتغطرس بات من الأولويات لدى الشعب التركي، وعلى ما يبدو أنها باتت وشيكة، وأن السيناريو الدولي يتم وضع اللمسات الأخيرة عليه تمهيداً لفرضه على المسرح التركي، وبخاصة أن الوضع الداخلي في تركيا ينذر بأن أيام أردوغان على مسرح الأحداث في تركيا باتت قليلة، وعلى الشعب التركي أن يسدل الستار على المسرحية الأردوغانية، وأن ينهي أحلامه بتحقيق السلطنة والولاية العثمانية من جديد”.
No Result
View All Result