No Result
View All Result
المشاهدات 9
إعداد/ هايستان احمد-
توفي الفنان الكردي الكبير، سعيد يوسف، الذي ولد في مدينة قامشلو في 10/4/1947م. أمس 26بتاريخ /2/2020م، في أحد مستشفيات إسطنبول عن عمر ناهز 73 عاماً بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني دامت أكثر من نصف قرن. وجاء نبأ وفاة سعيد يوسف، أو أمير البزق، بعد تعرضه لوعكة صحية قبل شهرين، استدعت نقله من مقر إقامته في بيروت إلى إسطنبول لتلقي العلاج.
يمثل رحيل الفنان سعيد يوسف علامة فارقة في الفن الكردي والسوري، ومسيرة فنان ملأ بصوته وألحانه وأغانيه قلوب الناس، صغيرهم قبل كبيرهم، حتى بات رمزاً لا يختلف عليه شخصان. وبدأت رحلة الفنان الراحل في ستينيات القرن الماضي، ولم يستغرق طويلاً حتى تجاوز الفضاء المحلي لينتقل إلى العالمية كسفير للأغنية الكردية. ويعد الراحل أول من أدخل آلة البزق الوترية الشهيرة إلى منطقة الجزيرة أواخر ستينيات القرن الماضي.
ولم تقتصر تجربة الفنان الكبير على العزف والغناء، فحسب، بل لحن معظم أغانيه، كما لحن لعدد من المغنيين الكرد والعرب، ناهيك عن كتابة كلمات أغانيه، العاطفية والقومية، والتي تميزت بالبساطة والعفوية، ألّفَ وغنى، طوال مسيرته الفنية، أكثر من 700 أغنية، تناولت الحب والفقد والوطن وغيرها من المواضيع التي لامست وجدان المستمعين وجماهيره العريضة.
ويعد سعيد يوسف أول من أطلق اسم مدينة الحب (باجاري أفيني) على مدينة قامشلو، وهي تسمية راجت كثيراً في الأدبيات التي تناولت طبيعة المدينة، وتاريخها. وحاز الفنان الكردي الراحل، على أكثر من 25 جائزة محليّة ودوليّة تقديراً لأعماله الفنية، وجهوده في تطوير الأغنية الكردية، والحفاظ على التراث الشفاهي الغنائي الكردي. كما أنتجت له منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عام 1973م في باريس، أسطوانة ذهبية تضم تقاسيمه وعزفه على البزق، وهي محفوظة حالياً في أرشيف المنظمة في العاصمة الفرنسية.
وكان عازف البزق الشهير الراحل محمد عبد الكريم، قد أوصى قبل رحيله، بإهداء آلة البزق الخاصة به إلى الفنان سعيد يوسف، في إشارة رمزية إلى المكانة التي احتلها الراحل في مضمار العزف على هذه الآلة. وينسب إلى الموسيقار المصري المعروف محمد عبد الوهاب، مقولة خص بها الراحل سعيد يوسف، إذ علق لدى سماعه معزوفات له بالقول “أصابعه تتلف بحرير” وهو اعتراف بمهارة العزف التي تمتع بها الراحل. ويُجمع المتخصصون في مجال الموسيقا، أن سعيد يوسف يعتبر من الفنانين الكرد المجدّدين والذين حافظوا على طابع الأغنية الكردية الفلكلورية مع لمسات حَداثية، شكلت مزيجاً غنائياً جذاباً ومحبباً.
أقام الفنان سعيد يوسف في بيروت مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأقام علاقات مع الوسط الغنائي والفني في بيروت التي حاز فيها شهرة واسعة، قبل أن يؤسس فرقة (نوروز) التي شارك فيها العديد من الفنانين الكرد، وقدمت حفلات لاقت إقبالاً واسعاً، ورسخت اسم سعيد يوسف في عالم الفن والغناء. كتبت صحيفة “برلين بوست” بأن غناء سعيد يوسف، يبعث النشوة والدفء في الأرواح، أما مجلة “دير شبيغل” الألمانية الأسبوعية الشهيرة فوصفت الراحل بأنه أشبه بالبهلوان الذي ينتقل من لحن إلى آخر.
ومما جاء في البيان الذي أصدرته عائلة الفقيد:
“ننعي إلى أبناء شعبنا الكردي والدنا الفنان سعيد يوسف الذي كرّس حياته منذ نعومة أظفاره في سبيل خدمة الموسيقا والفن والإبداع الكردي، فقد توقف قلبه عن النبض اليوم26-2-2020 في أحد مشافي إسطنبول، بعد معاناة صعبة مع المرض.
وإذا كانت خسارتنا كبيرة كأسرته التي كان عمودها الفقري، فإن ما شهدناه من تضامن أبناء شعبنا معنا خفف عنا وطأة الحزن الكبير، باعتبار كل أسرة كردستانية قد خسرته، فقد تربت أجيال متتالية على أعماله الغنائية، وكان أول من غنى لإنسانه، وبعزة وكرامة، ومن دون أي استعراض لمواقفه التي كانت جميعها لخدمة رسالته وشعبه.
بنات وأبناء شعبنا العظيم إننا أسرة فنانكم أمير البزق ومن أطلق على قامشلو اسم: قامشلو باجاري أفيني، وكان شاعراً وملحناً، عرفه كبار الملحنين والفنانين العرب والكرد”
No Result
View All Result