No Result
View All Result
المشاهدات 0
رجائي فايد
انعقد هذا المؤتمر في القاهرة في مايو/ أيار 1998، وكان كاتب هذه السطور عضواً في لجنته التحضيرية، كما قدم دراسة بعنوان (المسألة الكردية والأمن العربي)، وقد اقتصر حضور الجانب الكردي على الكرد في إقليم كردستان بالعراق فقط، دون مشاركة الأجزاء الكردية الأخرى، ونظم المؤتمر اللجنة المصرية للتضامن، من هنا كان احتجاج السلطات العراقية على عقد هذا المؤتمر وشاركها في الاحتجاج بعض الأحزاب المصرية. وقد انطلق الاحتجاج من سؤال (لماذا الكُرد في إقليم كردستان بالعراق وحدهم الذين يُعقد لهم هذا المؤتمر وهم الذين تحقق لهم ما لم يتحقق للآخرين، وبسبب هذا الاحتجاج، تم إحاطة فعاليات المؤتمر بتعتيم إعلامي كامل، فلم يسمح بتصويره، بل تم تحطيم كاميرا نجح صاحبها في التسلل إلى القاعة، وقد أرسل الزعيم عبد الله أوجلان رسالة إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر متمنياً له النجاح، وآملاً في مؤتمر جديد يضم الحوار فيه مع كل أجزاء كردستان، كما حاول وفد إعلامي من حزب العمال الكردستاني تغطية وقائع المؤتمر ولكنه أمام تعنت السلطات المصرية فقد فشل في ذلك.
ضم الجانب الكردي الحزبين الرئيسيين في الجانب العراقي، الحزب الديمقراطي الكردستاني ورأس وفده سامي عبد الرحمن، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ورأس وفده الأمين العام (جلال الطلباني)، وكانت رئاسة جلسات المؤتمر مشتركة بين الجانبين الكردي والمصري، وسارت وقائع المؤتمر في هدوء على مدى يومين باستثناء مشادة عنيفة جرت بين كاتب هذه السطور وبين ضابط استخبارات سوري سابق شارك بالحضور وانتهت تلك المشادة باعتذار ضابط المخابرات.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر، إشادة بكفاح الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعندما تطرق الأمر إلى مطالبة الجانب الكردي بالاعتراف بالفيدرالية، كشكل من أشكال علاقتهم بالعراق، ورفض الجانب المصري تضمين البيان الختامي ذلك كان مجرد النطق بكلمة الفيدرالية في ذلك الحين وفي القاهرة فسرت بأنها دعوة للتمهيد لتقسيم العراق. فما أشد الفارق بين الأمس واليوم، ومع إصرار الجانب الكردي والتي كادت أن تؤدي إلى فشل المؤتمر، فقد انتهى الأمر، إلى حل وسط، إذ تضمن هذا البيان هذه العبارة ويرى الكرد أن الحل الفيدرالي مع العراق هو أفضل الحلول السياسية لتلك العلاقة.
ورغم الملابسات التي واكبت عقد هذا المؤتمر، ومهما كانت نتائج ما تمخض عنه المؤتمر من تواضع في توصياته، فإن هذا المؤتمر يشكل إنجازاً غير مسبوق في مجال العلاقات العربية والمصرية بالذات والكردية، فلأول مرة تسمع القاهرة الصوت الكردي وإن جاء خافتاً بشكل مباشر، فأن تسمع منه خير من أن تسمع عنه.
No Result
View All Result