No Result
View All Result
المشاهدات 0
مصطفى عبدو
معه كل الحق من يصف الكرد بأنهم عنيدون وأصحاب رؤوس صلبة، وأعتذر من الجميع، القضية هي أننا لم نجنِ أية ثمرة من ثمار نضالنا بعد، وقد بدأنا بالعودة إلى الوراء وأصبحت أبوابنا مُشرَعةٌ على الجميع، في وقت ما زالت الأرض رطبة بالدماء التي سالت وتسيل، وفي وقت لم تندمل جراحانا بعد، وفي وقت لا تزال تتواصل عذابات أهلنا في مخيمات اللجوء.
كل ما قاسيناه ونقاسيه كان ولا يزال من أجل هدف واضح ومحدد وهو فراق ثم طلاق مع الماضي التعيس، وإنهاء الاستبداد والعيش بسلام، وإذا بنا نرى ونسمع ومن بني جلدتنا من يتجرأ اليوم ويسعى لخلق البلبلة وينفخ في النار لتأجيج الفتنة أو يسعى لعودة الاستبداد، أو من يبرر للاحتلال وأساليبه.
فكم سيتعذب الشهيد في قبره لو علم بما يحدث الآن، كم سينتفض الشهيد في قبره وهو يجد أن مقياس الخطر قد وصل إلى أعلى مستوياته؟ في الحقيقة هذا ما جنيناه على أنفسنا وما جناه علينا أحد، بلغت الجرأة أقصاها اليوم بظهور أصوات فاقدة لكل حياء، وهم يرتعون في فضاء مغشوش منادين بالوطنية. والحل؟ ليس أمامنا سوى العودة إلى الجماهير، إلى ساحة الحقيقة، فهي التي أتت بهذه الإنجازات والمكتسبات وإليها يعود الحسم من جديد، وليست النخب “السياسية ” التي ساهمت في الضبابية والتردد والتلكؤ وبعض التصرفات الخائبة.
فهل بدأت شمس الجماهير بالغياب؟ الجماهير من جهتها تنتظر اتخاذ إجراءات سريعة تمس واقعهم السياسي والاجتماعي والخدمي والتي غدت وبالاً يكسر ظهورهم، كون هناك مشاكل يومية متنوعة تمس حياة الجماهير اليوم، وتدخل في الإطار المعيشي ولم تعد لدى الجماهير طاقة في تحملها وتفرض عليهم فرضاً أكثر من الأمور السياسية. وأداء هذه الإجراءات هي أسهل طريق لكسب الناس وتحسين أحوالهم بعيداً عن الشعارات والطنين الإعلامي، فالمسألة برمتها لا تحتاج إلا الإحساس بالمواطنة، وإعادة الأمل المفقود محل الإحباط واليأس واللامبالاة.
ثم لنكن صريحين، لا يمكن الحكم على أي عمل سياسي في العموم إلا في إطار الأوضاع والإمكانيات، ولا أظن أن أحداً يمكنه أن يستهين بصعوبة الأزمة، فالمعادلة صعبة والوضع دقيق والإمكانيات محدودة والانتظار ربما يطول، وكل ما مررنا به كان ينبئ منذ البداية بأن النجاح سيكون صعباً ونسبياً، وأنا متيقن بأن جماهيرنا المتسلحة بالوعي السياسي والنضج الفكري كانت مدركة لهذا الوضع وبتبعاته أيضاً، صحيح أن مطالب الجماهير محقة، وصحيح أن المطالب في كثير من الأحيان تكون تعجيزية، ولكن التعامل مع هذه الأوضاع واجب وطني.
قبل أن أختم، يجب أن أعيد القول بأن المهمة كانت صعبة منذ البداية، وأن النوايا كانت ربما طيبة وجادة، ولكنني من منطلق أخلاقي ووطني لا يمكنني إلا أن أقول لمن أحسن أحسنت ولمن أخطأ أخطأت، وهذا لا يعني أن الصورة سوداء، فلكلٍّ إنجازاته واجتهاداته.
No Result
View All Result