No Result
View All Result
المشاهدات 5
حسن منصور
انعقد في التاسع عشر من كانون الثاني الحالي مؤتمر بشأن حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية في برلين، وانتهى بفشل أطراف المفاوضات في التوصل إلى وقف إطلاق النار فيما بينهم، وكان من المقرر إجراء الاجتماع بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا التي لها دور سلبي في الأزمة الليبية، وعدد من البلدان الأوروبية فقط. وبعبارة أخرى، كانت تعتزم البلدان الغربية مناقشة الشؤون الداخلية الليبية دون مشاركة أطراف النزاع الليبي، سعت الولايات المتحدة وحلفائها إلى تقسيم مناطق النفوذ في ليبيا ومناقشة المشاريع المربحة لهم، وذلك في تجاهل صارخ لإرادة الشعب الليبي المعني بحل هذه القضية.
وفقط بعد المحادثات الروسية التركية حول ليبيا في موسكو في الثالث عشر من كانون الثاني، دعت ألمانيا قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج لغرض حضورهم المؤتمر الدولي في برلين، ولكن التدخل التركي العسكري التركي المباشر في ليبيا كان سبباً أساسياً أدى إلى عرقلة الحضور والمحادثات السلمية، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التركية النشطة لإقناع العالم بنواياها الحسنة في ليبيا وبرغبتها في استعادة الحياة السلمية لم تكن هذه الجهود محل ثقة لدى الليبيين والدول الفاعلة أيضاً، لأنها تسعى إلى تحقيق مصالحها وتنفيذ مخططاتها في ليبيا. وقال أبو زيد دوردة، آخر رئيس للمخابرات في عهد النظام الليبي السابق، وأبرز معاوني القذافي خلال فترة حكمه إن الدعم العسكري والقوات التي سترسلها تركيا إلى ليبيا ليست لدعم الليبيين أو لمساندة حكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج، وإنما لدعم تنظيم الإخوان المسلمين ومناصرة هذا الحزب الذي يتبعهم، حتى يحكم ليبيا وهذا جانب مهم من الحقيقة.
وعلى خلفية التدخل التركي، قدّم أغلبية السكان الليبيين دعماً واسعاً لقائد الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، باعتباره زعيماً مستقلاً قادراً على تحرير الأرض الليبية من المعتدين الخارجيين، ونرى أن القبائل الجنوبية مع ما مجموعه أكثر من 7000 شخص كان لديها موقفا محايداً انضمت للجيش الليبي. ويدل ذلك على أن الشعب الليبي يتحد ضد العدو الأجنبي المتمثل الآن بتركيا، على الرغم من المشاكل الداخلية القبلية، ولا يرى الليبيون سوى القضاء على التهديد التركي ودعم الحكومة في شرق ليبيا بوصفه الطريق الأوحد للخروج من هذه الأزمة، ومن الواضح أن السياسة التركية فما يتعلق بالتسوية السلمية في ليبيا ستصطدم بمقاومة الشعب الليبي وستفشل عاجلاً أو آجلاً.
وفي الوقت نفسه، لا يؤيد حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي والدول الإقليمية التدخل التركي في شؤون ليبيا، وعلى وجه الخصوص، تعارض كل من مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية عدوان أنقرة علناً، وحتى تونس، حيث لا يزال في السلطة حزب النهضة الموالي للإخوان المسلمين والقريب من تركيا من الناحية الأيديولوجية، رفض توفير أراضيها كقاعدة للتدخل التركي في ليبيا. والشعب الليبي مصمم على رفض أي تدخل خارجي في شؤونه، وهو قادر على التوصل إلى الحل الذي يرضي جميع أطراف الأزمة الليبية، وهنا اقتبس هذا القول لإحدى حرائر ليبيا، “عندما تدنس أحذية الأتراك تراب وطني الذي ارتوى بدماء شهدائنا، وإن لم يكن بينكم من يصد هذا العدوان اتركوا الساحة إلى حرائر ليبيا وأنا في مقدمتهم”.
No Result
View All Result