No Result
View All Result
المشاهدات 4
زينب قنبر
عامان على الدمار والخراب، عامان من القتل الوحشي على الانتماء والهوية، عامان على التغريبة العفرينية على أيدي طورانيي العصر، تمر الذكرى الأليمة لاحتلال عفرين ونحن نعيش في وسط متلاطم الأمواج والتقلبات السياسية والعسكرية التي تتغير تبعاً للتحالفات والاصطفافات التي تتمحور بشكلٍ أساسي حول المصالح أولاً وأخيراً.
عفرين التي اجتمعت حولها وعليها كل قوى الغدر والتآمر قاومت بشيبها وشبابها ( 58 ) يوماً لم تكن جيوش دولٍ بأكملها قادرة على الصمود لأكثر من أيام معدودة أمام عدوان شارك فيه الشرق والغرب، لكن شعبنا في مقاومة العصر، أبدى أسمى آيات البطولة والفداء، وضحى ومازال بخير شبابها في معركة لا تكافؤ فيها بالعدد والعتاد . فَتعرُّض عفرين لغاراتٍ من ( 72 ) طائرة دفعة واحدة لم يحدث لها مثيل حتى في الحرب العالمية الثانية، وهذا بحد ذاته يُبين حجم المؤامرة التي هي استمرار لمؤامرة العصر عام ( 1999 ) على القائد عبد الله أوجلان، وكذلك حجم المقاومة.
جمعت دولة الاحتلال كافة مرتزقة سوريا ممن سلموا مناطقهم وباعوها وعلى طبقٍ من ذهب في مسعى إلى بثِّ فتنة عرقية وطائفية، لتمهد الأرضية لتنفيذ مشروعها الإخواني العثماني في إلحاق مناطق من سوريا بأراضيها، عمليات الاستيطان والتغيير الديموغرافي التي بدأتها تركيا منذ اليوم الأول لاحتلالها لعفرين، لا يخفى على أحد حيث تم تدمير كل شيء يمُتُّ بِصلة لهوية عفرين الكردية بأبشع الأشكال، تدمير الآثار والمعالم الأثرية واختفاء الكثير منها، إزالة الإشارات والعلامات الكردية بما فيها أسماء القرى والشوارع والساحات، وفرض مناهج اللغة التركية، فضلاً عن تحويل المدارس إلى دوائر ومقرات لاستخباراتها بالتزامن مع إطلاق أيدي مرتزقتها، لتنهب من خيرات عفرين وتعرض أهلها للخطف والقتل والابتزاز، كما وثّقتها عدة منظمات حقوقية بما فيها الأمم المتحدة.
لقد غدت عفرين بؤرة الإرهاب ليس في سوريا فقط بل في المنطقة والعالم، وتجمع فيها كافة المرتزقة الإرهابيين ومن مختلف بلدان العالم، لتشكل تهديداً على الأمن والاستقرار العالمي أجمع، إن قرار شعبنا في مواصلة مقاومته ضمن المرحلة الثانية لمقاومة العصر، مستمرة بكل زخمها وقوتها، وهي تعتبر الركيزة الأولى في توحيد الجهود لتحرير عفرين من براثن الاحتلال التركي ومرتزقته، فشعبنا متشبث بأرضه، وعلى استعداد لدفع الغالي والنفيس في سبيل تحريرها، والعودة إلى موطن آبائه وأجداده.
لقد أثبتت دولة الاحتلال التركي في عملية غزوها واحتلالها لعفرين، أنها ضد الشعب السوري بشكلٍ عام، وضد كل ما هو كردي بشكلٍ خاص، واحتلالها لمدينتي سري كانيه/ رأس العين، وكري سبي / تل أبيض، في شمال وشرق سوريا يأتي في هذا السياق، والتي تصدت لها مقاومة الكرامة تلك المقاومة البطولية، وتركيا مصابة بفوبيا الكرد، وتعارض أي حق أو مشروع كردي، وفي أي جزء كان، هذه الحقيقة جسّدتها في احتلالها لعفرين وسري كانيه وكري سبي.
لكننا لا ولن نستسلم وسندافع بكافة الوسائل المتاحة عن أرضنا وشعبنا، ولقد كان للمرأة الكردية دور بارز في مقاومة العصر في عفرين ودشنتها شهادة بارين كوباني وأفيستا خابور، اللتان أرعبتا الاحتلال ومرتزقته، ما خلق الرعب في أنفسهم فمثلوا بجسدهما الطاهر، لقد تركت المرأة بمقاومتها ومشاركتها الفعالة بصماتها على مسيرة ( ٥٨ ) يوماً من المقاومة، وحفرت في ذاكرتنا الجمعية، واتحدت مع مقاومة آرين ميركان في كوباني، ولا شك أنها الضمانة الأولى لتحرير عفرين، وكل المدن المحتلة من الاحتلال التركي ومرتزقته.
والمرأة العفرينية انعكست مقاومتها على كل المناطق السورية إيجاباً، وشهادة هفرين خلف في مقاومة الكرامة إثبات، وبكل إصرار وجرأة وتحدي من إعلانها منذ اليوم الأول لموقفها من الاحتلال، ومرة أخرى نؤكد أننا مستمرون بكافة الأشكال في تصعيد نضالنا حتى تحرير آخر شبر من تراب عفرين وكافة الأراضي السورية المحتلة، وعودة المهجرين قسراً إلى ديارهم مكللين بأكاليل الغار والنصر.
No Result
View All Result