بنك الدم في منبج.. خلية حمراء تبثُ الحياة في المجتمع

تقرير/ آزاد كردي

روناهي/ منبج- بنك الدم بمنبج يلبي كافة متطلبات المرضى قدر المستطاع من احتياجاتهم من زمر الدم وتقديمها للمرضى المحتاجين مجاناً، وهكذا يبث الحياة في نفوس المرضى.

“شعوري جميل، وسعادتي لا توصف”، أولى كلمات “محمد الحسن”، في العقد الثاني من عمره، جالساً على سرير غرفة قطف الدم، ببنك الدم، يخونه التعبير بكلمات أكثر تكون بحجم عمله الإنساني الذي يقوم به، سوى أن شفتيه، ترسمان ابتسامة حيية في محياه لكن عينيه، تبرقان بوميض مليء بالأنفة والشجاعة في حماية أهالي مدينته، حيث سيتجه من بعد ذلك للانضمام إلى صفوف قوى الأمن الداخلي.

بنك الدم بمنبج، يتبع لمشفى الفرات، الكائن على طريق حلب الدولي، وهو عبارة عن مكان يتم فيه تخزين وحفظ عينات الدم التي يتم جمعها من خلال عمليات التبرع بالدم، ليتم استخدامها في العمليات التي تتطلب نقل الدم من شخص لآخر، ويتّبع بنك الدم طرقاً معينة لحفظ وتخزين تلك العينات التي يتم التبرع بها، كما أنه يحدد شروطاً قبل أخذ عينة الدم من الشخص المتبرع؛ لضمان أفضل النتائج.

المتبرع “أحمد الجاسم”، أشار بأنه يتبرع بالدم بشكل مستمر، فما أن تنتهي المدة الممنوحة للسماح بين المرة والأخرى، حتى يكون من أوائل المتبرعين، لشعوره بالواجب الأخلاقي تجاه المحتاجين للدم، كما أنه يرى في التبرع بالدم ضرورة؛ لبث الحيوية والنشاط بسبب ما أثقلته أعباء الحياة الثقيلة على كاهل صحته.

عمل حقيقي من فوق الركام

وكان بنك الدم في سابق عهده، يقع في شارع الرابطة، قبل أن يلاقي مصيراً مأساوياً من الدمار على يد مرتزقة الفصائل المسلحة وداعش. وفور تحرير مدينة منبج وريفها من رجس الإرهاب وتأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية بمنبج، كان بنك الدم من أولى الأقسام التي أعيد نقل الأجهزة التي لا زالت تعمل إلى مشفى الفرات التابع للجنة الصحة، إذ سارعت بتأهليه وترميمه بعدما تعرّض لكثير من أعمال التخريب والدمار. ويقوم بنك الدم منذ افتتاحه، وعلى مدار ثلاث سنوات؛ بتلبية كافة متطلبات المرضى قدر المستطاع من احتياجاتهم من زمر الدم، وتقديمها للمرضى المحتاجين مجاناً؛ لأولئك الذين يتلقّون العلاج بمشفى الفرات، وبسعر رمزي للمشافي الخاصة في المدينة.

أساسيات وآليات عمل بنك الدم..

ومن أروقة غرفة سحب الدم، التقت صحيفتنا “روناهي” بالممرض؛ خالد محمد، ليحدثنا عن أساسيات عملهم في بنك الدم قائلاً: “يكمن عملنا في ثلاثة أمور فيما يتعلق بسحب الكمية المراد التبرع بها من الشخص المتبرع، والتحقق من صلاحيتها، ومطابقتها لمواصفات الدم الصالح للنقل. وإخضاع دم المُتبرّع للفحوصات المخبرية؛ بغية التحقق من مدى صلاحيته للاستخدام، ومن أهم الفحوصات؛ الكشف عن فصيلة الدم التي هي عبارة عن مجموع الزمر التالية: (A AB, O, B)، ورصد العامل الرئيسي للدم سواءً كان سالب أم موجب. والتحقق من عدم حمل الدم لأي مرض معدٍّ؛ كالإيدز والملاريا والزهري وغيرها. ويتم تخزين الدم بعد التحقق من سلامته وصحته ومطابقته للمواصفات العامة للدم، بمبردات خاصة”.

المعايير المطلوبة، للمتبرع؟

وحول أهم شروط التبرع، لبنك الدم، أضاف محمد: “عند رغبة المتبرّع بالدم بالتبرع، فما عليه سوىالتوجه صوب بنك الدم مباشرةً. بعد ذلك، يُسحب له عينة من الدم من قبل الممرضين المختصيّن بذلك، حتى يتسنى التحقق من صلاحيته وسلامته؛ وفقاً للفحوصات المخبرية، وتخزينه ضمن مبردات خاصة، وصرفه بموجب إيصالات إلى الأشخاص الذين يحتاجون له في حال استدعاء الحاجة لذلك. وأهم المعايير والشروط المطلوبة للمتبرع بالدم أن يكون بالغاً سنّ 18- 65، وأما بالنسبة للوزن، من 55 وما فوق، وأما إذا كانت المتبرعة؛ امرأة، فيجب ألّا تكون حاملاً أو مرضعاً. كما أن هناك شروطاً أخرى، لعل أهمها؛ أن يفصل بين كل عملية تبرع بالدم وأخرى، فترة تصل من ثلاثة لستة أشهر”.

واختتم الممرض؛ خالد محمد بالقول: “لا نتوانى عن تقديم واجبنا تجاه المرضى المحتاجين للدم، ونقوم بحفظ كافة سحوبات الدم كاملة؛ باسم المتبرع وزمرته وعنوانه؛ ضمن سجلّات خاصة، وصرفه وفق الاحتياجات الماسة، وعلى مدار 24ساعة باليوم”.