No Result
View All Result
المشاهدات 0
تختزل قصة أحمد والي قصصَ مئات المواطنين السوريين ممن زُجّ بهم وسط جدرانٍ سلبت منهم سنين أعمارهم، في غربةٍ قصدوها بهدف الحصول على لقمة العيش، لتتحول الغربة إلى جحيمٍ برعايةٍ تركية.
مسجونٌ في الغربة، حالهُ كحال مئات السوريين ممن اعتُقلوا على الأراضي التركية خلال السنوات القليلة الماضية بتهمٍ تستند للذرائع الواهية التي خلقتها وألصقتها الحكومة التركية بالمواطنين السوريين المُعتقلين حُكم على أغلبهم بالسجن لسنوات عديدة.
تهم كاذبة وجِهت له
تبدأ قصة أحمد والي العائد منذُ حوالي الشهر إلى قريته “جارقلي” غرب مدينة كوباني على الحدود التركية، أثناء عبوره السياج الحدودي بين سوريا وتركيا قبل حوالي 4 أعوام، بهدف العمل لإعالة أولاده الـسبعة ، ليواجه صعوبة في العبور ويُعتقل بعد ذلك ويُنقل إلى “سجن أورفا المركزي”.
12 عاماً حُكم على أحمد بالسجن في الجلسة الأولى من محاكمته بتهمةِ العبور إلى البلاد بطرقٍ غير شرعية وإنه “إرهابي”، لتتقلص مدة الحكم إلى 3 سنوات و7 أشهر بعد عدةِ جلساتٍ أصرّ من خلالها أحمد على أنه عبر الحدود للبحث عن لقمة العيش.
7 أشهر قضاها أحمد في “سجن أورفا” ليُنقلَ بعدها إلى أحد السجون في لواء إسكندرون (TTB) “سجنٌ تدعوه الحكومة التركية بسجن الإرهابيين” كما يقول أحمد.
مصير مئات السوريين في تركيا
صادف والي الكثير من الكرد والعرب السوريين في ذلك السجن، ويقول عن ذلك “ألتقيت بالكثير من السوريين هناك، لقد أصابتني الدهشة عندما سمعتُ منهم التهم الموجهة لهم، فالغالبية منهم اعتُقل بسبب أغنية كردية قد سمعها، أو نشرَ صورة له بالزي الكردي الفلكلوري، أو شارك في إحدى الاحتفالات الشعبية الكردية، أو ندّدَ في مكانٍ ما بالتدخل التركي في الأراضي السورية، كل هذا يعتبر جُرماً في تركيا”.
هذا ويلف الغموض مصير مئات السوريين المعتقلين في تركيا التي تصدّرت لائحة منظمة العفو الدولية لعام 2018 بشأن قمع الحريات وإذلال المعتقلين، والاعتداءات الجسدية والجنسية التي تشهدها المعتقلات، عدا أن المحاكم ليست عادلةٍ في إصدار الأحكام بحق المعتقلين، بحسب المنظمة.
سعوا لجعلنا جواسيس
يتابع أحمد البالغ من العمر 42 عاماً حديثه بالقول: “لقد تعرضنا للتعذيب الجسدي لأكثر من مرة انتقاماً لمقتل الجنود الأتراك خلال عملية احتلال عفرين شتاء عام 2018، كانوا يتهموننا بأننا إرهابيون، كما وعرضوا علينا مراراً وتكراراً أن نتحول لجواسيس، نستطلع المعلومات من أقربائنا من داخل مقاطعة كوباني لصالح الحكومة التركية ولكننا رفضنا ذلك، وهذا ما جعل الأمور تزداد سوءاً بالنسبة للكرد داخل السجن من ناحية التعذيب الجسدي والنفسي”.
قضى أحمد والي 3 سنوات في سجن (TTB) في لواء إسنكدرون، بعد معاناة استمرت 4 أعوام في جحيم أقبية السجون التركية، دون أي اتصال بالعائلة طيلة تلك المدة.
والدةُ أحمد التي انتظرت خبراً من ابنها الذي اختفى عن الوجود فجأة، تقول بأنها انتظرت سنواتٍ لتسمع صوت أحمد أو خبراً منه، حتى رأته قبل أسبوع من الآن دون أي سابق إنذار لتنهمر الدموع على وجنتيها من شدة الفرح. هذا بعض التفاصيل التي نشرتها وكالة أنباء هاوار عن قصة شاب ركض وراء تأمين لقمة العيش من أجل عائلته لينال العذاب والجحيم في السجون التركية التي ألقت بتهمة زائفة عليه كما غيره ليُحكم عليه أربعة أعوام بالسجن، فإلى متى وشعبنا سيعاني من وحشية المحتل التركي وإلا متى سيبقى الصمت عنوان الدول المدعية أنها دول تحمي الحقوق الإنسانية.
No Result
View All Result