سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مدارس عفرين تتعرض دائماً لقصف المحتل ومرتزقته فأينَ حقوق أطفالنا؟

تقرير/ شيار كرزيلي

روناهي/ الشهباء- مع بداية احتلال عفرين من قِبل المحتل التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري تم استهداف البُنى التحتية لها وفي مقدمتها المنشئات الاقتصادية والمراكز الأثرية والثقافية وحتى المدارس لم تسلم من همجية المحتل.
لم يتوقف المحتل التركي عن الانتهاكات بعد احتلال عفرين، بل استمر بقصف القرى الواقعة على خط الصفر واستمر باستهداف مدارس تلك القرى، ففي العام المنصرم وبيوم وقفة عيد الأضحى استهدف المحتل مدرسة قرية سوغانكي بثلاثة قذائف.
وتتعرض مدارس ناحية شيراوا وناحية تل رفعت للقصف بشكل دائم، وكانت آخرها المجزرة  التي حدثت بالقرب من المدرسة في تل رفعت والتي راح ضحيتها عشرة أشخاص معظمهم طلاب صغار من مدرسة المجمع التربوي.
  خطوة وقائية لِتدارك الخطر     
وبصدد هذا الموضوع قمنا بالذهاب إلى مدرسة المجمع التربوي، والتقينا مع مدير المدرسة رشيد عمر الذي حدثنا بهذا الخصوص قائلاً: “تتعرض ناحية تل رفعت للقصف وبشكل دائم وفي حال القصف نقوم بالتدابير التالية من أجل سلامة الطلاب والمعلمين، حيث نُرسل الطلاب إلى الملجأ، كما يقوم طلاب المرحلة الثانوية بالتعاون معنا لتهدئة طلاب المرحلة الابتدائية. فالمدرسة تمتلك ملجأً كبيراً يسع الطلاب في حال التعرض للقصف”.
ويجدر بالذكر بأن الهلال الأحمر الكردي ولجنة تدريب المجتمع الديمقراطي ألقيا عدة محاضرات في المدرسة حول كيفية الوقاية والتحرك في حال سقوط القذائف.
وأكد عمر بالقول: “من المعلوم منذ تهجير الأهالي إلى المقاطعة لم تتوقف الانتهاكات والقصف ومعظم الاستهدافات في المناطق المأهولة بالسكان ومن بينها المدارس وخاصةً مدرسة المجمع التربوي التي قُصفت أكثر من مرة من الطرف الشرقي والغربي والجنوبي والشمالي، وفي القصف الأخير والذي كان بعد انتهاء الدوام المدرسي وخروج الطلاب من المدرسة هذا القصف كان متعمداً وغايته ارتكاب المجازر والقتل”.
واختتم مدير مدرسة المجمع التربوي رشيد عمر قائلاً: “نحن من مركز المسؤولية نوجه رسالة لليونسيف والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتوقيف هذه الانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري وداعش الإرهابيين بحق شعبنا”.
وفي السياق ذاته حدثتنا طالبة من المدرسة ذاتها من المرحلة الثانوية أمينة محمد قائلةً: “نحن كطلاب ناحية تل رفعت ندين ونستنكر الأعمال التي يقوم بها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من جرائم وارتكاب مجازر بحق الشعب الكردي والسوري بشكل عام، باستهدافهم المدنيين والأطفال لزرع الخوف والفزع في قلوب المجتمع”.
ونوهت الطالبة أمينة بأنه كخطوة وقائية أنشأوا لجنة الدفاع المدني في المدرسة، وسعوا لتوعية الطلبة والمجتمع فيما يتعلق بكيفية التعامل والتصرف في حالات القصف على المدينة، واللجنة تفرغ الصفوف وتنقل الطلاب من الصفوف إلى الملاجئ بشكل منظم وكما أنها تدعم الطلبة من الناحية المعنوية”.
معاناة مدرسة عقيبة لعدم وجود ملاجئ..
كما أشارت في السياق ذاته الطالبة ريم دادة من نفس المدرسة قائلةً: “كما نعلم إن ناحية تل رفعت تتعرض للقصف من قبل جيش المحتل التركي ومرتزقته، ونحن كطلاب المرحلة الثانوية نقوم بتوجيه طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والتعاطف معهم والرفع من معنوياتهم ونحاول إزالة حالة الخوف عندهم، كما نقوم بتعليمهم عن كيفية التعامل في حالات القصف، وهنالك لجنة الدعم النفسي التي تقوم بالتعاون معنا من أجل معالجة الحالات النفسية عند الأطفال الناجمة عن الخوف من أصوات القذائف والمشاهد المفزعة”.
وفي ناحية شيراوا التي تتعرض للقصف وبشكل متكرر تقوم لجنة تدريب المجتمع الديمقراطي بإلقا

ء محاضرات عن كيفية التعامل في أوقات الطوارئ في المدرسة وتوعية المعلمين والطلاب.
وأكد مدير المدرسة في قرية عقيبة أحمد قدو بهذا الصدد: “تعاني الناحية من الانتهاكات وبشكل مستمر، حيث تتعرض الناحية للقصف من قبل
مرتزقة الاحتلال التركي وتكون المدارس عرضة للقصف، حيث تم تدمير مدرسة سوغانكة ونحن في قرية عقيبة نعاني من هذه الكارثة، فنناشد منظمة اليونيسكو ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بإيقاف هذه الانتهاكات التي تتعرض لها المقاطعة ومحاسبة مرتكبي مجزرة تل رفعت والتي راح ضحيتها عشرة أشخاص معظمهم تلاميذ مدارس”.
كما بينت حول هذا الموضوع المدرسة ندى حنان التي تدرس في قرية عقيبة قائلةً: “نحن في مدرسة عقيبة نعاني من عدم وجود الملاجئ ولهذا حين سقوط أول قذيفة نقوم بإفراغ المدرسة مباشرةً، حيث يقوم أهالي الطلاب بالمجيئ لأخذ أطفالهم”.