روناهي/ الطبقةـ في مجلس عوائل الشهداء تعلّم أبناء الوطن قدسية الشهادة وعلموا الأجيال القادمة سطوراً من البطولة والفداء لتجتمع سلسة من الصور لمئة وتسعين شهيداً، نعم إنها قافلة الشهداء.
الشهداء نبراس الكرامة في لوحة فسيفسائية الوطن، فقد سجل الشهداء أسماءهم ليشهد التاريخ أن للأحرار انتماء ليس فقط للوطن وإنما للماضي والحاضر والمستقبل عندما قدموا أزكى ما يملكون في الحياة، وانتمى الشهداء للأرض والوطن فقدموا أرواحهم ليبقى حراً، ودافعوا عنه فنالوا الشهادة بعد أن أبوا الهوان والذل، فوقفوا صامدين ضد المعتدين والمرتزقة ليحيا الوطن باستشهاد الأحرار.
وللاطلاع على عدد الشهداء الذين توصل لهم مجلس عوائل الشهداء في الطبقة وألوان النسيج الذي ارتداه سجل الشهداء العام في شمال وشرق سوريا؛ كانت له خصوصية الشهداء في انتمائهم للوطن والأرض وانتمائهم لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة المدنية الديمقراطية، وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا روناهي لقاءً مع الرئيسة المشتركة لمجلس عوائل الشهداء فاطمة العلي.
الشهداء من مختلف الشعوب السورية
وأكدت فاطمة العلي أن فسيفسائية عوائل الشهداء هي من مختلف الشعوب في مدينة الطبقة وأن الشهداء زهورٌ نمت في مزار ساحتها لتسجل 190 شهيداً في مجلس عوائل الشهداء من تاريخ بدء التحرير منهم 27شهيداً في عام 2019م، من بينهم 16 شهيداً من قوات سوريا الديمقراطية من مختلف النسيج المكون للمنطقة، وكذلك أربعة شهداء للأمن الداخلي وشهيدة من ybj ، وثلاثة شهداء من الإدارة المدنية الديمقراطية، وشهيدين من الدفاع الذاتي، وشهيد من لواء ثوار إدلب، حيث يعد هؤلاء الشهداء من كافة الشعوب والتشكيلات العسكرية والمدنية وجميعهم من أبناء المنطقة وريفها.
دماءهم امتزجت مع تراب الوطن
وأشارت فاطمة بالقول: “دماء الشهداء دماء أوفت وأخلصت وامتزجت مع تراب الوطن وهي دماء زكية امتزجت مع الجذور والمياه وهي من دماء أبناء المنطقة، فحريتنا استمدت من دمائهم لتروي أرض الوطن وتنير طريق الأجيال وأنها خزي ورصاص على مرتزقة داعش والاحتلال التركي، فالشهداء علمونا أهمية الشهادة وطريقها فبعض أبنائنا نالوا الشهادة وبعضهم الآخر يقف على حدود الوطن ليحمي الأرض، وتبقى دماء الشهداء منارة وطريقاً لتحرير الأرض من الغازي وسوراً منيعاً لوحدة سوريا ليصون أطفالها وكبارها”.
قوة عوائل الشهداء في تنوعها
وأضافت فاطمة أن مجلس عوائل الشهداء تأسس في 1/5/ 2018م، وأن قوة عوائل الشهداء مستمدة من الشهداء الذين هم منارة الحياة ،وهم من انضموا لصفوف قوات سوريا الديمقراطية التي حررت شعوب المنطقة من الذل والهوان ومن القتل والتهجير، وأردفت بالقول: “إن قافلة الشهداء ماضية في غايتها لتحرير الأرض من المحتل حتى نحيا في محبة وسلام، لأن لوحتنا متنوعة حيث تعيش الشعوب بأخوة داخل سوريا، ولن نقبل إلا بالانتماء للأرض وأن وقوفنا بجانب بعضنا البعض يعني وقوفنا إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية صفاً واحداً نتيجة لتجمع والتفاف شعوب المنطقة حول من بذل الدماء وبذل التضحيات وضحى بالشهداء، فقافلة الشهداء لن تتخلى عن وحدة سوريا تراباً وشعباً، لأن تراب سوريا غالي وإرادتنا تنبع من حرية الوطن والشعب وانتماؤنا هو تاريخ حافل بالانتصارات نكتبه في حياة نعيشها”.
الشهداء مقاومة والمقاومة مستمرة
وفي لقاء مع شقيق “الشهيد خالد الأحمد”، قال أحمد الأحمد: “إن الشهيد خالد كان متزوج وله ولد وبنت وكان يبلغ من العمر حوالي 35 سنة له أخوة سبعة شباب وثلاث بنات، ووالداه متوفيان وكان يحرس مبنى التجارة كان يعمل عمله الاعتيادي لكن يد الغدر وصلت إليه، وقد سلك طريق الشهادة”.
وتابع الأحمد حديثه قائلاً: “لن نخاف من طريق العزة لأن طريقنا هو طريق الشهادة وأنه بتكاتف شعوبنا تحيا أخوّة الشعوب يداً بيد من عرب وكرد وتركمان وأشور للوصول إلى درب التحرير ، فنحن نربي أولادنا وشبابنا من أجل الدفاع عن الأرض، ومستمرين في المقاومة ونحن سائرون على خطا الشهداء ومسيرتهم، لأنه ليس لدى شعوب المنطقة سوى خيار وحيد وهو الاستمرار بالمقاومة على نهج الشهداء، لأن الشهداء مقاومة والمقاومة مستمرة”.
