سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أطفال متلازمة الحب يفتقدون لمراكز تخصصية بقامشلو..

تقرير/ نشتيمان ماردنلي 

روناهي/ قامشلو- أطفال متلازمة داون هم من أكثر الأطفال براءةً على الإطلاق ببسمتهم وضحكتهم التي تنشر السعادة بعفوية في محيطهم, يطلق على أصحاب هذه المتلازمة ملائكة الأرض لأنهم يتجملون بقلوب رقيقة ومشاعر أكثر براءة من أغلب الأصحاء, إلا أنهم يفتقرون للكثير من الإنسانية والمتطلبات اللازمة لمساواتهم مع بقية أفراد المجتمع وبالتحديد في مدينة قامشلو.
متلازمة داون أو(المغولية) المعروفة بمجموعة من الصفات الجسدية والنفسية الناتجة عن مشكلة في الجينات وهو خلل في انقسام الخلايا, حيث يؤدي إلى ظهور نسخة زائدة كاملة أو غير كاملة من الكروموسوم, تحدث في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة, يكون الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون ذوي ملامح مميزة ومعينة في الوجه والبنية, كما يعاني هؤلاء الأشخاص غالباً من التخلف العقلي بدرجة معينة، وتتفاوت حدة علامات المرض من مريض لآخر، لكنها تتراوح بشكلٍ عام ما بين الخفيفة جداً والمتوسطة.
“تعاملنا معها في البيت مختلف”
وبهذا الخصوص ألتقت صحيفتنا روناهي بالأم حبيبة محمد إبراهيم في مدينة قامشلو والتي تعاني طفلتها شفاء عبد الجليل حسن وهي الأصغر بين أطفالها والبالغة من العمر ثمانية أعوام  من متلازمة داون، والتي حدثتنا عنها وكيفية تعاملهم معها قائلةً: “تعاملنا معها في البيت يختلف عن التعامل مع بقية الأفراد لأنها غالباً ما تتأزم نفسياً بأية كلمة تبدر منا تؤدي بها إلى بكاء شديد أو عصبية مفرطة, فعندما كشف لنا أنها مريضة سعينا للعلاج ولجئنا إلى أكثر من خمسة أطباء، إلا إننا علمنا بأنه لا علاج لهذه المتلازمة, وقد كشف لنا أحد الأطباء إن الاحتمال الأكبر بظهور المرض عليها هو الاختلاف في الزمر الدموية الخاصة بي وبوالدها, وأغفالنا عن الفحوص التي تؤخذ من باب الحيطة بعد كل ولادة, خصوصاً أنه لا يوجد في العائلتين أي فرد يعاني من هذه المتلازمة غيرها”. وأضافت بأن تعامل أخوتها أيضاً معها في البيت يكون تعامل بحذر شديد لأبعادها عن الغضب الغير مبرر أحياناً, كما أنهم شديدي الخوف عليها.
وتابعت بالقول: “تعاملها مع بقية الأطفال طبيعي إلى حد ما، لأنها تميل بطبعها إلى الهدوء أكثر من العدوانية إلا أنه هناك القليل من الأطفال الذين لا يتقبلونها بينهم, وغالباً ما تتلقى الضرب منهم بسبب صعوبة تكلمها, وبطء استيعابها”.
واختتمت حبيبة محمد إبراهيم من قامشلو أم الطفلة شفاء المريضة بمتلازمة داون حديثها بمناشدة الجهات المعنية بضرورة الدعم المعنوي لمثل هذه الحالات بالقول: “مطلبنا الوحيد لهذه الفئة من الأطفال أن تفتح العديد من المراكز والمدارس الخاصة بهم لتعليمهم وتعليم كيفية التعامل معهم, والعمل على دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع, حتى يتسع مجال الخبرات الخاص بهم, فعلى عكس الفكرة السائدة مسبقاً بأنه يفضل عزلهم في أماكن ودور خاصة لرعايتهم أعتقد إنهم بحاجة للتجربة الفعلية والعملية للاختلاط في المجتمع لتنمو لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين”.
ضرورة تأهيل أطفال داون في مراكز مختصة..
والجدير بالذكر إن أغلب الدول أصبحت تهتم بهذه الفئة اهتماماً خاصاً من خلال التركيز على تعليمهم، وافتتاح مراكز تعليمية مخصصة لتعليم وتأهيل أطفال داون وقد لوحظ تزايد نسبة الإقبال على تبني تلك البرامج في مختلف أنحاء العالم, إضافةً إلى تثقيف الوالدين عن كيفية التعامل الصحيح مع أبنائهم لأنها تعتبر من أهم العوامل التي تساعد على تنمية الجوانب الفكرية والعاطفية لدى هؤلاء الأطفال.
مدينة قامشلو تفتقر إلى الآن لمثل هذه المراكز الخاصة والتي تعد مهمة على نطاق واسع لتقديم هؤلاء الأطفال إلى المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم, وأيضاً تصحيح الصورة النمطية عن هؤلاء الأطفال والمفاهيم والسلوكيات السلبية السائدة مثل؛ الخجل أو التخوف من وجودهم, وضرورة إعطائهم فرصة للحوار ومحاولة التودد إليهم في الأماكن العامة.
الجدير ذكره أن هناك مركز “عالم الطفولة” لذوي الاحتياجات الخاصة أو كما أُطلق عليهم مؤخراً “ذوي الهمم” في مدينة قامشلو الذي افتتحته هيئة المرأة في إقليم الجزيرة وهذا المركز يهتم لجميع الحالات دون غيرها وحالة متلازمة داون إحداها إلا أنه يجب تكثيف الجهود لهذه الفئة بالذات لتجاوز الصعاب واندماجهم في المجتمع.