سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أعوامٌ تتوالى والإدارة الديمقراطية تُثبِت أنها إرادة شعوب شمال وشرق سوريا

تقرير/ ميديا غانم

روناهي/ قامشلو- عامٌ مثمرٌ مليءٌ بالعمل الدؤوب وإنجازات كثيرة رفعت من المجتمع وعادت بالمنفعة عليه ليكون مجتمعاً ديمقراطياً يسوده الأمن والاستقرار، فكانت بصمة أبناء المنطقة في عام 2019 مميزة بهزيمة المرتزقة والمقاومة في سبيل الخلاص من الاحتلال.
في ظل الأوضاع المأساوية في سوريا التي مر عليها حوالي تسع سنوات من الحرب العجاف، ومرورها بأوضاع كارثية من حرب ودمار للبنى المجتمعية والتحتية نتيجة لسوء تدبير أولي الأمر من جانب، والمؤامرات الخارجية من الجانب الآخر، كما تسببت بنزوح مئات آلاف الضحايا وضعفهم، من المعوقين والجرحى وتشريد الملايين من أبناء البلاد في الداخل والخارج ولا تبدو ملامح أي حل سياسي في الأفق حتى الآن، وبالرغم من كل هذه الفوضى استطاعت شعوب شمال وشرق سوريا الحفاظ على استقرار نسبي في مناطقهم وتحريرها من المرتزقة المتمثل بداعش وأمثاله، وذلك بفضل تضحيات أبنائهم وبناتهم الشهداء الذين ضحوا في سبيل تأسيس مجتمع حر ديموقراطي لكل شعوب المنطقة انطلاقاً من مبادئ الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب، واستطاعت تأسيس إدارة ديمقراطية تمثل كل الطوائف السورية.
إنجازات عدة والهدف ازدهار المجتمع
تأكيداً على ضرورة وحدة الشعب السوري بمختلف أطيافه في وجه الغزاة والمحتلين الذين يهددون أمنها وسيادة أراضيها، ولتمكين دور المرأة  في الوصول لحل سياسي في المنطقة، وتحت شعار؛ “نحو سوريا لا مركزية ديمقراطية”، بتاريخ 7/2/2019م؛ انطلقت فعاليات المنتدى الحواري الأول في مدينة حلب الذي أقيم من قبل مجلس سوريا الديمقراطية (مكتب حلب) بحضور 67 شخصية حزبية ومستقلة ومثقفة، وشخصيات دينية (مسيحية، إيزيدية، مسلمة) إلى جانب ممثلي العشائر، واختتم المنتدى الحواري بالإشارة إلى أهمية توحيد الصف السوري، أمام أهداف الطاغية التركي أردوغان وحزبه الفاشي، والتأكيد على دور المرأة التي تضررت بشكل مباشر خلال سنوات عدة للرفع من وتيرة النضال المجتمعي.
وبتاريخ 24/2/2019م، تحت شعار؛ “الطريق الوحيد للخلاص من الإبادة والقتل الممنهج يمر عبر منهج حماية الذاتية”، أقيمت فعاليات الكونفراس الثاني لقوات حماية المجتمع في إقليم الجزيرة وذلك في صالة مركز آرام ديكران برميلان، وشارك فيه 950 عضواً وعضوةً من قوات حماية المجتمع من مناطق، مدن وبلدات إقليم الجزيرة، وتم قراءة التقرير السنوي لأعمال قوات حماية المجتمع لمدة ثلاث سنوات والنقاش عليها، وفي الختام تم انتخاب مجلس لقوات حماية المجتمع على مستوى إقليم الجزيرة مشكل من 63عضواً وعضوة، ثم أدى أعضاء المجلس القسم، واختتم الكونفرانس بإصدار جملة من القرارات والتوصيات الصادرة عن الكونفرانس تؤكد على ضرورة قيام قوات حماية المجتمع بواجب الدفاع الذاتي أمام الإبادة والثقافة والاحتلال العسكري في النواحي والمدن ومعظم الأراضي.
كما وأصدرت الحاكمية المشتركة لإقليم الجزيرة، بتاريخ 28/2/2019م، المرسوم رقم /1/ لعام 2019، حددت فيها عدد هيئات الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بـ 10 هيئات و11 مكتباً فقط، وتم توقيع المرسوم من قبل الحاكمين المشتركين الشيخ حميدي دهام الهادي، هيفا عبد الإله العربو.
وعقد خلال العام الجاري اتحاد المهندسين في إقليم الفرات كونفرانسهم الأول، بتاريخ 2/3/2019م،  تحت شعار؛ “الهندسة مرآة الشعوب”، والذي أقيم في قاعة الفرات بمدينة كوباني، وتم اختتامها بانتخاب رئاسة مشتركة هما كل من جيهان محمد ومظلوم ملا خليل.
وضمن العام الجاري أيضاً تم الإعلان عن تأسيس هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا، حيث أعلن وجهاء وشخصيات في شمال وشرق سوريا عن تأسيس هيئة الأعيان، تشارك جميع شعوب المنطقة ومن جغرافية مختلفة في تسير أمور الهيئة كأعضاء، بحيث تشمل كل مناطق شمال وشرق سوريا وقررت العمل على عدّة نقاط وفي مجملها شددت على أن هيئة الأعيان هيئة مجتمعية تهتم بكافة شؤون المجتمع بهدف توطيد أواصر العيش المشترك والأخوّة بين الشعوب في المجتمع السوري وشرائحه الاجتماعية، والعمل على إصلاح مواضع الخلل في المجتمع، وتحصينه أمام الانحرافات والظواهر التي تلحق الضرر بالنسيج المجتمعي، وتتقدم باقتراحاتها إلى الأطراف المعنية.
ومن ضمن أهم الفعاليات الاجتماعية خلال هذا العام؛ افتتحت هيئة العمل وشؤون الشهداء في مقاطعة الحسكة، أول مركز مختص لرعاية أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة باسم مركز الشهيدة “رنكين للطفولة”. حيث يشرف على العناية بالأطفال وتعليمهم أربع مختصات في مجال رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات في اليوم مقابل مبلغ رمزي، ويعد مركز ذوي احتياجات الخاصة الأول من نوعه في مقاطعة الحسكة بعد مقاطعة قامشلو.
الأمة الديمقراطية منظومة متكاملة ونموذج حل
وبتاريخ 6/4/2019م، افتتحت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، أكاديمية الشهيد عكيد جيلو الخاصة باللغة الكردية في مدينة قامشلو، بهدف تطوير ورفع المستوى التعليمي للمعلمين والمعلمات، ويجدر بالذكر بأن أكاديمية الشهيد عكيد جيلو مختصة بتدريس الاختصاصات الأدبية والعلمية الخاصة باللغة الكردية؛ ومجهزة بكادر تدريسي مختص، والهدف الأساسي من الأكاديمية هو إنشاء كادر تدريسي مختص وذو كفاءات عالية لتهيئتهم لتدريس الطلبة ضمن المدارس الابتدائية والإعدادية في إقليم الجزيرة.
وتأكيداً على تشارك جميع شعوب شمال وشرق سوريا في السراء والضراء والحرب والسلام أعلن الشعب الأرمني في 24 نيسان 2019 وبتاريخ 23/4/2019م، في قرية تل كوران بناحية تل تمر عن تأسيس أول قوة عسكرية باسم الشهيد “نوبار أوزانيان”، تنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية.
تحت شعار؛ “إحياء ميثاق المدينة المنورة لبناء الأوطان وحماية بني الإنسان” وبتاريخ 28/4/2019م، بمشاركة 300عضو وعضوة، اختتمت أعمال المؤتمر الأول لمؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا – روج آفا بانتخاب مجلس الشورى وإصدار جملة من القرارات أهمها؛ “تغيير اسم المؤسسة الدينية من اتحاد علماء المسلمين واتحاد مؤسسات المرأة المسلمة إلى مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا وذلك لتنضوي تحت سقفه جميع المؤسسات والمنظمات والمكاتب الدينية توحيداً للجهود والهدف، واتخاذ المؤتمر مقاطعة الحسكة مقراً له لتوسطها شمال وشرق سوريا، والإعلان الرسمي عن افتتاح أكاديمية الإسلام الديمقراطي ومقرها مقاطعة قامشلو وفتح معاهد شرعية وذلك حسب الحاجة، ومشاركة المرأة في كافة المؤسسات واللجان التابعة للمؤتمر من خلال البنود”.
كما أنه خلال العام الجاري اختتمت فعاليات الملتقى العشائري الذي أقيم تحت شعار؛ “العشائر السورية تحمي المجتمع وتصون عقده الاجتماعي”، في بلدة عين عيسى بشمال سوريا، برعاية مجلس سوريا الديمقراطية، والذي حضره ممثلون عن حوالي 70 عشيرة وقبيلة سورية، إضافةً إلى ممثلين عن جميع الشعوب من مختلف المناطق السورية، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وقيادات قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بغية توحيد الصفوف لمواجهة المعتدين.
بهدف حل مشاكل المتضررين في الحرب من الناحية النفسية, والصحية والاقتصادية وبتاريخ 1/6/2019م، تحت شعار؛ “نحن لا ننسى حماة أرضنا” انطلقت أعمال المؤتمر الأول لمصابي الحرب شمال وشرق سوريا في صالة مركز آرام تيكران برميلان، بمشاركة 143 مندوباً، واستمر المؤتمر يومين متتالين، وتضمن أعمال المؤتمر مناقشة مجمل الأوضاع السياسية والميدانية في المنطقة، وقراءة ومناقشة التقرير السنوي، وقراءة النظام الداخلي والمصادقة عليه، إضافةً إلى انتخاب أعضاء المجلس ولجنة الانضباط.
للتثمين المجتمعي للدور الريادي الذي قامت به وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية في هزيمة مرتزقة داعش جغرافياً، وبدعم من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وإشادةً بالظروف الآمنة والمستقرة التي كانت تحظى بها مناطق الإدارة الديمقراطية لشمال وشرق سوريا قبل الغزو التركي؛ أقيم المنتدى الدولي حول داعش برعاية مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية, في ناحية عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو, بعد استمراره لثلاثة أيام متواصلة, عقدت خلالها سبع جلسات حوارية تناولت العديد من جوانب إرهاب داعش السياسية, العسكرية, الاقتصادية, الثقافية, الدينية, وتأثيراتها على المرأة, ودور المرأة في مقارعة الإرهاب, وكيفية إيجاد الحلول للحد من عودة انتعاشه من جديد، وانتهى بخروج المشاركين بجملة من القرارات والتوصيات تؤكد على ضرورة إيجاد الحل للأزمة السورية والمنطقة، والحاجة لمنظومة ديمقراطية جديدة تجفف المنابع التي أنتجت مرتزقة داعش والتنظيمات المتطرفة, وأكدت على أن الأمة الديمقراطية كمنظومة متكاملة بأبعادها ومقوماتها تعتبر نموذج حل ومشروع سلام إذا ما تم تطبيقه في عموم سوريا.
ولإيجاد فرص عمل دائمة وتحسين المستوى المعيشي للعمال مع الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، ولضرورة المساواة بين المرأة والرجل في العمل، والحرص على عدم استغلال العمال وتحديد أجورهم وساعات عملهم؛ تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسع لاتحاد العمال في منطقة الطبقة تحت شعار؛ “بسواعدكم نبني بلدنا” بحضور واسع للمؤسسات المدنية وعمال منطقة الطبقة، والذي انتهى بانتخاب خمس أعضاء كمجلس لاتحاد العمال، وذلك بهدف تنظيم أكثر من 5500 عامل في منطقة الطبقة بين عمال لدى الإدارة المدنية والأعمال الحرة من خلال مجلس الاتحاد المنتخب الذي يعتبر العمال القوى الأساسية في المجتمع المدني وتلعب دورها في تنظيمه والارتقاء به، وبعد مناقشة مواد النظام الداخلي والتصويت عليها تم إقراره بشكل رسمي بالإضافة لاختيار شعار الاتحاد.
بالرغم من كافة المحاولات التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من الجيش الوطني السوري وداعش والنصرة للنيل من مشروع الأمة الديمقراطية الذي استظلت به جميع شعوب شمال وشرق سوريا والذي يدعو إلى العيش المشترك وأخوّة الشعوب، فما زالت هذه الشعوب تستمر بإدارة نفسها وتمضي بمشروعها الديمقراطي لتطور المجتمع، والوصول لحل سلمي دائم في عموم سوريا.