سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في عيد الميلاد، رسالة السلام للأمة الديمقراطية

آزاد كردي

ليست التعابير المحمولة بذات الطول التي قطعها كل منهما حيث حط رحالهما هناك، وإنما بعمق الرسالة التي حملاها وسط البلد الروحي للديانة المسيحية حيث لا مجال لإقفال التراتيل ومنعها من أداء الصلاة والبوح بكل شيء. فقبل بضعة أيام زار وفد من مجلس سوريا الديمقراطية مسد مؤلفاً من الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، ورئيسة الهيئة التنفيذية للمجلس إلهام أحمد العاصمة الإيطالية روما، وكان في استقبالهم وزير خارجيّة الفاتيكان؛ نيافة رئيس الأساقفة بول ريتشارد جالاجار.
هذه الزيارة لم تكن لزيارة منطقة بانثيون أو برج بيزا أو ميدان سان ماركو أو إحدى كاتدرائياتها المشهورة إنما خطط لهذه الزيارة؛ لتتداخل فيها مقدماتها مع نتائجها وتتبدى معطياتها مع استنتاجاتها؛ كما تتغلغل المياه في شوارع وأحياء البندقية بأبنيتها. إن الاستراتيجية السياسية والدبلوماسية التي تنتهجها الإدارة الذاتية في الوقت الحالي، لا سيما على الصعيد الخارجي جديرة بالمتابعة والاهتمام والثناء، فنحن إزاء ملف سياسي يخص الشأن السوري، أثار دهشة العالم منذ أن انبجس على العلن، فلأول مرة يطرح مشروعاً ديمقراطياً لحل مشاكل وقضايا سوريا والشرق الأوسط بهذا العمق والقوة في الطرح والجودة. وفي السياقات الضيقة المنعدمة التي لا مجال فيها للتشاور والنقاش بين عدة الأطراف متسعة، باعتبار أن الهوة بين جميع المتحاورين تكاد تكون منزوية وفي ضفة أخرى بعيدة المنال.
 فما لك حينها من خيار سوى أن تلجأ لفتح قنوات اتصال عديدة ومع أطراف عديدة أيضاً، فالمهم الانطلاقة من حيث أنت قد بدأت، وليست القيمة دائماً في أهمية الحدث، كما يبدو من المنطلق العام. ما حدث في زيارة الفاتيكان، هو اختراق في العلاقات الخارجية بين الإدارة الذاتية وبين الدول المتضامنة مع قضية الشعوب في هذه المنطقة، فالقضية برمتها مر على استفحال دائها ومرضها منذ الأزل، وزاد من وبائها وخطرها تآمر الدول؛ كالعراق وإيران وتركيا وسوريا وغيرها، في عدم استدامة حل طويل وسلس يمهد إلى تبريد المنطقة الساخنة منذ قرابة قرن من الزمن. مشروع الأمة الديمقراطية في شكله الجديد للعام 2020 القادم يتخذ طابع المنفتح الشمولي المتعدد النهضوي الديمقراطي الشعبي، واجتياز المحطات الداخلية والجزر الصغيرة إلى مد جسور بالغة الطول بحيث لم يحلم وطئها من قبل وأن يكون كل من” إلهام أحمد ورياض درار” عرابين إعلاميين في عاصمة المد الروحي المسيحي، خاصة وأنها جاءت في وقت يحتفل به العالم بأعياد الميلاد؛ لهو منبر دعائي كبير، حيث تمتزج هناك رسالتهما إزاء رسالة ومضامين الأمة الديمقراطية السمحة مع الشعوب والمعتقدات والأديان، وحرية ممارسة شعائرها برسالة وتراتيل رسالة البشرى العظيمة للسيد المسيح في هذه الأيام.
حين يغدو كل من” إلهام أحمد ورياض درار” ناطقين بكلمات السلام وتغدو العبارة أكبر من حجم الألم لتتسع نشيدة السلام وتغريدة المحبة بين الشعوب في الأمة الديمقراطية، مع الأسقف“بول ريتشارد جالاجار”، فمعنى ذلك، أنهما سيبلغان الوصايا الأخلاقية دون عناء لأنهما على درجة عالية من الإيمان واليقين والتحرر من القيود التقليدية للأعراف والبرتوكول الدبلوماسي بها، لتبليغها بكل صدق بما يملكانه من طلاقة خلاقة في أديبات وأخلاقيات الأمة الديمقراطية، التي جاءت متاخمة ومتوازية مع الإيقاع المرتفع لتراتيل السيد المسيح. أن يكون كل من” إلهام أحمد ورياض درار”، حاملين لرسالة السلام بكل ثقلها البنيوي والمعنوي والموضوعي لشعوب شمال وشرق سوريا خاصة وسوريا عموماً، وبمكان مقدس؛ لهو أمر غير تقليدي ورسالة غير اعتيادية، ومن المفترض بجميع الفرقاء والدول اللاعبة بالشأن السوري أن ينظروا في ختام عام وبدء عام إلى حساسية ملف الأمة الديمقراطية، لكونه الحل الوحيد المتبقي لدرء المنطقة من شفير حرب عالمية ثالثة، قد لاحت بوادرها في الأفق ما لم يتدارك هؤلاء في المنطقة بقبول مشروع الأمة الديمقراطية قبل فوات الأوان.